احتفلت مصر بالذكرى 43 لنصر أكتوبر 73، وهى الذكرى التى قد لا يدركها الكثير من الشباب صغار السن، ورغم مضى كل هذه السنوات على الانتصار التاريخي، فلم تستطع الدراما أو السينما تجسيد حقيقة هذا النصر، أو توثيقه بالصورة اللائقة ليعيش فى ذاكرة الأجيال الحالية والقادمة سنوات طويلة، ويكون دافعا لهم على التفوق والانجاز، ويؤكد لهم دائما أننا قادرون على التحدى وقهر المستحيل، ولكن مضى نصر أكتوبر كحدث تاريخى ومعه تبخرت «روح أكتوبر» التى تلبست المصريين بعد الانتصار، كنشوة وفرحة غامرة خلصتنا من عار الهزيمة، بعدها سارع الكثيرون بجنى ثمار النصر حتى ولو لم يكن لهم دور فيه، لتتراجع مصلحة الوطن أمام مصالح اللاهثين وراء الثراء السريع من «أبطال انفتاح السداح مداح» .. وتتوارى قيم الانتماء والولاء للبلد، ويصبح الانتماء للحاكم من خلال زواج المال بالسلطة.. وتناسى هؤلا أن كلمة السر وراء هذا النصر هى «الارادة والعزيمة» وقبلها كان التخطيط السليم والقرار الصائب، فبطولات حرب أكتوبر الحقيقية لم ترو بعد ولم ينصفها التاريخ حتى الآن، ولذلك لم نر جديدا هذا العام فى وسائل الاعلام عن حرب أكتوبر المجيدة، سوى مقتطفات من بضعة أفلام اقتربت من الحرب ولكنها لم تجسدها كما حدث على الأرض، ولم نسمع سوى كلام فى كلام من أصحاب «الحنجوري» وليس من أصحاب البطولات الحقيقية، ذكريات مع فنانين لم يعاصروا الحدث، وحواديت مع اعلاميين وكتاب سمعوا ولم يروا، وكانت الحسنة الوحيدة هى إعادة حوارات «مسجلة» مع بعض أبطال أكتوبر الحقيقيين والذين رحل منهم الكثير، ليسمع ويرى الشباب كيف صنعوا ملحمة النصر، وهذا أقصر الطرق لمعايشتهم تفاصيل الحدث التاريخى الخالد، وبهذه المناسبة لى تحفظ على تسمية هذه الذكرى بيوم «السادات».. نعم هو صاحب قرار الحرب والسلام ويعود له الفضل فى دخولنا الحرب وتحرير الارض، ولكن يجب ألا نختزل «انتصار شعب وجيش» فى شخص الرئيس، كما تحفظنا على اختزال «نصر أكتوبر» فى الضربة الجوية، خلال حكم مبارك، ولكن هذا لاينفى أنه أحد أبطال الحرب وقائد القوات الجوية فى المعركة، رغم ثورة الشعب على حكمه «وخلعه».. فعلينا احترام التاريخ حتى يحترمنا الآخرون. [email protected] لمزيد من مقالات مريد صبحى;