عرب : مهرجان السينما 7 أيام بدار الأوبرا والهناجر والابداع والانتهاء من إعادة ترميم وتجديد المسرح القومى فى نهاية هذا العام
صرح د . صابر عرب وزير الثقافة بأنه كانت هناك مشكلة خاصة بالمسرح القومي و نحن نتحمل المسئولية ونشعر أننا مقصورن في أن يعود المسرح القومي لأداء وظيفته ،وعار علينا أن يظل المسرح القومي مغلقا ، وأشار الي أن هناك مشروع كبير للتطوير لم يكن موجوداً فى كراسة الشروط الأولى ، مما ترتب عليه أعباء مالية جديدة ، بالاضافة للظروف التى كانت تمر بها البلاد ولكن التمويل كان غير كاف للانتهاء من المشروع ،لذلك قمنا بعمل دراسة وحددنا احتياجاتنا ، وسنطرق جهات كثيرة لدعم و إعادة المشروع ، آملا مع نهاية هذا العام الانتهاء من إعادة ترميمه وتجديده وإعادة فتح المسرح القومي مرة أخرى ،مضيفاً بان المسرح القومى قد شكل ذاكرة المسرح المصرى فهو تاريخ حافل بالأعمال المجيدة ، وتمنى أن تفي بعض الجهات التي تحدثنا معها بشأن دعم وتطوير المسرح القومي لكي يعود بمثابة منارة فكرية وثقافية وحضارية وانسانية تطل علينا من قلب القاهرة ، وأكد عرب على أن من أولويات وزارة الثقافة هى إعادة المسرح القومى مرة أخرى.
جاء ذلك خلال افتتاح د.محمد صابر عرب وزير الثقافة و صلاح المليجى رئيس قطاع الفنون التشكيلية معرض الراحل زكريا الخناني والفنانة عايدة عبد الكريم والدارسين بعنوان " فن تشكيل الزجاج حرارياً" وذلك بمركز الجزيرة للفنون والذى يستمر حتى 12 سبتمبر الجارى ، حضر الافتتاح محمد دياب رئيس الادارة المركزية لمراكز الفنون ، وأحمد عبد الفتاح رئيس الادارة المركزية لشئون المعارض ، ويشتمل المعرض على 4 قاعات إحداهما لزكريا الخنانى ، والثانية للفنانة عايدة عبد الكريم والثالثة لمها عبد الكريم والرابعة للدارسين وعددهم 24 .
وعلق عرب على أن وزارة الثقافة قد تدخلت لانقاذ مهرجان القاهرة السينمائي ولخدمة الفن والسينما المصرية بعد أن كان معرضا لمشاكل وموضوعات قضائية في المحاكم تكاد أن تلغية هذا العام وتخرجه من السباق الدولي ، وأكد بأنه كان من الضروري أن يقام المهرجان هذا العام لآسباب سياسية واقتصادية واجتماعية وفنية لنؤكد للمصريين و العالم كله بأنه قد آن الأوان لكي تعود مصر الي بهجتها وعبقريتها وآداء رسالتها خاصة في مجال السينما ، واشار عرب بأننا لم نتدخل لأخذ حقوق احد ، فنحن جبهه واحدة ولسنا جبهتين ، ودعا العاملين في جمعية يوسف شريف رزق الله بالعمل معا تحت مظلة الدولة المصرية ووزارة الثقافة المصرية التي كانت تقيم المهرجان منذ 32 عاما .
واضاف صابر أن وزارة الثقافة كانت تقيم المهرجان كل عام ، ولكن هذا العام رأي وزير الثقافة الأسبق أن يقيمه المجتمع المدني ، فلا بأس من ذلك ،ولكن عندما حدثت مشكلة تعرض المهرجان للتوقف هذا العام ، فلابد من تدخل الوزارة لانقاذه ، مشيرا بأن القضية ليست قضية اشخاص، ولكن القضية في أن الوزارة تقيمه وتستعين بمن تشاء للدعم والدور الفني والاداري،ودعا كل من لديه الفكرة والخبرة أن يتقدم للاستعانة بهم،فمهرجان هذا العام مختلف ، ومن المحتمل أن يحمل قيمة رمزية أكبر عقب الثورة فهو يحمل رسالة ووظيفة، بحكم أننا خارجون من الثورة ومازلنا في الثورة ، وسيخرج بالصورة اللائقة ، و سنضغط الأيام لتكون سبعة ايام بدلا من عشرة ايام ، وستقام كل فعالياته في دار الأوبرا المصرية ومسارحها والهناجر والابداع ، لكي يكون هناك نوع من الكنترول أو السيطرة علي المهرجان هذا العام ، متمنيا أن يكون في وقت أقل و تكثيف أكثر ورؤية فنية جديدة ، ومن العام القادم سنضع الشروط لمشاركة الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني ، ولكن سوف نقيم المهرجان بكل صعوباته وظروفه التي يواجهها وهو بمثابة رسالة الي العالم ورسالة الي المجتمع وكل الناس أن مصر مُصرة علي أن تواصل ديمقراطيتها وتواصل التنمية وعودة الحياة وعودة الأمن .
كما أكد وزير الثقافة بأنه ضد فكرة أن يُهان شخص أيا كان فنانا أو مواطنا عاديا أو رجل دين، فالاسلام نفسه ضد التجاوز، ولا يجوز أن يتجاوز أحد علي احد باي صيغة وخاصة من رجل الدين واشار الي أن ربنا في كل الآيات القرآنية خاطب الكفار قبل أن يخاطب المسلمين بلغة وخاطب المسلمين بلغة ، فلغة الأديان تدعو الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، و نحن نريد أن نستعيد روحنا السمحة الشفافة ونتناصح مع بعضنا بالحسني.
كما أعرب عرب عن انبهاره بمعرض فن تشكيل الزجاج حراريا ، متمنيا الا يندثر هذا الفن وهو الدور الذي تحرص وزارة الثقافة وقطاع الفنون التشكيلية علي القيام به ، فالمعرض مختلف في مضمونه وفكرته ووظيفته وتفاصيله الفنية فهو عبقرية متفردة ينفرد بها المصريون يستخدم فيها الفنان قطع الزجاج بأشكال وأنواع مختلفة ،فالعبقرية تكمن في الفكرة واستخدام الألوان والزجاج ويناشد عرب القائمين في قطاع الفنون التشكيلية أن يهتموا بهذا النوع من الفن العبقري لأنه يختلف عن معظم المعارض التي نشاهدها فهو متحف متخصص ذو طبيعة مختلفه
مؤكدا بأن ما نشاهده اليوم هو دليل علي أن المصري العبقري سيبقي عبقري، المصري فنا وثقافة ومعرفة وخصوصا الفن ، فالفن بهذا التنوع والثراء هو العامل المشترك في الثقافة و العقلية المصرية والذاكرة و التاريخ المصري والقيمة الناعمة التي اكسبت مصر كل هذه القدرة الهائلة علي المستوي المحلي والآقليمي والعالمي ، لذلك فالعالم كله يحترمنا لفننا ، وليس لاقتصادنا أو لأننا دولة غنية ولكن لأننا دولة تمتلك مثل هذه العبقرية المتفردة في العالم ، تحية لكل يد رقيقة فنانة رائعة امتدت لكي تصنع هذه العبقرية في هذا المكان العبقري.
واشار صابر الي أنه ولأول مرة يري متحفا بهذه القدرة من الروعة والعبقرية وذلك ليس بعيدا عن المصريين فهو جيل الرواد ، آملا بأن يحتذي الشباب والمبدعين الجدد حذو هذه المدرسة الفنية التي أنتجت هذا العمل الفني الرائع ، ويأمل بأن تتكرر مثل هذه المعارض ، وأن يكون هناك أجيال من الشباب ينهمون نفس هذه المدرسة ، وفي النهاية تبقي العبقرية المصرية والفن المصري والفنان المصري هو صانع الحضارة والتاريخ .
وأوضح المليجي بأن مدرسة الخناني هي مدرسة متفردة في انتاج النحت الزجاجي الذي يعتمد علي صناعة قالب من الجبس يتم فيه صب الزجاج ويعتمد علي الخبرة الطويلة بالتقنيات المختلفة التي من شأنها أن تثري السطح والكتلة بملامس مختلفة وبألوان متعددة ، وأضاف المليجي بان زكريا الخناني بدأ كخريج طيران ثم اتجه الي الفن هو وزوجته د . عايدة عبد الكريم وهي من أوائل النحاتات المصريات وقد تم تطوير متحف الخناني من خلال قطاع الفنون التشكيلية علي مرحلتين والتي ستنتهي عمليات التطويرمنه الشهر القادم ، بالاضافة لاقامة ورش لتعليم فن الزجاج باشراف د. عايدة مع بعض الدارسين والذي يستقبل طلاب كلية التربية الفنية والتطبيقية وكذلك الراغبين في تعلم فن الزجاج من الجمهور ، مشيرا بأن معرض اليوم هو نتاج اعمال الخناني وتلاميذه احتفالا بذكراه .
و أشارت الفنانة عايدة إلى أن الفنان زكريا الخنانى هو فنان مبدع وباحث رائد جمع بين الفن والعلم ، كما أنجز إبداع فنى مصرى أصيل يتواصل مع ما خلفه القدماء المصريون ، وأسس و أقام متحفاً و مركزاً يضم أعماله ليستنير ويستفيد منها المهتمون والدارسون على أساس تعليمى وفنى وتقنى كمؤسسه ترسى التواصل والاستمرار لهذا المجال الفنى الجديد القديم ، والذى تفرضه مرحلة التقدم العلمى والبحثى حالياً فى كل مجالات الحياة ، وكان أحب طرق التشكيل إليه هى التقنية المصرية القديمة بطرقها الثلاثة ، وأكدت عايدة أن زكريا كان له دوراً هاماً مع الطبيعة متأمل فى شتى مظاهر الكون ولاغرابة فى ذلك ، فقد نشأ وعاش حياته مصاحباً لوالده مفتش الأثار بالكرنك ، فعاش الحضارة الفرعونية منذ طفولته وصباه ، فقد كان لوالده الأثر الكبير فى تعلق زكريا بمصريته التى أتسم بخصائصها كالدقة والإتقان والقوة والصلابة والرقة والسمو والسكينة واالشفافية .
يضم معرض الفنان زكريا الخنانى 80 قطعة فنية تعبرعن مجالات كونية كالطيور والاسماك ، وهذا جزء من اللوحات الموجودة بالمتحف ، كما تشاركه الفنانة د.عايدة عبد الكريم زوجته – استاذة النحت بكلية التربية الفنية جامعة حلوان العمل بخامة الزجاج ، قامت بتعليم مجموعة من الطلاب تقرب من الثلاثين يشاركونها المعرض ، ويضم معرضها 35 عملاً فنياً يعبر عن مظاهر الطبيعةالمختلفة ،كما يضم معرض ، مها عبد الكريم حوالى 20 عملاً فنياً وهو مجال جديد فى تشكيل الزجاج الذى يعتمد على تركيبات نحتية لها عمق وأصالة تعكس قيم العمارة ، وتعتبر إضافة لمفاهيم وقيم النحت المعاصر مستخدمه التكنولوجيا الحديثة " الليزر " كما استخدمت مفردات زجاجية وقطع غير مكتملة من أعمال الفنان زكريا الخنانى ،أما معرض الدارسين يضم 75 عمل ، يعبر فيها عن فكره واسلوبه فى التقنية .