المواطن هو أصل العملية الديمقراطية لاختيار رئيس الجمهورية, لأنه المفردة الأساسية للدولة المعاصرة التي تتكون من مجتمع المواطنين, هنا لا توجد رعية للملك أو الخليفة أو أمير المؤمنين أو الزعيم, وإنما مواطنون لا رعايا, ومن ثم فإن مسئولية الخطأ والصواب تقع عليهم عند اختيار رئيس الجمهورية, ولذا فإن إرهاق العملية الانتخابية وما ينتابها من ضجيج ومحاولات لصرف الأذهان عنها, أو التهديد بتدميرها هي من أعباء المهمة التي لا يمكن النكوص عنها, والجزء المهم من هذه المهمة هو الإجابة علي أسئلة حول كلا المرشحين يتعلق أولها بالقدرة علي الدفاع عن الوطن وحماية أراضيه, فمن منهما سوف يكون علي استعداد لإعداد القوات المسلحة وقيادتها باعتباره القائد الأعلي بحيث لا يقبل استدراجها إلي مواجهات, أو يفرط في أرض الوطن لأن المعتدي رفع راية سوداء عليها سيف بتار؟ والسؤال الذي لا يقل أهمية هو أي من المرشحين لديه تجربة في إدارة الدولة واستخدام ثرواتها وتنمية أصولها, والإضافة إلي إمكاناتها وقدراتها؟ المسألة هنا والكلمة الأساسية هي الدولة أو الكيان السياسي الذي نعيش فيه وطنا اسمه مصر, لا ينافسه وطن آخر, ولا يخضع رئيسه إلا لإرادة شعبه ومواطنيه, وليس لمرشد أو لمواطن صالح من ماليزيا مع كل الاحترام للأشقاء في الدولة الشقيقة, المعركة السياسية التي يخوضها المواطن ساعة الاختيار تدور في جوهرها حول عما إذا كنا دولة ووطنا, أم أننا كيان سياسي وساحة بشرية ومساحة من الأرض تصلح مقدمة لكيان وساحات ومساحات أكبر وأمجاد أعظم تدور في ذهن المرشح وجماعته بغض النظر عن الزمان والعصر, في الحالة الأولي فإن سعادة المواطن ومستقبل أولاده هي القضية التي من خلالها تبحث وتفهم كل القضايا, أما في الحالة الثانية فإن الرعية وأولادها ما هم إلا جزء من قضايا أكبر عليها أن تدفع ضريبة إنجازها. كيف سيستقبل العالم اختيارنا معيار لا بد من النظر فيه لأنه سوف يحدد من سيقبل علينا, ومن سيدبر, ومن سيتعاون ومن سيخاصم, وبعد النظر في ذلك كله ليكن القرار قرار المواطن المصري مهما كان الخوف والتهديد والوعيد, وفق هذه المعايير والإجابة علي الأسئلة المثارة كان اختياري في الجولة الأولي مساندا للسيد عمرو موسي باعتباره رجل دولة من الطراز الأول; وهذه المرة ووفق ذات المعايير والإجابة علي الأسئلة المثارة, فإن الفريق أحمد شفيق يتفوق بامتياز, ولكن إجابتي واختياراتي ليست بالضرورة هي ما سيصل إليه مواطن آخر عرف أهمية الذهاب إلي الصندوق. [email protected] المزيد من أعمدة د.عبد المنعم سعيد