إن تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية زاخر بالمواقف الوطنية المشرفة التى يشار إليها بالبنان حيث كانت مواقف بابوات الكنيسة مشرفة ووطنية لأبعد حد فعندما عرض مندوب قيصر روسيا على بابا الإسكندرية أن يطلب الحماية للأقباط فى مصر رد البابا عليه: هل ملككم يموت؟ فأجاب مندوب قيصر روسيا نعم إنه ككل البشر يموت فرد عليه البابا نحن فى حمى رب لا يموت، فشعر الرجل بالخزى وانصرف، ثم توالت المواقف التى يسطرها التاريخ بحروف من نور إلى أن جاء البابا شنودة الثالث الذى لقب ببابا العرب فكان موقفه من القدس معروفا للجميع . حيث رفض زيارة أبنائه من الأقباط للقدس إلا مع إخوتهم المسلمين وكان هذا الموقف حديث العالم آنذاك ولا ننسى كلمته المأثورة (إن مصر وطن يعيش فينا وليست وطنا نعيش فيه)، ثم أتت العناية الإلهية بالبابا تواضروس الثانى ليسطر صفحة جديدة مشرفة فى تاريخ الكنيسة القبطية ويتصدى لمؤامرة تفكيك الوحدة الوطنية بحرق الكنائس فى مشهد فى غاية الخطورة وذلك لتأليب المسيحيين على إخوتهم المسلمين فكان هو رجل المطافى الأول حيث قال حتى وإن احترقت جميع الكنائس، فسنصلى فى المساجد، وهكذا حفظ الله مصر بفضل وطنية رجالها وحبهم لترابها، فلك يا مصر السلامة مادام هناك من يعشق ترابك ويسعى لرفعتك برغم كل المصاعب. جورج يوسف جورجى مدير عام بتموين الدقهلية سابقا