إنشاء ملعب زجاجى ل «تنس الطاولة» فى الأماكن السياحية أصبح ضرورة فى أقل من دقيقة ونصف فقط، استطاع البطل الباراليمبى المصرى إبراهيم حمدتو أن يحصد ميدالية بطل المؤتمر الوطنى الأول للشباب فى مصر، وذلك بعد أن عُرض له فى مستهل الجلسة الافتتاحية للمؤتمر فيديو قصير للغاية نسف فيه كل ادعاءات وأوهام الشباب بأن الحياة قد تغلق أبوابها فى وجوههم، وأثبت أن مقولة «الفرصة بعيدة» ما هى إلا شماعة للإحباط الذى له ألف مبرر فى الحياة. ولم تكن هذه وحدها جائزة حمدتو فى المؤتمر، فقد كُرم بالفعل فى نهايته بحصوله على جائزة الإبداع من الرئيس السيسي. التقت «الأهرام» بأسطورة تنس الطاولة العالمى إبراهيم حمدتو فى أثناء مشاركته فى المؤتمر الوطنى الأول للشباب وتحدثت معه عن أهم قضايا الوطن والرياضة والتحديات التى تواجه ذوى الإعاقة فى مصر. وعن اللحظة التى عصفت فيها القاعة الرئيسة بالتصفيق له، قال حمدتو: «فى هذه اللحظة شعرت أن بداخلى الكثير من الكلام الذى لا يمكن التعبير عنه بأى لغة على وجه الأرض. فقد آمنت برسالة هذا الإعلان منذ اللحظة الأولى التى شرحه لى فيها المخرج، فالأمل هو أهم شيء - على الإطلاق - يحتاجه شبابنا للنجاح». وأضاف: «إن ما حدث فى شرم الشيخ بداية لتغير قوى فى اهتمام الحكومة بالمواطنين، وهذه هى المرة الأولى التى أرى فيها شباب مصر من جميع محافظاتها يجلسون مع الوزراء والمحافظين والمسئولين، ويحاسبوهم، ويقدموا لهم أفكارهم، ومقترحاتهم من أجل التطوير، وحتى وإن لم تنفذ هذه المقترحات فيكفى أن الباب أصبح مفتوحا، وأحلامنا ستتحقق فى يوم ما. و نصح حمدتو الشباب بالاجتهاد والتعب من أجل مستقبلهم وعدم الاستهتار بأهم سنوات عمرهم، لأن أهم شئ علمته له الرياضة هو وأى بطل يعرفها جيدا أنه من الممكن أن يعانى ويجاهد ويتمرن باستماتة لسنوات طويلة من أجل عرض نجاح مدته قد لا تتجاوز ثلاث دقائق فحسب، لكنها بالنسبة له ستكون لحظة انتصار لا تقدر بثمن يرتفع فيها اسمه واسم بلده كلها. وأعرب حمدتو عن أمنيته بأن تقام الدورات القادمة لمؤتمر الشباب فى مختلف المحافظات والقرى والنجوع المصرية حتى تصل الرسالة لكل شارع وكل حارة فى مصر، لأن الشباب هم الأهم. وأن كثيرين من الشباب قد لا يشعرون بأن ما حدث فى شرم الشيخ يمت لهم بصلة، لكن سيكون حدثا شديد الأهمية فى حياتهم وحياة مدنهم إذا ما كانوا جزءا من هذه الفعاليات، وتمنى بأن تكون «دمياط» مدينته مقرا لاستضافة هذه الأحداث المهمة، خاصة وأن الشباب فيها نموذج تفتخر به مصر كلها. حلم عالمى وقال حمدتو إن لديه حلما يتمنى تحقيقه ويؤمن تماما بأنه سيخدم به وطنه ويستثمر انتصاره العالمي، وهو إقامة ملعب زجاجى مثل ملاعب الاسكواش فى الأماكن السياحية مثل الأهرامات والأقصر وأسوان والأماكن السياحية فى الإسكندرية وغيرها ليتم من خلالها تقديم عروض تنس الطاولة ويشاهده العالم من خلالها. وعبر عن أمنياته بأن تجد فكرته هذه صدى لدى المسئولين فى الرئاسة أو وزارة السياحة أو وزارة الشباب والرياضة، لكى يجد كل الرياضيين فى مصر الفرصة لأنهم استثمار حقيقى لمصر. وعن أمنياته فيما يتعلق بفئات ذوى الإعاقة فى مصر، قال: إننا لا نزال فى انتظار منح حقوقنا فى وطننا، لأنى على سبيل المثال صاحب إعاقة بتر فى اليدين، لكنى وعلى الرغم من التيسيرات الحكومية التى تعلنها الدولة دائما لنا لا أستطيع شراء سيارة خاصة بى تسهل على تنقلاتى وذلك من خلال شخص يقودها لى، وأيضا نفس المشكلة تنطبق على المكفوفين، ولكن نعلم أن الطريق مازال طويلا أمامنا فى مصر حتى نعيش متمتعين بكامل حقوقنا. مصنع الأبطال وطالب حمدتو بزيادة نسبة ال 5% المنصوص عليها فى قانون العمل كأحد أهم حقوق ذوى الإعاقة، لأن هذه النسبة لم تعد تتناسب تماما مع ما يقرب من 12 مليون شخص حاليا، وخاصة أن التجربة فى الواقع أثبتت أن ذوى الإعاقة أكثر نجاحا من الأسوياء فى العمل لأنهم دائما أمامهم تحدى وهدف يريدون تحقيقه، ومن الطريف فى الأمر أن الأسوياء يلاحظون ذلك جيدا ويعتمدون على المعاقين فى إنهاء الجزء الأكبر من مهام العمل بدلا عنهم. وقال إنه شخصيا قام بتزيين المدرسة التى يعمل بها لأنه خطاط و ذلك تطوعا منه كما أنه يتحمل الكثير على جدوله الخاص بشكل تطوعى أيضا . وعن أمنياته لمجتمع الرياضيين فى مصر، قال: أتمنى من المسئولين فى وزارة الشباب والرياضة أن ينظروا بعين الاهتمام لحصة الألعاب فى المدارس الحكومية والساحات الشعبية لأن هذان هما مصنع الأبطال الرياضيين فى مصر، لأن النوادى الخاصة على إمكانياتها وتجهيزاتها والمبالغ الضخمة التى تدفع فى اشتراكات الألعاب بها لا تخرج أبطالا مثلما يحدث فى المدارس والساحات الشعبية. وعندما سألته، ماذا تريد أيضا من وزارة الشباب والرياضة؟ قال مبتسما: « لى حتى الآن مكافأة الفوز بالبطولة الباراليمبية التى رفعت فيها اسم مصر عاليا، ولا تزال حائرة بين مكتب الوزير ومكتب رئيس اتحاد تنس الطاولة»، وأعرب عن أسفه أن يكون البطل المصرى مكرمًا فى جميع أنحاء العالم، ويلقى هذه المعاملة فى بلده.