ما يقرب من 800 ألف طالب وطالبة يخوضون اليوم السبت ماراثون امتحانات الثانوية العامة بمرحلتيها الأولى والثانية والذى يستمر حتى 2 يوليو المقبل موزعين على 1500 لجنة على مستوى الجمهورية. وامتحانات الثانوية العامة هذا العام لها وضع خاص فهى تأتى بعد ظروف صعبة مرت بها البلاد بسبب أحداث ثورة 25 يناير وتعطل الدراسة بالمدارس لفترة تتعدى 25 يوماً حيث تأتى وسط كم كبير من التساؤلات تشغل بال الطلبة وأولياء أمورهم. ومنها.. هل ستراعى الامتحانات هذه الظروف التى مرت بها البلاد وتأتى سهلة ومباشرة وفى متناول الطالب العادى وبعيدة عن الألغاز أم ستكون مثل امتحانات الأعوام السابقة ولا تراعى هذه الظروف الطارئة؟ وهل هناك تعليمات من وزير التربية والتعليم لواضعى أسئلة الامتحانات بمراعاة هذه الظروف؟.. وما الجديد فى امتحانات هذا العام؟ وماذا سيكون شكل ومواصفات امتحانات هذا العام.. وهل ستكون امتحانات بلا مشاكل أو مفاجآت؟ والسؤال المهم: كيف سيتم تأمين الامتحانات فى ظل الغياب الأمنى الملحوظ؟.. وما حقيقة نماذج أسئلة الامتحان التى جاءت على «النت» بدعوى أنها أسئلة امتحانات هذا العام والتى تعنى أن أسئلة الامتحانات قد تسربت قبل أن تبدأ الامتحانات؟ وماذا عن عملية تصحيح أوراق الإجابة؟ ومتى ستعلن النتيجة؟.. كل هذه الأسئلة وغيرها وجهّناها للدكتور «أحمد جمال الدين موسى» وزير التربية والتعليم فى هذا الحوار الخاص والصريح جداً والذى يعد حديث الساعة والذى خصصناه كله لكل ما يدور فى ذهن الطلبة وأولياء أمورهم والشارع المصرى من تساؤلات حول ما يتعلق بامتحانات الثانوية العامة هذا العام بمناسبة بدء امتحاناتها. *بداية معالى الوزير ما هو الجديد الذى سوف تشهده امتحانات الثانوية العامة هذا العام؟ **امتحان الثانوية العامة اعتبره امتحانًا مثل الامتحانات الأخرى التى يمر بها الطالب.. ولا أرغب أن أعطيه خصوصية أكثر من اللازم حتى لا أتسبب فى إصابة الطلبة بالقلق والتوتر بدون مبرر. فالجديد فى امتحانات هذا العام أنه لأول مرة تم تشكيل لجان لوضع أسئلة الامتحان فى كل مادة.. كل لجنة مكونة من 5 أشخاص نصفهم من أساتذة الجامعات والنصف الآخر من مستشارى المادة والموجهين الأوائل للتخصص. فوضع الامتحان يتم فى ضوء المعايير والمواصفات التى يضعها المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى.. وعلى لجان واضعى أسئلة الامتحانات أن تحترم وتتبع هذه المعايير وهى تضع أسئلة الامتحانات. فأنا كوزير للتربية والتعليم لم أطلع على أسئلة الامتحانات ولن أطلع عليها على الإطلاق ولم أتدخل فى وضع الأسئلة. وأيضاً ستكون هناك إجراءات تأمينية للامتحان هذا العام ربما تكون أكثر من السنوات السابقة وذلك نظراً للظروف التى يمر بها المجتمع بعد ثورة 25 يناير فقد تم التنسيق بين الوزارة ووزارة الداخلية على أعلى مستوى بدءاً من وزير الداخلية وحتى مساعديه وكذلك مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وأرجو أن تمر الامتحانات بشكل منظم وهادئ بمساعدة هذه الجهات وأيضاً بمساعدة أولياء الأمور والشباب الذى أعتقد أنه سيحمى نزاهة الامتحانات ليمثل سلوك ما بعد الثورة لتخرج الامتحانات تعبر عن الحقيقة ولا يكون فيها أى تزييف. وأيضاً الجديد هذا العام أنه امتنعنا لأول مرة عن انتداب المراقبين والملاحظين بلجان الامتحانات من المحافظات البعيدة بل سيكون الانتداب من المحافظات المجاورة مباشرة للمحافظة لتقليل الاغتراب وتخفيفاً من معاناتهم. الطائرات الحربية/U/ *كيف سيتم تأمين الامتحانات والأسئلة وأوراف الإجابة واللجان فى ظل الغياب الأمنى الملحوظ؟ **الوزير: هناك خطة لتأمين الامتحانات وضعناها من فترة طويلة وتم التنسيق بشأنها مع القوات المسلحة ووزارة الداخلية فقد بدأت بامتحان مهم وهو امتحانات الدبلومات الفنية حيث تم نقل الأسئلة للأماكن البعيدة بمساعدة القوات الجوية من خلال الطائرات الحربية.. ونفس السيناريو سيتم تطبيقه فى امتحانات الثانوية العامة حيث سيتم استخدام الطائرات الحربية فى نقل الأسئلة ثم يتم نقل الأسئلة من المطارات الحربية إلى مراكز التوزيع بالمحافظات وسط حراسة مشددة من الجيش والشرطة. كما سيتم تكوين مجموعات أمنية مشتركة من الجيش والشرطة لتأمين اللجان الامتحانية ونقل أوراق الإجابة وأيضاً نقل صناديق الأسئلة للجان.. وعموماً فإننا مستعدون للتعامل مع أى حدث أو أى احتمالات فى عملية تأمين الامتحانات. *مر طلاب الثانوية العامة هذا العام بظروف صعبة نتيجة للأحداث التى عاشتها البلاد بسبب أحداث ثورة 25 يناير وتعطل الدراسة بالمدارس لأكثر من 25 يوماً.. فهل هذه الظروف سيتم أخذها فى الاعتبار فى أسئلة الامتحانات؟ **الدراسة لم تتعطل إلا 15 يوماً فقط فى معظم المدارس بالجمهورية ماعدا الإسكندرية وشمال سيناء والتى تعطلت فيهما الدراسة إلى 30 يوماً لظروف الأحداث فيهما. وأسئلة الامتحان ستتم وفقاً للمعايير والمواصفات وتراعى المسائل المتعلقة بظروف الامتحانات.. وبنفس ظروف الامتحانات فى السنوات الأخرى.. ولن تتغير مواصفات ومعايير الامتحان.. فالامتحان المفروض فيه أنه يقيس قدرات الطلاب. وقد راعبنا ظروف الأحداث التى مرت بها البلاد وتعطل الدراسة بسببها بأن حدث تخفيف للمناهج.. ولجان وضع أسئلة الامتحانات التزمت هذا العام بهذا التخفيف الذى حدث فى المناهج بسبب هذه الظروف وهى تضع أسئلة الامتحانات. *ما هى مواصفات أسئلة امتحانات الثانوية العامة هذا العام؟ **ليس عندى تفاصيل لها ولم أطلع عليها لأنها تختلف من مادة لأخرى.. فكل مادة أسئلة امتحاناتها لها مواصفات خاصة بهذا التخصص. *وما هى التعليمات التى أعطيتموها لواضعى أسئلة الامتحانات؟ **طالبتهم بالالتزام بالمواصفات والمعايير التى وضعها المركز القومى للامتحانات وعدم الخروج عنها عند وضع أسئلة الامتحانات وهى أن تكون أسئلة الامتحانات فى مستوى الطالب العادى مع جزء بسيط يفرق بين الطالب العادى والمتميز. حُسن الاختيار/U/ *وما هى الضمانات يا معالى الوزير أن تكون أسئلة الامتحان هذا العام وفقاً للمواصفات وليست تعجيزية ولم تخرج عن النص؟ **الضمانات أننا اخترنا أعضاء لجان وضع أسئلة الامتحان بأفضل أسلوب ممكن حيث طلبت اختيارهم من العناصر المتميزة المنضبطة سواء من أساتذة الجامعة أو القائمين على الأمر بالوزارة. وحُسن الاختيار هو الضمان أن الامتحانات لن تخرج عن النص.. ولكن نفترض جدلاً على سبيل المثال أن يأتى سؤال صعب فى الامتحان.. فما هى القضية؟ والقضية أنه لم نجد سؤالاً يناسب مستويات كل الطلبة.. فهناك متميزون وآخرون أقل تميزاً. والسؤال هنا ما هو الخطر؟ ولنفترض أن الامتحان جاء أصعب من التوقعات.. فماذا ستكون النتيجة؟ والإجابة عن هذا السؤال فإن النتيجة أن الطلبة ستحصل على درجات أقل مما كانوا يأملون.. وهذا لن يغير شيئاً فى أوضاعهم فى الثانوية العامة أو فى مكتب التنسيق أو فى الذهاب للجامعات لأن السؤال أو الامتحان الصعب سيكون صعباً على الجميع وإذا كان سهلاً فإنه سيكون سهلاً على الجميع. والعِبرة فى ترتيب الطالب بين زملائه وهذا الذى يمكنه أن يأخذ مكانًا فى كلية بعينها وليست كلية أخرى. والذى أريده من المجتمع أن يفكر قبل أن ينفعل بمعنى إذا كان الامتحان صعبًا فهذا لن يضر أى طالب فى وضعه النسبى بين زملائه لأن الامتحان الصعب أو السهل سيكون على الجميع. *وهل هذا يعنى أن الامتحانات ستأتى صعبة؟ **أنا لا أقصد بذلك أنها ستأتى صعبة.. فالامتحانات ستأتى وفقاً للمعايير والمواصفات وهى أن تقيس قدرات الطالب وتفرق بين الطالب العادى والمتميز. امتحانات 2005/U/ *وهل تتوقع أن تخرج امتحانات هذا العام بشكل لائق وتكون بلا مشاكل أو مفاجآت؟ **أتوقع أن تخرج امتحانات هذا العام مثل امتحانات الثانوية العامة عام 2005 عندما كنت وزيراً للتربية والتعليم حيث كانت امتحانات هادئة بدون مشاكل.. وأتمنى أن تكون امتحانات هذا العام على نفس هذا النحو.. وأتمنى أن يمر الامتحان على خير وأننا مستعدون للتعامل مع أى حدث. وعموماً الذى يبشر بالأمور أن كل امتحانات النقل والإعدادية والابتدائية وكذلك الدبلومات الفنية كلها تمت بخير. إلغاء اللجان الخاصة/U/ *معالى الوزير.. ماذا عن اللجان الخاصة هذا العام؟ **لقد قررت إلغاء اللجان الخاصة هذا العام من حيث المبدأ.. لكن ربما تحدث حالة صعبة فهناك حالة عرضت علىِّ حيث هناك طالب أصيب بجلطة ويصعب تحركه من مكانه.. وهذا وضع خاص جداً ورعيناه بأن سمحنا له بلجنة خاصة ولكن المبدأ العام أنه لا توجد لجان خاصة فى امتحانات هذا العام. وهناك حالات طبية محددة يتم التصرف فيها بشكل خاص وفى أضيق الحدود ويتم التعامل معها حالة بحالة بحسب ظروفها. *وماذا عن عملية التصحيح وكم تستغرق من الوقت؟ **سيتم تصحيح مواد الامتحانات أولاً بأول عقب امتحان كل مادة. وتستغرق عملية التصحيح نفس الوقت الزمنى لمعدل تصحيح العام الماضى. *وهل هناك موعد محدد لإعلان النتيجة؟ **لم نحدد موعداً لإعلان النتيجة حتى تأخذ كل ورقة إجابة حقها فى التصحيح والمراجعة وعموماً فإن نتيجة الامتحان ينتظر أن تكون فى النصف الثانى من يوليو المقبل. *وبالمناسبة.. كم عدد الطلبة المتقدمين لامتحان الثانوية العامة هذا العام وأيضاً كم عدد الملاحظين والمراقبين والمصححين لامتحاناتهم؟ **800 ألف طالب وطالبة بالمرحلتين الأولى والثانية موزعون على 1500 لجنة على مستوى الجمهورية. وعدد الملاحظين والمعاونين بلجان الامتحانات هو 90 ألف معلم بالإضافة إلى 3 آلاف رئيس لجنة ومراقب لجان. ويبلغ عدد المصححين لأوراق الإجابة 52 ألفاً. *بصراحة.. هل صحيح أن جهاز أمن الدولة السابق كان يتدخل فى اختيار الملاحظين والمراقبين فى امتحانات الثانوية العامة؟ **هذا غير صحيح.. فلا صلة بجهاز أمن الدولة القديم أو الأمن القومى الجديد فى اختيار الملاحظين والمراقبين بلجان الامتحانات وكذلك المصححين. فالاختيار يتم بمعايير موضوعية بالتنسيق بين المديريات التعليمية بالمحافظات والإدارة العامة للامتحانات بالوزارة وتم الاختيار على هذا الأساس فليس هناك جهاز من خارج الوزارة يتدخل فى الاختيار. امتيازات بالجملة/U/ *وما هى وسائل الراحة والامتيازات التى ستوفرها للملاحظين والمراقبين على لجان الامتحانات؟ **أول شىء امتنعنا هذا العام ولأول مرة عن فكرة نقل المعلم للمراقبة والملاحظة للامتحان من محافظة بعيدة.. فالندب سيكون من المحافظة المجاورة مباشرة لتخفيف المعاناة عنهم ومنع الاغتراب الذى كان يتعرض له المنتدب فى السنوات الماضية حيث كان الندب فى العام الماضى يتم من محافظات بعيدة مما كان يؤدى إلى إرهاق ومعاناة للمعلمين. فهذا العام امتنعنا عن هذا الأمر وقررنا أن يكون الندب من المحافظات المجاورة للمحافظة التالية أو من مركز لآخر بنفس المحافظة.. فيماعدا محافظتى الوادى الجديد والبحر الأحمر الممتدة فإنها ستعالج بطرق أخرى تكفل عدم وجود مأزق فى هذا الأمر. ثانى شىء هو توفير استراحات مجهزة على أعلى مستوى للملاحظين والمراقبين حيث طلبت من المسئولين بالوزارة أن تسأل كل المديريات عن احتياجاتها المختلفة وتلبيتها خاصة فى تجهيز هذه الاستراحات. وقد وافقت على كل الاحتياجات المطلوبة وبعضها اضطرنى أن آخذ فيه موافقة رئيس الوزراء عليها لأن هناك قرارًا من رئيس الوزراء بمنع شراء الأثاث وتم الاستثناء لهم وتم تدبير هذه الاحتياجات حيث كلفنا تجهيز هذه الاستراحات 5 ملايين جنيه بهدف توفير الراحة للمعلمين والمراقبين والملاحظين على لجان الامتحانات. كما قررت زيادة المكافآت الخاصة بالمراقبين والملاحظين على الامتحانات لأول مرة هذا العام بنسبة تتراوح ما بين 60 أو 70% حيث تقرر زيادة مكافآت الملاحظين داخل لجان الامتحانات من 670 جنيهاً العام الماضى إلى 1064 جنيهاً هذا العام وأيضاً زيادة مكافأة المراقبين على لجان الامتحانات من 1340 جنيهاً إلى 2020 جنيها، وكذلك زيادة مكافأة رئيس اللجنة والمراقبين الأوائل من 1615 جنيهًا إلى 2500 جنيه زيادة مكافأة المعاون الإدارى وهو الذى يعاون داخل لجان الامتحان من 546 جنيهاً العام الماضى إلى 882 جنيهاً هذا العام. وأيضاً قررنا لأول مرة زيادة مكافآت الملاحظين والمراقبين ورؤساء اللجان بالمحافظات النائية وهى البحر الأحمر ومطروح والوادى الجديد وشمال وجنوب سيناء ووادى النطرون بمحافظة البحيرة حيث تقرر اعتبار يوم العمل بأربعة أيام بدلاً من 3 أيام وذلك بنسبة زيادة 25% على العام الماضى. *وماذا أنتم فاعلون مع الطلاب المصريين العائدين من ليبيا بسبب الأحداث والذين كانوا يدرسون فى المرحلة الثانوية هناك؟ **تم التصرف بما يريحهم سواء من العائدين من ليبيا أو سوريا أو اليمن. فالعائدون المصريون من هذه الدول الثلاث تم التعامل معهم بالقدر الذى يرغبونه. *وماذا عن مصير مشروع الثانوية العامة الجديدة؟ **هذا المشروع مر بعدة مراحل.. وكان هناك تصور لهذا المشروع طرحناه عام 2005 عندما كنت وزيراً للتربية والتعليم فى ذلك الوقت ثم حدث تصور آخر للمشروع عندما جاء بعدى د. يسرى الجمل وزيراً للتربية والتعليم جاء بعد مؤتمر لتطوير التعليم الثانوى ثم فى العام الماضى قام د. أحمد زكى بدر وزير التربية والتعليم السابق بتأجيل تطبيق المشروع لحين دراسة مجددة مع وزارة التعليم العالى. وعموماً سنبدأ خلال الأيام القادمة التنسيق مع وزارة التعليم العالى لخروج هذا المشروع.. وسوف أجتمع مع د. عمرو سلامة وزير التعليم العالى لنستمع لكل الجهد الذى بُذل فى هذا الشأن خلال السنوات السابقة وسنرى فيه ما يحقق هذا المشروع. *هل تحدد موعد لتطبيق مشروع الثانوية العامة الجديدة؟ **حتى الآن لم يقر الشكل النهائى للمشروع.. فالموضوع لا يزال تحت الدراسة. *ولكن.. هل تفكر فى طرح مشروعكم لتطوير الثانوية العامة مرة أخرى والذى طرحته عام 2005 عندما كنت وزيراً للتربية والتعليم وتوقف بخروجكم من الوزارة؟ **هو أحد الروافد.. ولن نرجع إليه بشكل ضرورى لكن نستمع لعروض أخرى ونختار من بينها الأفضل. فالأمور قد تغيرت خلال الفترة من عام 2005 إلى 2011 ولابد أن نأخذ كل هذا فى الاعتبار.. ومن الممكن أن يكون هناك مزج بين المشاريع المطروحة لتطوير الثانوية العامة.. فكل الأمور مطروحة حتى الآن. *وهل تتوقع يا معالى الوزير أن ينجح المشروع الجديد للثانوية العامة فى القضاء على التوتر والقلق الذى يسببه للأسر المصرية؟ **القضاء على هذه المشاكل مرتبط بشىء واحد مهم وهى الفرص المتاحة للقبول بالتعليم العالى لأن معظم التكالب والصراع على الامتحان والدرجات والدروس الخصوصية راجع لسبب وهو أن هناك رغبة للحصول على مكان فى كليات معينة والتى تسمى فى مصر بكليات القمة. فإذا بقى عدد الأماكن بهذه الكليات قليلاُ وبقى عدد الطلاب فى المقابل كبيرًا جداً فى الثانوية العامة سيظل هذا الصراع الذى نشهده على الثانوية العامة. وعموماً كلها محاولات للخروج من عنق الزجاجة.. ونرجو أن نوفق فيها كمجتمع. *ولكن.. ألا ترى يا معالى الوزير أن تضارب الرؤى حول نظام الثانوية العامة سببه عدم وجود سياسة ثابتة للتعليم تتأثر بتغير الوزير؟ **نظام الثانوية العامة لم يتغير من فترة طويلة تصل إلى حوالى 20 عاماً. فيجب أن نتواءم مع التطور فى العالم فكل دول العالم تطور نظمها التعليمية.. فليس صحيحاً أن الأفضل هو تجميد النظام التعليمى ومن يقل هذا يعتبر شخصا لا يفهم شيئاً. فأنا مستغرب «الناس خايفة من إيه؟» فالمهم أن يكون عندنا نظام تعليمى كفء مواز للنظم العالمية ويتميز بمراعاة طبيعة العصر ومشاكله وروحه. إننى أعتقد أن وجود نظام حديث للثانوية العامة شئ مهم للغاية. فقد مرت علينا فترة طويلة نقترح نظاما جديدا لتطوير الثانوية العامة فى مصر ولكننا لم نأخذ حتى الآن قرارًا بتنفيذه.. فإنه آن الأوان أن يطور المجتمع نظامه التعليمى وحتى الدول العربية المجاورة كلها تقريباً عدلت من نظمها التعليمية وطورتها. *ما الكلمة التى توجهها لكل الآباء والأمهات لكى يشعروا بالاطمئنان من امتحان الثانوية العامة؟ **أهم شىء هو إعطاء روح الطمأنينة والثقة لأبنائهم.. فقد كنت تلميذاً ثم أولادى تلامذة وأعلم تماماً أن ثقة الإنسان فى نفسه مسألة مهمة جداً.. فالتلميذ إذا كان واثقاً من نفسه ومن قدراته ومطمئن البال فإنه سيجيب عن أسئلة الامتحانات بشكل أفضل ويحصل على مجموع أعلى. وإننا كلنا كوزارة وأيضاً الإعلام والآباء بإيدينا أن نجعل الامتحانات مسألة عادية فى إطار حياتنا العادية بدون ضغط عصبى حتى يحصل الأبناء على التفوق. التفاؤل والجدية/U/ *وأيضاً ما النصيحة التى تقدمها للطلاب المتقدمين لامتحانات الثانوية العامة؟ **آخذ الأمور بقدر كبير من التفاؤل والجدية.. وأن الحياة ليست مقصورة على كلية بعينها. فقد يكون النجاح كل ما لا نتخيل النجاح فيه.. فالنجاح فى الحياة يعنى اكتساب مهارات وبالتالى يجب فى الامتحان أن نجيب عن اسئلته بطمأنينة ونحاول أن نحصل على تقدير طيب بدون توتر مادمت بذلت الجهد وعملت ما أقدر عليه. والأمر الثانى عدم الاستجابة بقدر كبير للكلام المغلوط الموجود على «الإنترنت» وفى بعض الصحف.. وكلها شائعات ليس لها أى أساس من الصحة. ويجب أن يثق الطالب فى النظام التعليمى وفى قدراته ولا يستمع لكل ما يقال من شائعات عن الامتحان ومنها إلغاء الامتحان والامتحان البديل وغيرهما.. كل هذا كلام فارغ وغير صحيح وليس له أى أساس من الصحة.. يجب ألا نشغل أنفسنا بهذا الكلام! *بالمناسبة يا معالى الوزير ما حقيقة نماذج الأسئلة التى جاءت على «النت» بدعوى أنها أسئلة امتحانات الثانوية العامة لهذا العام؟ **هذا غير صحيح وكلها شائعات يطلقها البعض ليشوش على أفكار الطلبة. والطالب الجيد هو الذى لا يلقى بالاً لهذه الأمور.