انتهى ضيوف الرحمن من أداء مناسك الحج بعد رحلة تعبد وتجرد تهفو القلوب إليها كل عام رغم مشقتها ، ينسون متاعب السير لمسافات طويلة على الأقدام وحرارة الشمس وضيق مخيمات منى ، ومشاكل التنظيم وبعد أن يصل الحجيج الى مكةالمكرمة ويطوفون حول البيت الحرام طواف الإفاضة ويسعون بين الصفا والمروة ، ويتحلل الحجاج التحلل الأكبر تذوب الآلام وتتجدد الآمال فى الحج مرة ومرات . خلال أداء الفريضة الركن الخامس فى الإسلام ، يتلاقى الحجاج ويروون حكايات كل منهم ، لمن يحج ، وكيف حالفه التوفيق فى القرعة من أول مرة، ومن فاز بالقرعة بعد انتظار سنوات وسنوات حتى جاءت الفرصة فى أرذل العمر،سمعت نماذج جميلة من وفاء الزوجات والآباء والأبناء،الذين يحجون عن غيرهم. سيدة فى العقد الخامس من العمر لم تنجب من زوجها الأول الذى منحها فرصة الحج وقطعة أرض ومسكن قبل وفاته ، ثم تزوجت ابن عمها الأرمل لتنال أجر تربية ثلاثة من أولاده الذين فقدوا حنان الأم ، قررت بيع قطعة الأرض وشاورت أبن العم الزوج الحالى- الذى يرافقها فى رحلة جهادها فى أن تحج عن زوجها الأول كما إستأذنته فى زيارة قبر الزوج الراحل قبل السفر للحج . وسيدة جاءت للحج عن زوجها المتوفى أيضا الذى لم يؤد الفريضة وترك لها كل ما يملكه من متاع الدنيا باسمها وعندما سألته لماذا تفعل هذا ولا تكتب شيئا باسمك ، فكان رده : «أنا كلى ملكك» وسالت دموعها وهى تترحم عليه، وعجوز يحج عن زوجته التى انتقلت الى خالقها . وابن بار جاءنى يطلب المساعدة فى البحث عن حاج ليؤدى الحج عن والدته التى أدركها الموت دون أداء الفريضة. وأب حج 10 مرات ووصل الى المحطة السبعين فى سنوات قطار العمر يحج عن ابنته الطبيبة الشابة التى لقيت مصرعها فى حادث وتركت زوجها الطبيب وطفلين . اللهم تقبل حجنا وسعينا وسائر أعمالنا.. وأعدهم ضيوفك الى أوطانهم وأهلهم سالمين غانمين. لمزيد من مقالات حجاج الحسينى