لعلنا بمحاولة الإجابة على هذه الأسئلة العشر نصل إلى تصور ما حول الشخصية الأنسب لقيادة السفينة المصرية خلال المرحلة المقبلة . لاشك ان لكل مرحلة من المراحل التي تمر بها المجتمعات والأمم طبيعة خاصة هي التي تحدد حجم ونوع الاستحقاقات التي يجب الوفاء بها في مكونات وقدرات وأدوات القائد المطلوب لها ومن ثم فإن نقطة البدء الواجب الوقوف عليها هي توصيف الحالة المصرية والأسئلة الكبرى الخاصة بها في مرحلة ما بعد الثورة كمرحلة مفصلية لها طبيعة خاصة، والتي يمكن تحديدها في الأسئلة التالية : السؤال الأول : كيف نتمكن من توحيد الجبهة الداخلية داخل مصر نحو رؤية وهدف واحد تعلو فيه مصلحة مصر عن كل المصالح الأخرى الجزئية ، بما يضمن حشد وتوجيه موارد وطاقات مصر في اتجاه واحد ونحو نقطة واحدة هي نهضة مصر الحديثة؟ ( ملفات الأمن والاستقرار الداخلي ،الأقباط ، الإسلاميين ، بقايا النظام السابق ...الخ ) السؤال الثاني : كيف نتمكن من تحرير إعادة بناء الاقتصاد المصري والانتقال إلى مصاف الدول الساعية إلى النمو وصولا إلى الدولة القوية المنافسة عالميا ؟ السؤال الثالث : كيف نتمكن من إقامة علاقات متوازنة مع القوى الإقليمية والعالمية تضمن دعم وتعاون هذه القوى في مشروع نهضة مصر الحديثة مع عدم الإخلال بواجبات مصر تجاه قضايا أمتها العربية والإسلامية ؟ بطبيعة الحال الأقدر على الإجابة على هذه الأسئلة فكرا إبداعيا وابتكاريا جديدا ومشروعات عمل حقيقية يمكن ان تترجم سريعا إلى انجازات وأرقام ملموسة على مستوى المواطن العادي والمجتمع والدولة ، حتما سيكون هو الشخص الأنسب لرئاسة وقيادة مصر في المرحلة المقبلة يتبع هذه الأسئلة مجموعة تالية من الأسئلة الصلبة التي تحتاج إلى نوع من البحث والدراسة والوصول إلى نسب وأرقام محددة ، أو على الأقل شبه محددة يمكن من خلالها بناء تصور وقرار اختيار للشخص الأنسب لرئاسة مصر خلال المرحلة الانتقالية المقبلة. السؤال الرابع : هل يمكن ان يقبل الشعب المصري بأحد من رموز ورجال العهد القديم كان له مساهمة ما في تجهيلية وتضليله واستغلاله وإذلاله وإهدار كرامته الوطنية وتفقيره محليا وتقزيمه عربيا وعالميا ؟ السؤال الخامس : ما مدى مناسبة الوقت محليا وإقليميا وعالميا لصعود الإسلاميين إلى السلطة في مصر ؟ يتعلق الأمر بالعديد من الأسئلة الفرعية حول مدى نضج وجاهزية الحالة الإسلامية ذاتها ، ومستوى ثقة وتجاوب الشارع المصري معها ، تقاطع الأيدلوجيا الإسلامية مع مشاريع القوى العالمية في المنطقة ، التزامات الغرب بأمن إسرائيل ، قدرة الاقتصاد المصري على الصمود في حال إذا ما تعرض إلى حصار اوضغوط ما ؟ السؤال السادس : هل يمكن ان يقبل الشعب المصري بأحد رجال الجيش ، بعد تجاربه المريرة مع ثلاثة رؤساء متتاليين من العسكر ؟ السؤال السابع : هل سيدعم الجيش احد المرشحين أم سيظل على حياده ؟ السؤال الثامن : هل يوجد في مصر الآن أحزاب حقيقية وفق المعايير الدولية المتعارف عليها في الأحزاب السياسية الحقيقية ذات البني الفكرية والبشرية والتنظيمية الخاصة ؟ أم أنها محاولات وخطى وليدة نشأت في ظروف استثنائية ؟ يؤكد الشكوك المطروحة حول هذا السؤال سؤال تابع حول مدى امتلاك الأحزاب الحالية لمشاريع حقيقية لبناء دولة حديثة ، أم أنها لم تتجاوز التطلعات والامانى والأفكار المطلقة المرسلة مفتقرة إلى الرحم البحثي والعلمي الحقيقي ؟ السؤال التاسع : هل يلزم انتماء الرئيس القادم لأحد الأحزاب السياسية ، تؤكد مؤسسية فكر ومشروع ومنهجية هذا الرئيس ، أم يكفى ان يكون مستقلا يضمن لنفسه حصة من أصوات كافة أو اغلب الأحزاب والتيارات المصرية بما فيها المستقلين ؟ السؤال العاشر : هل تحتاج مصر الآن نظم وآليات عمل تقليدية على مستوى الدولة والوزارات والمديريات ، أم تحتاج إلى مشروع ابداعى كبير وغير مسبوق لاستنهاض همم وإبداعات وجهود الشعب المصري نحو بناء مصر الحديثة ؟ لاشك ان هناك مثلث متوازي الإضلاع يجب النظر إليه في كل الشخصيات المطروحة على الشعب المصري أولها المشروع الذي يمتلكه ويحاول إقناع الشعب به والتي يجب ان يكون قد أجاب فيه على الأسئلة العشر السابقة بعدها ننظر في المؤهلات الشخصية والمهنية ، وتاريخ وانجازات الرجل .