انتابت الشارع المصرى حالة متقدمة من الكمد وهو يتابع ما ينشر عن فساد منظومة القمح، وأن الحجم الذى تكشف حتى الآن يشير إلى سرقات بمئات الملايين من الجنيهات، ويبلغ الكمد أقصاه عندما علم أن المنظومة تضم عددا هائلا من كبار وأكابر المسئولين فى وزارات متعددة، ومعظم هؤلاء من الميسورين أو الميسورين جدا. وبالرغم من الثروات التى جمعوها والنفوذ الذى حازوه، سقطوا فى مستنقع الفساد، واغترفوا من المال الحرام كل هذه الملايين. وإذا كانت تقارير اللجنة البرلمانية والرقابة الإدارية قد حملت اتهامات لأسماء بعينها، وازاحت الستار عن الفساد والسرقات فى أماكن تم تحديدها، فان هناك مئات المواقع لم يمتد نشاط اللجنة البرلمانية أو الرقابة الإدارية لها، وبالتالى لم تشملها التحقيقات، فهل سيقتصر الأمر على ما تم كشفه، أم أن العمل سيتواصل إلى تتم تغطية كل مواقع تسلم القمح فى مختلف محافظات مصر؟ وهل ستتعمق التحقيقات سعيا وراء كل المتورطين ومن توهموا أنهم حماتهم؟ ان القضية تحولت إلى قضية رأى عام، كما أنها قضية نالت اهتمام البرلمان والأجهزة الرقابية، وبالتالى فان الشارع المصرى يتطلع إلى طمأنينة تطفىء نيران الكمد الذى عاش تحت وطأته. ويرتبط بقضية فساد منظومة تسلم القمح، منظومة فساد أخرى أبطالها سراق بطاقات صرف الخبز، فهناك اتهامات طالت كثيرين ابتداء ممن اعدوا بطاقات لمستهلكين وهميين وغيرهم ممن شاركوهم فى هذه الجريمة التى كلفت الخزانة مئات الملايين أو المليارات من الجنيهات مثلما قال أحد النواب الذين تابعوا هذه الجريمة. فهلوة أوليمبية بدأت فضائح البعثة الأوليمبية المصرية مبكرا، ولكننى سأتوقف أمام فضيحتين أولاهما تتعلق بلاعبتى الكرة الطائرة الشاطئية. فمن ناحية الشكل كانت ملابسهما غير لائقة لا لأنهما محجبتان بل لافتقاد الزى للأناقة أو التناسب مع اللعبة هذا من ناحية الشكل، أما من ناحية المضمون، فاللاعبتان لا علاقة لهما بهذه الرياضة، ومن المؤكد أنهما لم يلعبا من قبل أى مباراة فى كرة الفولى الشاطئية فالأداء بطيء ومتثاقل والمرونة لا وجود لها. وإذا كانت اللجنة الأوليمبية مسئولة عن سوء اختيار ملابس البعثة الرياضية ككل ومن ذلك ملابس اللاعبتين فان اتحاد الكرة الطائرة واللجنة الأوليمبية يتحملان مسئولية سفرهما واشتراكهما فى لعبة لا يعرفان عنها شيئا. ومن المعروف أن هناك دائما جانبا سياحيا فى اختيار البعض للانضمام للبعثة الأوليمبية، وكان النموذج الأكثر وضوحا ما اقدم عليه الدكتور عبدالأحد جمال الدين عندما كان مسئولا عن الشباب والرياضة بدعوة عدد كبير من ابناء وبنات الكبار والأكابر للانضمام للبعثة المشاركة فى دورة لوس أنجلوس الأوليمبية. فالكل فى الاتحاد المسئول واللجنة الأوليمبية كانوا يعلمون بالنتائج السيئة والقاسية والتى لا يمكن احتسابها فى إطار التمثيل المشرف، وهو التبرير الجاهز لسوء النتائج، ومع ذلك وافقوا على سفرهما، فلماذا؟ ومن يتحمل مسئولية هذه الفضيحة؟ والفضيحة الثانية، وترتبط ارتباطا وثيقا «بالفهلوة» المنتشرة مصريا أو «بالسبهللة» التى يفضلها البعض كسلوك وأسلوب حياة. فقد فوجىء الحكم بلاعب جودو مصرى يدخل إلى الحلبة وهو يرتدى بدلة لا تحمل الرقم الخاص به ولا اسم الدولة التى ينتمى إليها، وهذا مخالف تماما لقواعد اللعبة وشروطها، وعندما سأله عن هذا الخطأ قال انه لم يكن يعرف فاستبعده. وعندما سئل كبير المسئولين الأوليمبيين قال ان المدرب «راحت عليه نومة». اللاعب تصور أن الخطأ سوف يمر وسيسمح له الحكم بالاشتراك فى المباراة، وفقا لقاعدة «عيل وغلط» أو قاعدة «وفيها ايه يعنى إذا كانت البدلة لا تحمل اسم مصر ولا رقم اللاعب؟» وفضيحة أخرى بطلها معلق رياضى لا أدرى إذا كان اسمه «أبوالعريف» أم «أبوجهل» فاثناء تعليقه على مباراة رفع الأثقال وزن 69 كيلو جراما للسيدات وجد أن اسم الرباعة الأرمينية نازك، فخدعه الاسم فقال ان أرمينيا دولة إسلامية، لقد أراد تعريف المشاهدين بأنه مثقف ويعرف فوقع فى الخطأ الفضيحة، حيث أكد أنه لا يعرف شيئا عن ذبح الأتراك للأرمن من خلال الحرب العالمية الأولي. لمزيد من مقالات عبده مباشر