تحت شعار "الفن مقاومة".. تقف جميع المؤسسات الثقافية والفنية بكامل طاقتها في مصر لتصد عداء الإرهاب الإخوانى المصحوب بتدخلات خارجية في الشأن الداخلى، فاتحة أبوابها لكل أبناء الوطن العربى لمد جسور الثقافة والفن بين مصر والعرب جميعًا لاستكمال ملحمة الحلم العربى، وخاصة بعد موقف السعودية والإمارات والكويت والأردن التي أعادت للأذهان مصر أيام المد والمجد العربى. الدكتورة إيناس عبدالدايم، رئيس دار الأوبرا المصرية، قالت: بالفعل هناك تبادل ثقافى مع الدول التي دعمت الموقف المصرى في محاربته الإرهاب المتمثل في جماعة الإخوان المجرمين، حيث تفتح دار الأوبرا أبوابها لاستضافة أسابيع ثقافية مشتركة مع الدول العربية مثل السعودية والكويت ودولة الإمارات وغيرها. وأكدت أن الأنشطة الثقافية مع السعودية والإمارات سيتم تكثيفها في كل أشكال الفنون باعتبار أن الفن هو القوة الناعمة لأى دولة والذي يحدث تأثير إيجابى دولى، وهو ما تحرص عليه مصر خصوصا بعد ثورة 30 يونيو التي عبر فيها الشعب المصرى عن إرادة الحقيقة. وأشارت عبد الدايم إلى أن الأوبرا ستوجه رسالة شكر إلى هذه الدول باسم الدار والعاملين فيها والفنانين والمثقفين والشعب المصرى، مؤكدة أن الفن هو الوجه الحضاري لمصر. وكشفت عبدالدايم أنه تمت مناقشة الدكتور صابر عرب، وزير الثقافة، والدكتورة كاميليا صبحى، رئيس العلاقات الثقافية الخارجية، سفر عدد من العروض الفنية المصرية التي تقدم على مسرح دار الأوبرا، والتى تطوف كل البلدان العربية التي ساندت الموقف المصرى في الفترة الأخيرة، حيث يكون هناك تواصل واحتكاك مباشر بين الشعب العربى والمصريين، وتشمل هذه العروض فن الباليه، والموسيقى العربية، والأوركسترا. عبدالدايم أكدت أن دار الأوبرا المصرية بدأت في تجهيز الفرق الفنية التي ستسافر للعرض على مسارح هذه الدول، هذا وقامت بالتحضير لعمل مصرى خالص يتم تلحينه الآن، وتحت عنوان "في حب مصر" تعبيرًا عن ثورة 25 يناير و30 يونيو، والهدف منه خلق تيمة فنية لمصر تطوف العالم بأكمله، على غرار الأعمال العالمية. وأوضحت عبدالدايم أن هناك إستراتيجية جديدة سوف تنتهجها دار الأوبرا المصرية، حيث تستخدم قوتها الناعمة في سياستها الدولية تجاه الدول التي وقفت بجانب الموقف المصرى أو التي تخاذلت عن مساندة الشعب المصرى، وذلك تأكيدًا لشعارنا "الفن مقاومة" حيث إن الأوبرا كانت إحدى تمائم ثورة 30 يونيو. من جانبه قال الكاتب الكبير يوسف القعيد إن الحلم القومى العربى لن يعود طالما القاهرة جريحة ومصر متخمة الجراح بالشكل الذي نراه الآن، وأكبر ضربة للقومية العربية حدثت بعد رحيل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر سنة 1970، هي صعود ما يسمى الإسلام السياسي، فالإسلام السياسي يؤمن بالأممية الإسلامية أكثر من انتمائه وإيمانه بالوطن، وبالتالى تراجعت فكرة الوطن العربى وأصبحت غير موجودة. وأكد القعيد أنه بعد تراجع الإسلام السياسي في مصر وتونس وغيرها من الدول، أصبح أمام مصر فرصة ذهبية في تحقيق الحلم القومى العربى، والذي يعتمد على دولة حاكمة رائدة تلعب دورًا أساسيًا في المنطقة، فقد قادت القاهرة من قبل الأمة العربية كلها، بالكتاب والغنوة والنص المسرحى والفيلم السينيمائى وأيضًا اللوحة الفنية والفن التشكيلى، فإذا استطاعت مصر العودة من جديد لدورها المحورى، سيعود البعد القومى العربى وإذا كان مبنى على الثقافة سوف يستمر ويقوى ولا يمكن ضربه من جديد. ورأت الكاتبة ضحى عاصى أن الأهم بالنسبة لكل مثقف وفنان الآن، هو أن يدرك ويستوعب جيدًا حقيقة اللحظة الفارقة التي يعيشها المصريون، ومن هم حلفاؤه ومَن هم أعداؤه، مشيرة إلى أن ذلك سينعكس تلقائيًا على طريقة كتابته، ويغير نظرته إلى الدول العربية بحيث يندمج معها بشكل أكبر. وأشارت عاصى إلى أنها تنحاز إلى فكرة الدبلوماسية الشعبية في دعم العلاقات بين مصر والدول التي ساندتها ضد محاربة الإرهاب، ولكن إذا تم حسن استخدامها، وذلك بمعنى أن يتم اختيار مجموعة من الشخصيات العامة سواء سياسيين أو مفكرين ومثقفين أو فنانين بعناية ودقة لهذه المهمة للقضاء على الإرهاب الأسود.