عادت مصر بقوة لعلاقاتها السياسية المتميزة مع الدول العربية والإفريقية بعد ثورة 30 يونية، وظهر ذلك جليا فى الفترة الأخيرة بعد نجاح القمتين الاقتصادية والعربية، وزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للسودان وإثيوبيا، ومن المتوقع أيضا أن يتم إستثمار النجاحات السياسية فى التقارب بين الشعوب من خلال الفن، لما هو معروف عن الدور الهم للفن المصرى دائما، وحول ذلك تقول الفنانة لبنى عبد العزيز: فى فترة الستينات والسبعينات لعب الفن المصرى دورا عظيما تجاه الوطن سواء بإنتاج أفضل الإعمال، أو من خلال الاحتفالات الكبرى التى شاركت فيها كوكب الشرق أم كلثوم فى بعض الدول لصالح مصر، كما تم إنشاء العديد من مسارح الدولة ودور السينما والأكاديميات الفنية فى ذلك الوقت، ومازالت باقية حتى الآن، ومن هنا فإن الفن المصرى تميز بدوره الكبير فى المنطقة، من الناحية الثقافية والتواصل بين الشعوب حتى أن معظم الشعوب العربية أحبت الفن المصرى والثقافة المصرية ومازالوا، وتضيف أطالب الدولة بنظرة للمجالات الفنية بكل عناصرها، لأن الفن من وجهة نظرى لايقل عن أى مجال أخر بل أصبح اقتصاد يدر دخلا كبيرا فى بعض الدول، ويجب أن نستغل القوة الناعمة فى دعم القرار السياسى، فالسياسة تحتاج إلى دعم وتبادل للمجالات الأخرى، وأقول لاحضارة ولاتقدم بدون الفن، خاصة المجال السينمائى الذى يجب أن يعود لدوره بإنتاج مشترك مصرى عربى إفريقى، فهو يقرب الشعوب ثقافيا وفنيا وسياسيا واجتماعيا ويقول المخرج على عبد الخالق إن مصر بعد ثورة 30 يونية دخلت مرحلة جديدة من البناء، ولابد أن يكون للفن والثقافة دورا مهما فى هذه المرحلة، كما فعلت ثورة يوليو 52 التى إهتمت بالفن وأقامت الأكاديميات الفنية ودور السينما ومسارح التليفزيون وأتذكر بعد حرب 67 توقفت الحركة الفنية وسافر عدد من نجوم الفن إلى بيروت، ولكن الرئيس عبد الناصر كلف عبد الحميد جودة السحار وكان وقتها مسئول عن مؤسسة السينما بضرورة عودة كل الفنانين، وتكليفهم بأعمال فنية، رغم أن الدولة فى هذه الفترة كانت فى حالة حرب، وكل مواردها متجه لشراء الأسلحة، وهذا يدل على أهمية الفن المصرى وتأثيره فى العلاقات الجيدة مع الدول العربية، ويضيف أطالب القيادة السياسية فى هذه المرحلة بإنشاء وزارة للسينما تجمع كل الشتات المتناثر بين الوزارات فالسينما والفن موزع على وزارات الثقافة والإعلام والإستثمار وغيرها من قطاعات الدولة المختلفة، وأطالب بفصل الأعمال السينمائية والفنية عن وزارة الثقافة التى لديها حمل ثقيل من الهيئات والقطاعات، وبالتالى فالسينما بالنسبة لها أمر هامشى بسبب أعبائها الأخرى، وأنا لى عتاب على مؤتمر القمة الاقتصادية وهو لماذا تجاهل المؤتمر صناعة السينما والفن الذى أصبح اقتصاد مهم بجانب نشر الثقافة والوعى والتواصل بين الشعوب ويقول الفنان أشرف عبد الغفور نقيب المهن الفنية، هناك بروتوكولات كثيرة بين مصر والدول العربية فى مجال الفن ولكن فى السنوات الأربعة الأخيرة تأثرت الزيارات والأعمال المشتركة بسبب الظروف والأحداث السياسة، ونحن فى مصر نرحب بأى فنان عربى ونتعامل معه مثل الفنان المصرى ولابد من التحرك فى المستقبل وفى ظل إستقرار الأوضاع السياسية والأمنية إنشاء الله نحو عودة القوة الناعمة لمصر لمكانتها الطبيعية، رغم رؤيتى أن الفن يجب أن يبتعد عن السياسة، فالمجال الفنى لم ينقطع مع الأشقاء العرب رغم الظروف السياسية التى نعرفها جميعا ودور الفن مهم فى التواصل مع الشعوب وتبادل الثقافات وزيادة الوعى، خاصة فى هذه المرحلة وهى مرحلة البناء وعودة الدور المصرى عربيا وإفريقيا