أكد الكاتب يسرى الجندى أنه يرى الفنون والثقافة والإعلام من أهم معطيات النهوض بالأمم والدول والشعوب، مشيرا إلى أننا نتحدث كثيرا عن القوة الناعمة ولانعمل على دعمها وتطويرها حتى أصبحت القوة الناعمة لمصر معطلة وتتهاوى رويدا رويدا بسبب عدم وجود الخطط المحكمة من قبل الدولة للنهوض بقضايا الإبداع والمبدعين. وقال يجب إعادة النظر سريعا لأن الظروف الحالية فى أشد الحاجة لدور الثقافة والفن والإعلام، وهناك دور مهم للتليفزيون المصرى فى مرحلة البناء تلك المرحلة التى تحتاج إلى إنتاج أعمال ضخمة فنية وبرامجية هادفة، وأرى أن صفاء حجازى رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون تمتلك من فنون الإدارة مايجعلها تستطيع إنجاز الكثير مما تحتاجه هذه المرحلة المهمة ولكن بشرط أن تتوافر لها الإمكانيات المادية والمعنوية. وأضاف عندما تخلت الدولة عن الإنتاج الدرامى فى السنوات الأخيرة ظهرت السلبيات الكثيرة فى معظم الأعمال والتى أثرت بالسلب على السلوكيات، ولذلك أصبح من الضرورى عودة قطاعات الإنتاج التابعة للدولة للقيام بدورها المنوط بها بإنتاج أعمال ذات قيمة فى 2017، خاصة أن هناك أعمالا على أعلى مستوى ولكنها للأسف حبيسة الأدراج منذ سنوات. وأكد الجندى أنه مازال كبار المؤلفين والجيل القديم قادرين على العمل والإنتاج والعطاء، وهناك بالفعل أعمال تحتاج إلى من يتخذ القرار بشأنها ويبادر بتنفيذها خاصة أن الأعمال الفنية التجارية أثبتت فشلها فهى لاتناسب طبيعة المرحلة التى تتطلب كتابات من نوعية خاصة تساهم فى بناء فكر الإنسان وتحافظ على قيم وتقاليد المجتمع المصرى وتظهر المعدن الأصيل والنماذج المتميزة للإنسان المصرى الذى عانى من ضياع وفقدان للهوية وللقيم الأخلاقية. وأشار إلى أن الإقبال على مشاهدة الأعمال الهابطة دليل على أن هناك أزمة فى الفكر لدى الجمهور تحتاج إلى تصويب سريع من خلال منظومة متكاملة للفنون والثقافة والإعلام، وهو ما يمثل أهمية لعودة منصب وزير الإعلام لأنه حلقة الوصل بين أجهزة الدولة والجمهور، فهى وهو يقوم بتوصيل صوت أهل الفن والإعلام الى القيادة السياسية وإلى البرلمان، ومع إلغاء هذا المنصب فقدنا حلقة الوصل وأصبحت القوة الناعمة بلا رأس تفكر لها وتصدر القرارات بشأنها وتحافظ على أدائها، وهو ما أدى إلى تدهور حاد فى الأداء الإعلامى وهبوط وتراجع فى مستوى الأعمال الفنية، وأرى أن قوانين الهيئة الوطنية للإعلام لن تكون بديلة لمنصب وزير الإعلام الذى كان يقوم بدور فعال فى اجتماعات الحكومة والبرلمان بما يحقق مزايا ومكتسبات للإعلام والثقافة والفنون وهذه القطاعات تحتاج الى قرارات سياسية بحكم طبيعة عملها.