بالتاريخ او بالجغرافيا باللغة او بالقومية او بالعلاقات الممتدة والضاربة فى عمق التاريخ يرى المواطن الفلسطينى ان مصر هى البوصلة التى يتجه اليها بعواطفه ولا يقبل غير ان تقوم بدور الراعى والمسئول عن حل معضلاته المتأزمة، ولا يفوته البعد السياسى والأمنى لمصر وهو يطالب بفتح معبر رفح بشكل عاجل. كما لا يتجاهل الفلسطينى بوعى سياسى مسئولية إسرائيل كقائم بالاحتلال والحصار حتى لا يكون فتح المعبر سببا لإعفاء اسرائيل من التزاماتها القانونية، فجاءت ورشة العمل التى نظمها المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط بمنتجع العين السخنة خلال الفترة من 7-9 نوفمبر الجارى فى ثلاث ورش عمل حول التفاعل الإيجابى بين قطاعات المجتمع المصرى والفلسطينى شارك بها ممثلون عن المجتمع المدنى والقطاع الخاص ورجال الأعمال والعائلات العشائر والمرأة والشباب الفلسطينى للوقوف على الرؤى الفلسطينية المختلفة تجاه الأوضاع الحالية بالقدس والضفة والقطاع وسبل توطيد العلاقات المصرية الفلسطينية بما يدعم صمود الشعب الفلسطينى ويخفف من المعاناة التى يواجهونها. وطالب المشاركون بضرورة الإسراع فى استكمال مشروعات الأعمار وإعادة بناء المنازل والمنشآت المهدمة، وناشدوا الدول المانحة بتقديم التزاماتها. وتجسد الألم الفلسطينى فى المراهنة على الدور المصرى بالمطالبة بإجراء مصالحة فلسطينية بعيدا عن فتح وحماس بدعوة كل الفصائل الفلسطينية والقوى المجتمعية وتجاهل السلطات القائمة سواء فى غزه او الضفة بفرض رؤية مصرية، مطالبة القيادة السياسية المصرية بدعوة الفصائل والتنظيمات الفلسطينية الي الاجتماع فى القاهرة تحت عنوان « حوار وطنى فلسطينى شامل للوحدة والوطن » تنفيذا لاتفاق القاهرة واستكمالا للجهود التى بذلت خلال الفترة الماضية. ورغم مشروعية المطلب الفلسطينى الا انه يكشف الى اى حد ضاق المواطن الفلسطينى زرعا بالغريمين المتنافسين على الكعكة السياسة بما اضر بشعب خاضع للاحتلال يعانى ويلات الحصار، وتعقد حلم دولته المستقلة ومشروعه الوطنى فى صراع داخلى ويقدم لإسرائيل دولة الاحتلال على طبق من ذهب الحجج والمزاعم لإطالة امد الاحتلال وتكريسه وصولا الى القضاء على حل الدولتين. وراحت الرؤى الفلسطينية تتبلور فى علاقات اقتصادية اجتماعية فى ادناها قابلة للتحقيق فطلب زيادة عدد المنح الدراسية المقدمة من مصر الى الطلاب الفلسطينيين وإيفاد وفود طيبة مصرية لمستشفيات القطاع، وطالت التطلعات الفلسطينية كافة المجالات فلم تهمل الجانب الثقافى وفى وسط الهموم الفلسطينية خرجت الى ورشة العمل ورقة تطلب إقامة معرض مصرى للكتاب بغزة واخر بالضفة. وكان الجانب الأهم والأخطر فى فى اللقاء المصرى الفلسطينى هو الاقتصادى التجارى من خلال المطالبة بتعزيز التعاون التجارى بين مصر وقطاع غزة ودراسة إمكانية الاستفادة من ميناء العريش لاستقبال البضائع الفلسطينية الواردة للقطاع مع وضع آلية لتصدير البضائع الفلسطينية من القطاع من خلال مصر وإقامة معرض للمنتجات المصرية وأيضا معرض للمنتجات الفلسطينية بمصر وتسهيل حركة رجال الأعمال والوفود وشخصيات المجتمع المدنى بين البلدين، مع زيادة كمية الكهرباء الواردة من مصر لغزة . وتضمنت المطالب الاقتصادية تعزيز أنشطة تبادل الخبرات بين رجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المدنى الفلسطينى والمصرى بما يسهم فى تمكين دور القطاع الخاص والمجتمع المدنى فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية وانتهت الى توصيات بتشكيل لجنة اقتصادية مصرية فلسطينية مشتركة لتقديم تصور بشأن التبادل التجارى والاستثمارات.