تحولات سلبية لافتة غزت الشخصية المصرية خلال العقد الأخير,زادت وطأتها بعد ثورة يناير حيث أصبح الغلو والتطرف السمة الغالبة على «كاركتر» أو ملامح الشخصية المصرية سواء بالميل إلى التعصب فى فهم الدين والفكر السياسى والثقافى أو الجنوح والجموح فى التحرر وتقليد الغرب بلا عقل أو مواءمة واقعية. حين تقتفى آثار بعض الأحداث التى انتهكت السلام الاجتماعى مؤخرا ستدرك أن مجتمعنا قطع شوطا كبيرا فى طريق المهالك,خذ عندك مثلا التهاب الفتنة الطائفية باستمرار مع كل عارض تافه مثل لعب الأطفال فى الشوارع أو قصة حب بين مراهقين,فقد اندلعت 3 أحداث فتنة كبرى منذ مايو الماضى ناهيك عن حالات التربص اليومية التى وطأت حتى مضمار الرياضة بعد شكوى لاعب قبطى ناشيء من استبعاده من اختبارات النادى الكبير لأسباب عقائدية على حد قوله ! لم تسلم الرياضة من لمساتنا الخاصة,فالبصمة المصرية فى التعصب أصبحت عنوانا عريضا فى المباريات والمحافل الدولية خذ عندك مثلا لاعب الجودو المصرى الذى رفض مصافحة خصمه الإسرائيلى وأمعن فى شططه بعدم مبادلته التحية الرسمية للعبة ظنا منه أنه ينتصر للإسلام وذهب به خياله متصورا أنه فى طريقه إلى عملية انتحارية,هذا اللاعب يعبر تماما عن إشكالية التعصب الدينى ولا يقل عنه جموحا وغلوا نفر من جماهير الكرة لا تتردد فى إحراق البلاد إذا خسر فريقها بطولة.وكان من نتيجة التحولات السياسية والاقتصادية التى قسمت ظهور المصريين تشتت أفكار قطاع كبير منهم واهتزاز إيمانهم ووازعهم الدينى حتى أصبح التعصب للغرب سمة للبعض ومبعثا للانعزال عن مجتمعهم الشرقى، والسعى لإقامة كيانات اجتماعية تعبر عنهم ولا ينفصل عن ذلك ماتحمله الصحف من أخبار حوادث لم نسمع عنها من قبل أبطالها من المهووسين بالغرب ومايصدره من ثقافات وانفتاح بلا سقف. التناقض والازدواجية,الشك والتوجس,الميل لتبريرالأخطاء بلا منطق, تجاهل العلم فى التفكير,كلها بقاع سوداء تكاد تخفى الثوب الأبيض الناصع الذى كان يميز الشخصية المصرية فى سالف العصور,ترى إلى أى طريق ستكمل تلك الشخصية مع بدء الإصلاحات الاقتصادية القاسية التى أعتقد أنها ستجهز على ماتبقى من نقاء المصريين ! لمزيد من مقالات شريف عابدين