فى افتتاح غير تقليدي، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس فعاليات المؤتمر الوطنى الأول للشباب بمدينة شرم الشيخ، معلنا عن عقد المؤتمر بشكل سنوى خلال شهر نوفمبر،ليصبح جسرا تعبر من خلاله الدولة إلى الشباب، ليتشارك معها فى مواجهة التحدي، لتحقيق الأمل والعبور إلى المستقبل. كما أكد الرئيس أن شباب مصر جاءوا للمؤتمر للتحاور، متعهدا بالتصارح معهم فى مناقشة القضايا المطروحة على أجندة المؤتمر، ومطالبا الشباب بصناعة الأمل وأن يبدع وينطلق، ومؤكدا أن مصر ستحيا دائما بقوة شبابها. واستهل الرئيس كلمته بمطالبة الحضور بالوقوف دقيقة حدادا تحية وتقديرا واحتراما لشهداء مصر الذين سقطوا ويسقطون كل يوم لتبقى مصر وأهلها. وطالب الرئيس أيضًا الشباب الذين صعدوا على خشبة المسرح بالوقوف إلى جواره، تقديرا منه لما حققوه من إنجازات فى المجالات المختلفة، وصافحهم الرئيس فى نهاية كلمته. وكان المؤتمر قد افتتح باستعراض 4 من الشباب لطبيعة عمل المؤتمر، الذى يهدف إلى لقاء الشباب بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم السياسية مع صانعى القرار بالدولة حتى يخرج المؤتمر بتوصيات لإيجاد حلول للمشكلات والتحديات التى تواجهها البلاد. وأشاروا إلى أن من أبرز القضايا، التى سيناقشها الشباب خلال المؤتمر، مكافحة البطالة والتضخم وارتفاع الأسعار والمشروعات الصغيرة والتعليم والثقافة والإعلام، كما أشاروا إلى أن المؤتمر سيشهد عقد 17 جلسة عامة و8 ورش عمل مختلفة. ثم تم عرض فيلم تسجيلى بعنوان المؤتمر «أبدع.. انطلق»، يوضح كيف أن مصر تعد من أغنى الدول فى العالم بشبابها، حيث تعد بلدا شابا ويقوم أبناؤها من الشباب حاليا بالمشاركة فى انجاز المشروعات القومية الكبرى ليؤكدوا أن مصر أصبحت على الطريق الصحيح. وعرض الفيلم نماذج مصورة من آخر ما وصلت إليه معدلات الإنجاز فى مشروعات أنفاق قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة. كما تم عرض فيلم آخر عن تجربة عدد من المشاركين فى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، الذين أشاروا إلى أن هناك مشاركين تركوا منازلهم وأعمالهم من أجل تطوير مهاراتهم وصقلها بالخبرات المعرفية لمختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأعربوا عن سعادتهم لمشاركتهم الرئيس فى افتتاحات المشروعات القومية، مؤكدين أن البرنامج لم يفرق بين المشاركين حيث كان المسلم والمسيحى يقيمان فى غرفة واحدة. عقب عرض فيلم تسجيلى عن التحديات التى يتغلب عليها الشباب، الذى عرض لنجاح البطل العالمى المعاق أحمد حمادة، الذى تحدى الإعاقة وحصد البطولات وهو يمسك مضرب الكرة بفمه، قام الرئيس السيسى بمصافحة اللاعب الذى تواجد بالمؤتمر، وقام بالصعود معه وعدد من الشباب المتفوق إلى خشبة المسرح، ليكونوا بجواره فى أثناء إطلاقه افتتاح مؤتمر الشباب. واختتمت الجلسة الافتتاحية بشكل غير تقليدي، يناسب روح الشباب، حيث تم عرض أغنية شبابية وطنية لفرقة «بلاك تيما» عن إبداع الشباب، وتقول كلماتها: «يلا سيب بصمتك يلا» لتحث الشباب على المشاركة فى جميع مناحى الحياة والانطلاق والابتكار والإبداع.وقد تجاوب الشباب المشاركون فى المؤتمر مع الأغنية بشكل كبير لما تضيفه من أجواء الأمل والبهجة. ويشارك فى المؤتمر نحو 3000 شاب من مختلف المحافظات والجامعات والأحزاب السياسية، بحضور المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والبابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والمهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية ووزراء الدفاع والشباب والرياضة والخارجية والداخلية والأوقاف والتخطيط والكهرباء والتربية والتعليم والثقافة وقطاع الأعمال العام والدكتور كمال الجنزورى رئيس مجلس الوزراء الأسبق وعدد من كبار رجال الدولة. وعلى مدى ثلاثة أيام.. تعقد جلسات وحوارات المؤتمر تحت شعار «أبدع.. انطلق» لبحث مختلف القضايا والتحديات التى تواجه الوطن والمجتمع المصري، وطرح رؤى الشباب فى مواجهتها، حيث يعد المؤتمر ملتقى ومنصة للحوار المباشر وتبادل الآراء ووجهات النظر بين الدولة المصرية ومؤسساتها المختلفة وبين شبابها الواعد، الذى يقف فى أول طريق العمل المفضى إلى مستقبل يحلم بأن يكون أفضل وأجمل وأكثر إشراقا، تتاح له فيه فرص العمل التى تتلاءم مع قدراته وطموحاته فى حياة كريمة يسودها الاستقرار، ويكون عنوانها التطور الدائم والتحديث المستمر لتتقدم مصر وتتبوأ مكانتها اللائقة بين الأمم. ومن المقرر عقد أكثر من 23 جلسة عامة تشتمل على محاور سياسية واقتصادية ومجتمعية وفى الثقافة والفنون والرياضة وريادة الأعمال، والعديد من ورش العمل فرعية تخصصية ومعرض فنى وورشة اكتشاف مواهب، وسيتم تنظيم المؤتمر تحت إشراف مكتب رئيس الجمهورية ويعتمد على شباب البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب. وتتضمن جلسات المؤتمر عشرات الفعاليات وتطرح عشرات الأبحاث والرؤى والمقترحات التى أعدها شباب مصر، وتعكس رغبة قوية وحقيقية فى مشاركة الشريحة الشبابية وهى نواة المستقبل وتشكل القطاع الأكبر من سكان مصر فى صنع المستقبل، وتحقيق الحلم الذى يراودهم كثيرا وهو الصعود إلى مرتبة الدول المتقدمة بالجهد والعرق والعمل الدءوب. كما تتضمن جلسات اليوم الأول جلسة نقاشية حول رؤية الشباب لربط منظومة التعليم بسوق العمل، وتقييم تجربة المشاركة السياسية الشبابية فى البرلمان، ورؤية حول صناعة البطل الأوليمبي، وأزمة سعر الصرف، كما تعقد مجموعة من ورش العمل تتضمن ورشة حول رؤية الشباب حول إصلاح منظومة التعليم والبحث العلمى وورشة حول المشاركة السياسية، وورشة حول الهوية الثقافية والحوار الديني، والصالون الثقافي، ونموذج محاكاة الدولة المصرية، وورشة حول الاقتصاد وريادة الأعمال وتنمية المواهب والقدرات . ومن أبرز الجلسات العامة للمؤتمر، جلسة حول الفرص المتاحة للمشاركة الفعالة للشباب فى انتخابات المحليات، ودراسة مسببات العنف فى الملاعب وطرق التغلب عليها وسبل إعادة الجماهير للملاعب لتنشيط الحياة الرياضية، وسبل تفعيل النشاط الرياضى بالمدارس والجامعات، ودور الشباب فى تنفيذ رؤية مصر 2030، وتأثير السينما والدراما على تشكيل الوعى الجمعى للشباب، وسبل الاستفادة من إمكانات الدولة لإثراء النشاط الثقافى والفنى والأدبي، ودور المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى القضاء على البطالة، وأسباب الهجرة غير المشروعة وسبل حلها، ومسارات تعظيم الاستفادة من المشروعات القومية الكبري، إلى جانب مناقشة قضايا الاقتصاد ورؤية الشباب لآفاق المستقبل، ودراسة التأثيرات السلبية على الشخصية المصرية وسبل علاجها، وتأثير وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى فى تكوين الوعى وصناعة الرأى العام. ويختتم المؤتمر فعالياته بحفل غنائى شبابي، يتم خلاله إلقاء قصائد شعر ومجموعة من الأغانى الوطنية، ويشارك فى تقديم الحفل مجموعة من الشعراء والفنانين والفرق الموسيقية.