أحيانا تنجح العملية ويموت المريض، شيء خارج عن الإرادة يحدث، المعادلة تعطي نتيجة مختلفة، نتهم الأطباء بالتقصير، نلاحق المستشفى بتهمة الإهمال، نلجأ الى المحاكم من أجل التعويض، ولافائدة .. فالمريض مات! مفاجآت الحياة لا تنتهي، الأشياء تتغير، للأحسن أحيانا، وللأسوأ غالبا، لكن التغيير يحدث فى مرحلة ما، لا يمكنك التحكم في كل شيء، هناك منحنيات لا يمكن تفاديها، وهكذا لا بد من تقبل الواقع، فلكل بداية نهاية، ولكل شروق غروب. قد تبذل مجهودا فوق العادة لتنفيذ مشروع، تستعين بكل الوسائل لاتمامه، كل عناصر النجاح متوافرة، دراسات الجدوى تؤكد الربح، وفجأة ينهار كل شيء، المسألة لا علاقة لها بالحظ، هناك خطأ ما في مكان ما، لكنك لا تراه لأنك مشغول بشيء آخر. أحيانا تستخدم كل وسائل التوقع، تضع في حساباتك كل الاحتمالات، ترسم لكل خطة عشرات الخطط البديلة، ورغم ذلك يقع المحظور، بالطبع فاتك شيء ما، لاتوجد حسابات بلا أخطاء، ولا يوجد إنسان لا يخطئ، وهكذا تحدث الكارثة. صحيح أن لكل مشكلة حلا ، لكن بعض المشكلات لا يمكن حلها، وهنا يحدث الرهان على الزمن اعتقادا بأنه الكفيل بالحل، وهذا رهان غالبا ما يكون خاطئا، فالزمن يعقد كثيرا من المشكلات، وما كان ممكنا حله بالأمس، يصبح من الصعب حله غدا. حياتنا تتأرجح بين ما نريد وما لا نريد، الكل يريد النجاح، والكل يستخدم جميع الوسائل، السعي للهدف مشروع، واستخدام الوسائل ضروري، لكن أحيانا تصبح الظروف غير مواتية، وهنا لا مفر من الاستسلام أو التحدي، والفائز من يمتلك كل أوراق اللعبة. البعض يعرف متى يبدأ، والبعض لا يعرف متى يتوقف، والكل يبحث عن أجوبة، فالأسئلة لا تنتهي، وأيضا مفاجآت الحياة، المهم أن نتعلم من تجاربنا!. لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود