رغم أن بداياتها كانت فى ظل وجود عمالقة فى المجالات المختلفة كالإعلام والفن والثقافة، إلا أن حضورها ولباقتها وثقتها بنفسها جعلت منها عملاقة رغم صغر سنها، مما آهل ظهورها كإعلامية مرموقة على شاشة ماسبيرو، ولدت ليلى رستم فى القاهرة فى نهاية الثلاثينيات من القرن الماضى، ثم انتقلت للعيش بالإسكندرية، بسبب ظروف عمل والدها، المهندس عبد الحميد رستم، الشقيق الأصغر، للفنان زكى رستم، إلا أن الإقامة فى الإسكندرية لم تدم كثيراً، لتكون المنصورة هى المحطة التالية فى حياتها، فالتحقت فيها بمدرسة للراهبات التى أفادتها كثيرا فى العلم والثقافة والخلق والتربية والفكر أيضاً. التحقت ليلى رستم بالعمل بالإذاعة كمذيعة بالبرنامج الأوروبى لمدة 6 أشهر، فلفتت إليها الأنظار، وكان ذلك سببا فى ترشيحها للعمل مذيعة بالتليفزيون، فبدأت حياتها المهنية مع انطلاق أول شرارة للتلفزيون المصرى فى 23 يوليو 1960. وكانت أول ظهور لها فى التلفزيون كمذيعة ربط، ثم قارئة للنشرة الفرنسية لبلاغتها الشديدة وخلال فترة قصيرة قدمت العديد من البرامج السياسية والاجتماعية والفنية منها «نافذة على العالم»، وكان من أشهر تلك البرامج الغرفة المضيئة ونجمك المفضل، ومن الإنتقادات الأبرز فى حياة ليلى رستم المهنية اتهامها بالغرور والتعالى حتى على ضيوف برامجها، فيما كانت ترد عليه بالنفى دائما مؤكدة أن ما لديها ثقة بالنفس، إلا أن بعض القريبين منها أكدوا أنه كان لدى ليلى إحساس زائد بالتميز، وكان هذا وراء الاتهام بالغرور. وواصلت ليلي رستم التي وصفها النقاد وقتها بانها “أيقونة الجمال والجرأة” ، بالرد بانها ترغب فى الاستقلال بذاتها ، حتى أنها قالت فى أحد حواراتها الصحفية: أهم ما يميزنى فرديتى، ولا أسمح لأحد بالتفكير لى أو التدخل فى آرائى أو حكمى على الأمور، ولذا يزداد إعجابى بالمرأة التى تتغلب على أنوثتها وتعتمد على ذكائها وإمكانياتها.وفى نهاية الستينيات، بدأت مرحلة جديدة فى تاريخ ليلى رستم المهنية، عندما بدأت العمل فى تليفزيون بيروت أثناء إقامتها بها، لتقدم العديد من البرامج المهمة منها «سهرة مع الماضى» و»بين الحقيقة والخيال» و»محاكمات أدبية»،وفى عام 1980 ، عادت ليلى رستم إلى القاهرة، لتواصل عملها بالتليفزيون المصرى وقدمت وقتها برنامج «قمم»، ومنذ سنوات قريبة، ظهرت مع مذيعى برنامج «البيت بيتك» فى أولى حلقات البرنامج وشاركتهم التقديم، وخلال السنوات الماضية وهى تتنقل بين القاهرةوبيروت وتقلصت مساحة ظهورها بشدة.