سمير الشحات حكي الليث بن عمرو, في كتابه الأغر, الدنيا فانية ولله الأمر, أن المحتشد الرمرام, كان يخاف الظلام, وقليلا ما ينام, تحت وطأة ذنوبه والآثام, فكان دائم القلق, وفي الليل يركبه الأرق. وذات ليلة خميس, هاجمته الكوابيس, فرأي في الخيال, أن عرشه إلي زوال, والجماهير الزاحفة كالجبال, تدهس رأسه بالنعال. هنالك أيقظه الوسواس الخناس, من عز النعاس, فخرج عاريا كالمحتاس, يصيح في الحراس: هيا أيقظوا لي كل الناس, أريدهم جميعا عند بابي, أفرغ فيهم حيرتي وعذابي. وما إن تجمع الرعاع, يصرخون في التياع: مولانا ماله, انقلب حاله, أراح الله باله, وخلي لنا مراته وعياله, فصرخ فيهم بغضب: اخرس- منك له ياابن الكلب, وأجيبوني يا لئام, هل فيكم من يفسر الأحلام.. ويشرح كوابيس المنام؟ لقد حلمت بكم يا رمم, تدهسون رأسي بالجزم! عندئذ تقدم شاب مقدام, من الخلف إلي الأمام, وبين يديه لاب توب, وزعق بصوت كاللهب, في المحتشد المرتعب: اسمع يا سلطان العك, نهايتك هنا, في الفيس بوك. وما إن لاح الصباح, حتي عم الصياح, وامتلأت الميادين, بالغاضبين اليائسين, ومن كل البقاع, خرج الجياع, إلي القصور والضياع, فأسقطوا القلاع, فما اشتري يومها أحد ولا باع, وضاع المحتشد ضاع. [email protected]