لكم مني التحية والتقدير هذه مقامة ألفّتها في عام 2005 تعبيراً عن واقع مهنة أمتهنت وكنت أظن أنها مُقدّرة من المجتمع ولكن في ظل سياسة تخريب التعليم والمتعلمين والرشوة والمحسوبية فسدت المهنة وفسد أهلها وهذه رؤيا خاصة : عنوان المقامة : المقامة القهلبية في مجتمع الملوخيا بطل المقامة: صيدلي قديم نسى حتى أسمه. راوي المقامة : صيدلي / أحمد قهلبا. (مع الاعتذار لكل صيدلي اسمه أحمد). نص المقامة : "حدثنا أحمد قهلبا بعد السلام و المرحبا وقال : ضقت زرعا من هؤلاء الناس ، فهم كالأحجار منزوعة الإحساس ، فهذا صبي قد بدا متعصبا وفي قلبه غل و وسواس ، وذاك كهل لزوجه مداس وفي ثوبه محتاس وأعوذ بالله من الوسواس الخناس . فقلت لنفسي : لا حييت إن عشت بعد هنا ، فنار الضنا ولا الجنة ها هنا. واعتزمت الرحيل ، فحملت معي مالا يبدو ثقيل وقصدت إلى " بربره" حيث الزرع و النبات الأخضر فشكوت حالي لحاكم بربره وقلت له على هذه العيشة الممررة . فبكى لأجلي وقال :حللت أهلا ونزلت سهلا ، تخيّر ما شئت من بربره . فجلت في البلاد أراقب وجه العباد ، حتى رأيت أحد الكهول ، عاش طويلا كما عاش الغول ، ولكنه في حكمته عدول . فقلت لنفسي: لماذا لا انزل إلى جواره، فأنال من جنته أو ناره. فقلت له: عمت صباحا يا عم وسلمت من الهم والغم. فقال: من الشاب، كريم الوجه والأنساب. فقلت: غريب، فار من التعذيب، راغب في الحكمة والتهذيب. فقال: احكي لي عن حالك وما صار إليه مآلك في زمن الخطوب والمهالك. فقلت له : صارعت الفقر والجوع ، حتى صرت للدواء صنّوع. ثم سٌحبت إلى الجيش حيث ضاق بي العيش فخرجت منه بشهادة كانت كأنها ولادة. فعملت في بلدتي بدكانه تسمى عندنا " أجزخانة " تبيع السم ترياق و ياله من عمل شاق ، فقلت لنفسي يا فتى ستصبر على الفقر إلى متى ؟!!! فكانت الهجرة والترحال إلى بلد المال، وكانت الدولة خليجية تسمى عندنا "خديوية" سكانها أعراب متمسكين بالعادات والأنساب ولا كيان بينهم للأغراب. ترى في مشيهم غرور وفي قولهم فتور وأنت بينهم موتور، فأنت عندهم كالآلة تعمل بلا كلالة. فطال بي عندهم الحال حتى صرت كما ترى أوصال. فضقت من بلدي ومنهم ورغبت إليك لأنّهم( من النهم)!!!! فضحك الشيخ وقال : هذا مصير كل طامح ولما في أيدي غيره جانح ، عش في حياتك كلها مسامح ولا تنسى انك مبارح. ثم أخرج لي من جيبه بطاقة؛ فإذا هو صيدلي قديم كان لوالدي نديم !!!. ثم أنشد يقول : أنا مخّي خلاص راح هدر من فعل الناس البقر و بنصرخ ونقول بشر لأ دول مش بشر دول حتى ما حصّلوا صغار عجول البقر الفعل فعل الغجر و الجهل عام و أنتشر من برّه جسم الفيل ومن جوّه فكر لئيم راضعينه من صغرهم من جيل قديم ورا جيل وعقل ما يمتلك غير بس جنون البقر!!!! لو أن فيه يوم نطق.... حجر وقال : يا ناس !!! كان يفهم اللي في بالي ويغير الإحساس ويتغير وجه القمر !!! لكن غرور وكبر وبس ولو الحمار يوم فهم كان الحجر ده حس دول بس ذي الأرانب تأكل جزر مع خس و ودان طويلة ما تسمع غير الكذب والدس لكن دا مش ذنبهم دا الذنب لينا يا هووه علشان بلادنا الجميلة كل أصيل طردوه و زعما قتلت ضميرها وتحت التراب دفنوه دا أخينا بالمحسوبية وكيل نيابة حطّوه و دا عشان بالرشاوى في المرتبة رقّووه!!! و آدي كمان ابن ريّس مستني يخلف أبوه و قال بيقولوا يا ناس بالرضا انتخبوه أحسن و دين النبي بالقوّة هنحطّوه و كل يوم مؤتمر لعلاج جنون البقر وسايبين هناك البشر يموتوا بالميت نفر لأنهم مش بشر أو حتى ما حصّلوا خدّام صغار البقر . بقلم دكتور / عبيد محمد سعد عمارة