لم يحظ مؤلفو الموسيقى الجادة فى مصر على الشهرة الكافية التى يستحقونها وتمر علينا ذكراهم دون الاحتفاء الكافى بهم أو بتاريخهم المشرف وعطائهم الجزيل فى هذا المضمار، ربما لما لا يدركه الكثيرون فى قيمة مؤلفاتهم الراقية داخل القوالب الكلاسيكية الرصينة، وقوميتهم التى عبروا عنها فى أعمال عِدة سلطت الضوء على تاريخ مصر وحضارتها، ولفتت أنظار كبار الموسيقيين لوجود قيم فنية مصرية على قدر عال من الدراسة والوعى الموسيقى. من أبرز هؤلاء أحد رواد الجيل الثانى والذى يتم الاحتفاء بمئوية ميلاده هذا العام المؤلف المصرى عزيز الشوان المولود فى 6 مايو 1916 بإسهاماته الموسيقية المتعددة سواء نظرياً بكتبه المهمة فى المكتبة الموسيقية والتى تناولت جوانب لم تُطرق من قَبل فى دراسات موسيقية مصرية تحوى الفلسفة الجمالية وأبعادها فكانت ركيزة أساسية نبنى عليها فى مراحل تالية، وعملياً وتطبيقياً أسهم بعدد كبير من المؤلفات منها عمله الأول القصيد السيمفونى «عطشان يا صبايا»، وتلاها ثلاث سيمفونيات، فانتازيا أندلسية، باليه «إيزيس وأوزوريس»، كونشيرتو البيانو والأوركسترا، وأربع متتاليات للأوركسترا، ومجموعة من مؤلفات موسيقى الحجرة، كما تطرق اهتمامه للغناء فى الثلاث غنائيات للكورال والأوركسترا، وكذلك فى مجال الأوبرا حيث كتب عنترة، وتعد أوبراه أنس الوجود أول أوبرا عربية كاملة الأركان من حيث النص الشعرى الذى صاغه سلامة العباسى والتأليف الموسيقى وكافة عناصر العرض وموضوعها مستوحى من قصص ألف ليلة وليلة، أيضاً عمله الأوركسترالى أبو سمبل. وتجدر الإشارة هنا لاهتمامه فى كثير من مؤلفاته بالتاريخ المصرى وحضارتها القديمة. وقد حصل عزيز الشوان على تكريمات فى حياته أهمها الجائزة الأولى فى التأليف الموسيقى من وزارة الثقافة، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى ووسام سلطنة عمان من الطبقة الثانية. ويذكر أن الشوان درس على يد العديد من الأساتذة الأجانب ولا يمكن أن نغفل إشادة المؤلف الموسيقى العالمى آرام خاتشاتوريان بمؤلفاته ونصيحته له بالسفر لموسكو للدراسة بكونسيرفتوار تشايكوفسكى كواحد من أعرق المعاهد الموسيقية فى العالم .