إنها مباراة، والوقت مفتوح والمرمى أمام جميع اللاعبين، ولا يوجد وقت ضائع والفوز لصاحب الثبات الانفعالى، وأنت واللاعبون والجماهير والملعب، ولكن الفريق الآخر هو الأحدث وبما أنى أراها مباراة رابحة، بإذن الله، فهذه أهداف تسعة فى مرمى الأحداث (وهاتها من الشبكة يا حدث) والله المستعان: 1- بفضل الله أشعر بتفاؤل كبير وذلك لعدة أسباب:أ- أن ما نتعرض له من ضغوط يصقلنا ويصنعنا ويكسبنا خبرات جديدة لا نجدها فى الكتب. ب- فرصة جيدة للتعرف على النفس وعلى الشخصيات، فهناك من يفكر بعاطفية، وآخر يفكر بقلق دائم وآخر يفكر بتوتر مستمر وهناك صاحب التفكير المتزن، وصاحب التفكير المتقلب وصاحب التفكير الانفجارى وصاحب التفكير المبالغ وصاحب التفكير المجهول، وهكذا تكتشف شخصيتك وشخصية من حولك، والتاريخ لن يرحم أحدًا ومرآة الأحداث تفضح، فأنت وأنت تعبر عن رأيك فى الأحداث تضع نفسك على ميزان شخصيتك لتكشفها أمام الجميع. ج- العقل فى هذه الأحداث دائم العمل، والتفكير، والتحليل والمراجعة، والعقل عضلة متى عملت صقلت فالفائدة عظيمة بإذن الله. 2- الشىء الوحيد الذى يجب أن نخاف منه هو "الخوف نفسه"، فالأمر يحتاج إلى رجال شجعان يتحملون عواقب قراراتهم وأقوالهم، لذا بالمصرى أقول لكل فرد: "جمّد قلبك"، واستعن بربك، ولا تعجل الأمر مجرد اختيار نحتاج فيه إلى السداد والتوفيق من الله، فإذا كان خطأ نعود ونصحح، وإذا كان صوابًا فالله الموفق وما نحن فيه من أحداث حتى نعلم صحته نحتاج إلى عشرات السنين لتقييمه، وهكذا يقيم تاريخ الأمة، والبعض يبالغ فى الحديث عن أشياء وإبداء آرائه فى أشياء لو عرضت على الفاروق- رضى الله عنه- لجمع لها أهل بدر فالبعض تجده شجاعًا فى الكلام ولا تجده شجاعًا فى التعامل مع المواقف، فالشجاعة سمة المرحلة والخائف لا ينفع أمته بل يهدمها، فلا تخف إلا من ربك، وبين يدى دراسة أمريكية تقول إن 95٪ مما نخافه أشياء ليس لها أساس من الصحة، وكما يقول المثل الألمانى الخوف يجعل الذئب أكبر من حجمه الحقيقى فالبعض يحسبون كل صيحة عليهم وهم سماعون لها ولو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالًا. 3- ما نحن فيه من أحداث تحليل مجانى يومى فى اختبارات حسن الخلق والحلم والعلم تحليل فى قدراتك على اكتشاف الخيط الرفيع بين الاختلاف وسوء الأدب، بين التعبير عن الرأى بحرية ومحاولة تفجير الوضع، والنتيجة فورية وغالبًا تكون دقيقة. 4- (عقلية نهاية العالم)، هذه هى طريقة تفكير البعض فهو يتعجل النهاية ويتعامل مع الناس بهذه الطريقة، فكأن بعد كل حدث لا حدث وبالتالى يخسر الجميع ويقاتل الجميع وتأمل معى فى رجل يرى فى كل حدث أنه هو النهاية، فالعجلة طبعه وعدم الإنصاف صفته واتهام الغير ديدنه، وقد قال لى الشيخ سعيد السواح، حفظه الله، يومًا كل مشكلة تنتهى بالموت فهى يسيرة، ففرِّق لتعمل بهدوء ومن يومها أسأل نفسى عند كل مشكلة: هل هذه المشكلة تنتهى فى الدنيا أم تستمر معى فى قبرى؟ فمشكلات الدنيا يسيرة بفضل الله، وهى ليست نهاية العالم، فالعالم لن ينتهى إلا بإذن الله، وإلا بأجل مسمى عند ربك، فالقرار ليس نهاية الدنيا، فأحبب حبيبك هونا ما فربما يكون بغيضك يومًا ما، وابغض بغيضك هونا ما فربما يكون حبيبك يومًا ما، والقاعدة تقول: المبالغة كلها سيئة حتى هذه القاعدة. 5- تأمل معى لو فكرنا بهذه العقلية: البلد هتولع.. لو فعلنا كذا لكانت الكارثة.. ضاعت الأمة.. سيدمر الصف.. سينهار الجميع.. وكثير من التوقعات المرئية التى تصدر طوال الأحداث لا ليلتها فقط، حيث اليأس والكآبة والتشاؤم و... و...و.. وماذا لو نظرنا بعقلية الحل لابد أن نواجه ونشتبك مع الأحداث، والأمر إلى خير بإذن الله ولنعمل ونعلى من صوت الأفعال فلو كان الطريق ميسرًا فنصر من الله، ولو كان الطريق مسدودًا فقد علمنا أنه طريق مسدود فلن ندخله مرة أخرى وقد استفدنا، الخطأ خطأ حين يتكرر وعاجلا أم آجلا سوف نحقق ما نتوقعه بإذن الله، وربما يكون الإخفاق خطأ، ولكن عدم النهوض من الإخفاق هو الخطأ الأكبر، وأحيانًا نفوز وأحيانًا أخرى نتعلم المهم ألا نستسلم، فأغلب الأشخاص لم يهزموا بالفعل، ولكن استسلموا فحسب فلا نستسلم للتشاؤم واليأس ولنفتح الأبواب على مصراعيها للأمل والعمل. 6- قابلت البعض خلال كثير من الأزمات أجده مهتمًا، ولكنه يعمل لا يتوقف، مستمر فى تحقيق أهدافه وإنجازاته، ولكن البعض إلا من رحم ربى بلا أهداف، ومن ليس له أهداف يصبح جزءًا من أهداف الآخرين، ومن لم يكن له أهداف تقوده، فالتخبط هو قائده، ومن لم يخطط للنجاح فقد خطط للفشل دون أن يدرى، فالبعض حياته يملؤها الفراغ فيتمنى أى حدث ليقنع نفسه بالانشغال والعمل، حتى لو من غير نية أو حسابات، وللأسف تجد كل حدث يزيده بعدًا، أعرف بعض الشباب قرأ فى الأسبوع الذى نحن فيه أربعة كتب كاملة وأعرف آخر كلما ازدادت الأحداث حدة نعم يهتم، ولكنه يزداد انطلاقًا فى أهدافه وإنجازاته، فالوقت لا ينتظرك وأنت مسئول عن حياتك ومسئول ومسئول.. قابلت أحدهم فى خضم بعض الأحداث فتكلمنا قليلًا فى الأحداث ثم جرنى لدائرة عمله وهدفه، وأخذ يحدثنى ويحدثنى، بل وكلفنى ببعض المهام داخل مشروعه، وهكذا أصحاب الأهداف يفصلون بين الظروف والابتلاءات وبين الإنجازات والأهداف والكل يلحظ ابتعاد الكثير عن طلب العلم وعن التربية وعن القراءة، وعن الدعوة، بل وعن التفوق والنجاح وغابت عند الكثير إلا من رحم ربى لغة التوكل والاستعانة ولغة اللجوء إلى الله وأعمال القلوب وظهرت لغة التخوين بل والمزايدة (مرة ثانية) والمزايدة (مرة ثالثة) والمزايدة فلنعط الأشياء حجمها الحقيقى وقل لى جدولك اليومى أقل لك من أنت!! 7- كيف نصنع لأنفسنا تاريخًا؟ أو (حديث الذكريات)، فأنت فى كل حدث تكتب ما ستقرؤه عن نفسك مستقبلا، ويقرؤه عنك غيرك، ومن تعامل مع واقعه بهذه النظرة.. أحسن التعامل.. وأتقن التفكير.. ونظر إلى العواقب.. وقلل من خطئه. 8- فى الأحداث الأخيرة ظهرت فى الأمة رواحل كثيرة، لم تكن فى الحسبان فتأمل: كم مرشحًا إسلاميًا للرئاسة لدينا الآن، وكم وزيرا لدينا الآن، وكم محافظا أعلم أن بابهم مفتوح، سواء نجحوا أو لم يوفقوا وكم مشروعًا خرج للنور وكم شبهة ذهبت فى الظلام (وشهادة لله كان للشيخ حازم الفضل الكبير فى تخطى كثير من العقبات والارتقاء بسقف الطموحات والموازنة فى كثير من الملمات)، فظهور هذه الرواحل مستقبل للأمة وقدوات للشباب واختصار للخطوات، ولكل واحد عيبه ومميزاته، وهناك الأنسب وهناك الأفضل، وهناك من هو خيرنا، ولكن ليس خيرًا لنا وهناك من هو ليس بخيرنا، ولكنه خير لنا، ونحن لا نعلم الغيب، ولكن نرى بلحاظ الرأى ما هو واقع، كما كان يقول أحد الرؤساء، فالله الله فى الحفاظ على رموزنا فى أى مجال كانوا، فهناك الآن سباق لإسقاط الرموز والهيئات، وكما قلنا نعوذ بالله من عقلية النهاية فمن لم ينفعك فى هذا الحدث سينفعك فى الأحداث القادمة، ومن لم تستفد منه الآن، ربما استفدت منه فى الأيام القادمة والله المستعان. 9- أخى أبشر، سيعود الغائب، ويشفى المريض، ويهدى الضال، ويجبر الكسر، ويستر العيب، ويقضى الدين، فلا داعى للعجلة وحرق المراحل، رأيت رجلا يقف أمام المصعد (الأسانسير) ويضغط بقوة بل، ويطرق على الأزرار حتى كادت تنكسر وأنا أنظر إليه وأتعجب وأقول له فى عقلى، يا أخى هو قادم، ولكن لابد من صعود بعض الأدوار ماذا لو صمم وفتح الباب؟! قطعًا سيسقط فى البئر، وهكذا البعض فإنه لم يسمع ولكنكم قوم تستعجلون، الأمر إلى خير بإذن الله والأهداف كلها فى المرمى، والنتيجة تسعى لا شىء، والمباراة مستمرة والمرمى أمامك خالٍ، وليكن لك أنت أهدافك أيضًا والله المستعان.. لن نخرق السفينة.. وسنغرس الفسيلة.. بإذن الله.