النائبة أميرة أبوشقة تعترض على تعديلات المادة 105 وتنسحب من الجلسة العامة للبرلمان    "الزراعة" تنتهى من فحص تقاوى البطاطس ل "العروة الشتوية التصديرية"    مجلس النواب يحيل 9 اتفاقيات و5 مشروعات قوانين للجان المختصة    إحالة مديرى ومهندسى وفنيى 4 إدارات فى المرج والسلام للنيابة.. اعرف السبب    محافظ شمال سيناء يستقبل وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية    ترامب يهدد فنزويلا بضربات برية بعد تفويض عمليات CIA السرية    مصطفى الفقى: مصر دولة صامدة توظف دورها الريادى لخدمة قضايا الأمة العربية    الدوري يعود غدا ب3 مواجهات قوية في الجولة ال11    خالد مرتجي: وجود ياسين منصور مكسب كبير للأهلي.. وميزانية النادي تخطت ال8 مليار جنيه    حسام عبد المجيد ورمضان صبحى.. حقيقة الصفقة التبادلية بين الزمالك وبيراميدز    علي جبر: بيراميدز لا يشبع بطولات.. وسنقاتل لحصد السوبر الإفريقي    وزارة التضامن تتواصل مع عم فوزى صاحب حادث السقوط من أتوبيس الدقهلية    بيان عملى وتوعية ميدانية.. الحماية المدنية تستقبل طلاب مدرسة بالمنوفية    الداخلية تضبط قضايا غسل أموال واتجار بالمخدرات ب375 مليون جنيه    ختام الدورة السادسة من مهرجان بغداد الدولي للمسرح.. اليوم    قافلة شاملة بالواحات.. الكشف بالمجان والقضاء على قوائم انتظار عمليات اليوم الواحد    إنقاذ مصابة بسوهاج.. ماذا يحدث للجسم عند تعرضه للدغة عقرب وما الإسعافات    الضابط الذى استشهد واقفًا.. قصة حازم مشعل شهيد الواجب بوادى النطرون    مجلس النواب يوافق على قبول استقالة النائب عبد الهادى القصبى    الحكومة: الانتهاء من كل الاستعدادات لافتتاح المتحف المصرى الكبير خلال أيام    عمرو الورداني: مصر قادرة على إطفاء نيران الفتن وصناعة السلام بشرف وعدالة    الذهب يسجل مستويات قياسية جديدة وسط توقعات بخفض الفائدة    ضبط سيدة أجنبية بالقاهرة لإدارتها مسكنًا لممارسة الأعمال المنافية للآداب    وكيل التعليم بأسيوط لمديري الإدارات: انزلوا المدارس وتابعوا الانضباط بنفسكم    التنمية المحلية: بدء استعدادات العمل بقانون قواعد التصرف في أملاك الدولة الخاصة    المنتدى السعودي للإعلام يشارك في معرض MIPCOM 2025    الداخلية تكثف حملاتها لضبط الأسواق والتصدي لمحاولات التلاعب بأسعار الخبز    وكيل النواب يستعرض تقرير اللجنة الخاصة بشأن اعتراض الرئيس على الإجراءات الجنائية    «سيدات يد الأهلي» يواجه «فلاورز البنيني» بربع نهائي بطولة إفريقيا    كيف تصنع تريند في خمس دقائق؟!    اكتشاف كبسولة رصاصية نادرة تحتوي على عملات تاريخية في الإسكندرية    إصابة معتصم النهار خلال تصوير فيلم "نصيب" بالغردقة    انطلاق منافسات ثمن نهائي بطولة مصر الدولية للريشة الطائرة    اتحاد طلاب جامعة أسيوط يكرم الدكتور أحمد المنشاوي تقديرًا لجهوده    سفيرة الاتحاد الأوروبي: توفير المياه يصنع فارقًا حقيقيًا في دعم جهود الدولة المصرية    الصحة: فحص 19.5 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف عن الأمراض المزمنة والاعتلال الكلوي    وزير العمل: المشروعات العملاقة في مصر أدت إلى تراجع البطالة من 13% في 2014 إلى 6.1 % الآن    الأهلي: لا ديون على النادي وجميع أقساط الأراضي تم سدادها.. والرعاية ستكون بالدولار    المؤبد لفران وصاحب مغسلة بتهمة حيازة وترويج المخدرات بالقليوبية    وزير الاستثمار يعقد مائدة مستديرة مع شركة الاستشارات الدولية McLarty Associates وكبار المستثمرين الأمريكين    الأولى من نوعها.. جامعة أسيوط تنجح في أول جراحة باستخدام مضخة "الباكلوفين" لعلاج التيبس الحاد بالأطراف    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 16اكتوبر 2025 فى محافظة المنيا    شوقي علام: سأنضم للجنة الشئون الدينية بالشيوخ لمواصلة الجهد الوطني في مجال الدعوة    جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 24 فلسطينيا في الضفة    حلقات ذكر ومديح وانشاد في الليلة الختامية لمولد "السيد البدوي" بمدينة طنطا    بعد توقف 7 سنوات.. انطلاق الدورة الرابعة من معرض الأقصر للكتاب    حصاد زيارة الشرع لروسيا.. ومصير الأسد في يد بوتين    الصحة تنصح بتلقي لقاح الإنفلونزا سنويًا    «ممنوع عنها الزيارة».. عمرو ياسين يكشف تطورات الحالة الصحية لزوجته    التحالف الوطني يستعد لإطلاق قافلة دعم غزة 12 لدعم الأشقاء في فلسطين    سياسي ألماني: نزع سلاح حماس شرط أساسي لتحقيق السلام في غزة    ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك».. تنظيم قوافل دعوية بالفيوم تناقش «مخاطر التحرش وآثاره»    كوريا الجنوبية.. عودة خدمة "يوتيوب" للعمل بشكل طبيعي بعد انقطاع مؤقت    ترامب يعتزم لقاء مودي خلال قمة آسيان    دوري المحترفين.. «وي» يواجه الترسانة في الجولة التاسعة    مشكلة الميراث    بعض المهام المتأخرة تراكمت عليك.. حظ برج الدلو اليوم 16 أكتوبر    .. ورضي الله عن أعمال الصالحين الطيبين لاغير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نحو مساندة حقيقية للدولة المصرية قرض الصندوق.... المخاض الصعب
نشر في الأهرام اليومي يوم 21 - 08 - 2016

لنا تاريخ اقتصادى غريب مع صندوق النقد الدولى ومؤسسات التمويل الدولية ولا يخلوا هذا التاريخ من مواقف ومحطات ذات دلالة وهى محطات عشرية بمعنى أنها تتجدد مع كل عقد منذ السبعينيات مع أول لجوء لمصر لصندوق النقد الدولى.
فى عهد الرئيس السادات وكان ذلك أول تعاون لمصر مع الصندوق ثم تجربة الثمانينيات وكانت من التجارب الفاشلة حيث لم تحقق نتائج ايجابية تذكر، أما تجربة التسعينيات والتى صاحبها برنامج اصلاح اقتصادى طموح فقد حققت بعض النتائج الايجابية التى لم تستمر طويلاً ، أما تجربة عام 2004 وما بعدها فقد كانت أنجح التجارب فى التعاون مع الصندوق خاصة مع وجود حكومة فى السنوات التالية ذات طابع اقتصادى وذات قدرة على تنفيذ برنامج إصلاح جاد مما أدى إلى زيادة الصادرات وارتفاع معدلات السياحة وزيادة تدفقات رأس المال الأجنبى المباشر وغير المباشر وتراجع معدلات التضخم وانخفاض نسبة العجز فى ميزان المدفوعات وتراجع عجز الميزانية هذا كله مع تحقيق نسبة نمو عالية وصلت إلى 7% فى بعض السنوات..
وبغض النظر عن تقييم آثار التجربة وما صاحبها من خلل فى توزيع عوائد النمو ومكتسبات برنامج الإصلاح الاقتصادى مما أدى إلى حدوث مشكلات اجتماعية عميقة كانت أحد الأسباب المباشرة فى موجة الثورات التى شهدتها مصر منذ 2011.. بغض النظر عن كل ذلك سوف نجد أنها تجربة ثرية وناجحة اقتصادياً..
واليوم ومع إعلان الحكومة عن سعيها لاقتراض أكثر من 22 مليار دولار منها 12 مليار من خلال مفاوضات مباشرة مع صندوق النقد الدولى والباقى من مؤسسات تمويل دولية متنوعةيتجدد الحديث حول أهمية القرض من عدمه رغم أن جميع المؤشرات الاقتصادية تجعل القرض ضرورةحتمية فمن ناحية نجد أن نسبة العجز فى الموازنة قد تفاقمت لأكثر من 12% وانخفضت عوائد الصادرات المصرية لأكثر من النصف وانهارت عائدات السياحة وانخفضت تحويلات المصريين من الخارج وأصبح لدينا سعرين للعملة احدهما رسمى بالبنوك والآخر غير رسمى فى السوق السوداءوبفارق وصل الى اكثر من 40% وعادت من جديد قيود الاستيراد ولو باجراءات مختلفة هذه المرة وارتفعت معدلات التضخم بصورة غير مسبوقة لتصل إلى ما يقرب من 15% فى النصف الاول من العام الحالي..
هذه المؤشرات تجعل قرض صندوق النقد الدولى حتمى ليس لأهمية القرض فى حد ذاته ولكن لأن الاقتراض سيفرض على الحكومة سواء ذاتياً أو من خلال الصندوق تطبيق برامج إصلاحية تضمن زيادة معدل النمو وعلاج فعلى لعجز الموازنة وإجراءات جادة لجذب الاستثمار الأجنبى وبالتالى زيادة معدل الاستثمار بصفة عامة المباشر وغير المباشر وخفض الإنفاق الحكومى وخفض معدلات التضخم فالعمل المشترك مع الصندوق سوف يضمن تحقيق نتائج ايجابية.. فالقصة ليست فى رقم القرض أياً كان ولكن فى السياسات والبرامج التى سيتطلب حصولنا على القرض تنفيذها مع متابعة صارمة ودورية من صندوق النقد الدولى بما فيها بالطبع تعويم الجنيه ولو جزئياً أو على مراحل وهو الدواء المر الذى لا بد منه وصولاً لعلاج دائم وفعال للأزمة الاقتصادية الراهنة..
وهذا الدواء المر لا بد منه ولا بد ان يفهم الجميع أن عصر التمويل المجانى أو رخيص التكلفة قد انتهى أو على الأقل لم يعد ممكناً كما كان وقت تدفق المساعدات الخليجية على الاقتصاد المصرى بعد 30 يونيو والتى تم توجهيها لعلاج عجز الموازنة وسد الاحتياجات الأساسية دون أى خطط تنموية..
وبالطبع فإننا ننتظر فترة مخاض صعبة حتى يمكن تحقيق هذه الأهداف على أرض الواقع خاصة وأن الآثار السلبية على المجتمع المصرى سوف تكون شديدة الوطأة على المدى القصير وان كانت ايجابية على المستوى البعيد وهو ما يحتاج من الحكومة أن تتبنى سياسات اجتماعية مصاحبة لبرامج الاصلاح الاقتصادى يكون من شأنها حماية الشرائح الفقيرة وخاصة محدودى الدخل والأشد فقراً وهو ما لا يتعارض بالمناسبة مع تطبيق البرامج الاصلاحية اقتصادياً خاصة اذا ما احسن تطبيقه..
ومطلوب أيضاً المزيد من الشفافية والمشاركة مع المجتمع ورجال الأعمال بشأن تفاصيل المفاوضات مع صندوق النقد الدولى وتفاصيل برامج الاصلاح الاقتصادى وتطبيقاته الحالية والمستقبلية وآثاره المتوقعة على كافة اوجه النشاط الاقتصادي..
وأعتقد أن انتهاج سياسة المصارحة والمكاشفة فيما يتعلق بالوضع الاقتصادى كله وليس فقط مفاوضات وملابسات قرض الصندوق أمر حتمى حتى يمكن التخلص من التابوهات الموروثة والتى يعتبر مجرد إثارتها من الكبائر الاقتصادية رغم أنها قد تكون العلاج أو الحل أو ربما جزء منه منها مثلاً تابو قضية تعويم الجنيه وتحريك سعر العملة وتابو الاقتراض من الخارج وتابو الإصلاح الاقتصادى المراقب خارجياً وتابو الوظيفة الحكومية وغيرها من القضايا التى تدخل فى باب الخطايا التاريخية بحكم موروثات ثقافية وذهنية لم تعد تناسب روح العصر وطبيعته ولم تعد ملائمة مع مكونات وحركة الاقتصاد والتجارة الدولية..
هنا المصارحة والمكاشفة ضرورة لمواجهة هذه الكبائر والتخلص من عقدها التاريخية وصولاً لفهم مشترك ولتكوين رأى عام مساند للحكومة وللدولة المصرية فى سعيها لتحقيق نجاح وانطلاق اقتصادى حقيقى ومستدام..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.