لمسة وفاء تقدمها دار الأوبرا لاسم الموسيقار الراحل عزيز الشوان الذى يعد احد رواد تاليف الموسيقى الكلاسيكية المصرية بمناسبة مرور 100 عام على ميلاده وذلك خلال الحفل الذى يقام فى الثامنة مساء الاثنين 17 اكتوبر على المسرح الكبير حيث حرصت ابنته الدكتورة سلوى الشوان التى عادت الى مصر بعد غياب دام 46 عام خارج البلاد على الاحتفال بذكرى والدها مع دار الاوبرا وقامت باهداء مقتنيات والدهاالي متحف الاوبرا ومنها وسام العلوم والفنون من الطبقة الاولى من الرئيس جمال عبد الناصر ووسام وزارة الثقافة والاعلام من السلطان قابوس وبعض متعلقاته الشخصية مثل ساعته وغليونه بالاضافة الى مجموعة صور فوتوغرافية تذكارية نادرة تجمعه مع العديد من فنانى العالم . وقالت ابنته سلوى الشوان أستاذ البحث الموسيقى بجامعة لشبونة بالبرتغال انها اهدت كل ما تمتلكه من متعلقات والدها الى دار الأوبرا بعد ان شعرت بالاهتمام والتقدير للفن والفنانين وتخليد اعمالهم حتى تكون مرشداً للاجيال الجديدة وأضافت أن هناك مؤلفات موسيقية وغنائية لوالدها لم تخرج للنور حتى الأن منها افريقيا وفلسطين موجودة بجامعة هارفار بامريكا سيتم ضمها الى مكتبة دار الاوبرا المصرية وأشارت أن والدها كان مولع بحب مصر وحضارتها لذلك رفض الهجرة أكثر من مرة حتى يؤدى رسالته الفنية في وطنه . من جانبها صرحت الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا أنه سيتم عرض جميع المقتنيات فى بهو المسرح الكبير خلال الحفل الذى يأتى ضمن الخطة الهادفة الى ابراز العلامات المضيئة فى تاريخ الفنون والثقافة المصرية ويقام بمشاركة فرق الكورال والباليه والاوركسترا بقيادة المايسترو ناير ناجى مع المغنيين السوبرانو ايمان مصطفى ، الباريتون مصطفى محمد ، الباص باريتون عبد الوهاب السيد وسوليست البيانو ميريت حنا من اخراج مهدى السيد ويتضمن نخبة من الاعمال الخالدة للموسيقار عزيز الشوان منها لوحات سيمفونية للكورال والاوركسترا بعنوان ابو سمبل ، كونشيرتو البيانو والاوركسترا ، مقتطفات غنائية ورقصة ثلاثية من اوبرا انس الوجود التى تعد اول محاولة لتقديم أوبرا عربية كاملة والتى استغرقت فى كتابتها 10 سنوات ولم يمهله القدر الاستماع اليها حيث قدمت لاول مرة عام 1994 عقب وفاته الى جانب فيلم وثائقى يستعرض رحلته الفنية ومشوار حياته . يشار ان عزيز الشوان مؤلف موسيقى مصرى ، له اكثر من 200 عمل موسيقى ، ولد بالقاهرة عام 1916 ، درس العزف على الة الكمان فى التاسعة من عمره ثم تعرض لحادث منعه من مواصلة العزف فاتجه الى دراسة التأليف الموسيقى على يد الأستاذ الألمانى جون فون إيرفيو والتحق مدرسة الخرنفش ، استكمل دراسته الموسيقية مع الأستاذ الايطالى ميناتو ثم مع الأستاذ الروسى ارولوفيتسكى وفى عام 1954 قاد حفلا قدم فيه اول مؤلفاته القصيد السيمفونى عطشان يا صبايا ، عمل عزيز الشوان فى عدة شركات أجنبية حتى تولى منصب مدير المركز الثقافى السوفييتى بالقاهرة وأستمر به لمدة أثنتى عشر عاما كتب خلالها عدة مؤلفات منها اللوحة السيمفونية - ابو سنبل للكورال والأوركسترا – كونشيرتو البيانو والأوركسترا ، وفى عام 1961 زار مصر المؤلف الموسيقى الأرمينى ارام خاتشاتوريان وقاد أوركسترا القاهرة السيمفوني لتقديم بعض مؤلفاته الخاصة فى القاهرة وبيروت وأنتهز عزيز الشوان الفرصة وعرض عليه بعض مؤلفاته فأعجب بها ونصحه بالسفر الى موسكو ليدرس معه فى كونسيرفتوار تشايكوفسكى ولم يستطع الشوان مقاومة العرض فاستقال من عمله وسافر ليدرس مع خاتشاتوريان واثناء وجوده هناك سجل بعض مؤلفاته ، وفى عام 1969 عاد الشوان الى مصر وقرر التفرغ للتأليف الموسيقى فكتب موسيقى باليه إيزيس وأوزريس وسجلت فى المانيا وعزفها أوركسترا لايبزيج ، منح وسام العلوم والفنون من الطبقة الاولى 1967 ووسام عمان 1984 ، وبعد حياة فنية حافلة ثرية توفى عزيز الشوان بالقاهرة فى الرابع عشر من مايو 1993 بعد حياة فنية حافلة من الانجازات وصناعة المجد الموسيقى المصرى ومن اهم اعماله أربعة متتاليات للأوركسترا – فانتازيا أندلسية – وكونشيرتو البيانو الأول الذى قدم لاول مرة عام 1963 – متتابعة راقصة بعنوان فى رمضان - غنائية بلادى بلادى للكورال والاوركسترا لحن سيد درويش – مجموعة عربيات للبيانو المنفرد - خواطر للكمان والبيانو – سيمفونية عمان – أوبراتى عنترة وانس الوجود – باليه إيزيس وأوزرويس الى جانب عددا من مؤلفات موسيقى الحجرة.