الطائفة اليهودية فى فرنسا هى الأكبر فى أوروبا ويقدر عدد أفرادها بحوالى نصف مليون يهودى، لذا تسعى إسرائيل جاهدة لتهجيرهم إليها ، وفى العام الحالى هاجر لإسرائيل 1923 يهودى فرنسى بالمقارنة ب 3780 هاجروا إليها فى الفترة من يناير حتى يوليو 2015 والسبب الرئيسى لقلة عددهم هذا العام يرجع كما تقول وسائل الاعلام الاسرائيلية إلى موجة الإرهاب، فحوالى 200 يهودى فرنسى هبطوا فى مطار بن جوريون يوم 18 يوليو الحالى جاءوا على متن رحلة طيران خاصة نظمتها الوكالة اليهودية بالتعاون مع وزارة الهجرة والاستيعاب وعند هبوطهم من الطائرة كان فى استقبالهم بالمطار رئيس الوكالة اليهودية ووزيرة الهجرة الاسرائيلية صوفاليندبار ووزير الداخلية آرييه درعى ، ومن المتوقع ان يزداد عدد المهاجرين اليهود من فرنسا هذا الصيف . وتقول صحيفة معاريف ان المعطيات الرسمية التى وصلت إليها تثير القلق ففى عام 2016 قل عدد المهاجرين عن العام الذى سبقه بنسبة 49% وترجع الصحيفة سبب ذلك إلى موجة الارهاب الحالية التى تضرب فرنسا والتى أدت إلى خوف اليهود من مغادرة دولة يضربها الارهاب إلى دولة أخرى تعيش فى قلاقل، وهذا رغم ان الضربات الارهابية فى فرنسا وغيرها من دول اوروبا غير موجهة لليهود بل موجهة لكل المواطنين بشكل عام . مساعدو وزيرة الهجرة الإسرئيلية من جانبهم يتوقعون زيادة معدل هجرة يهود فرنسا إلى إسرائيل مع نهاية هذا الصيف لتنخفض الفجوة بين العام الحالى والماضى إلى 20% فقط وتتوقع الوكالة اليهودية أن يهاجر إلى إسرائيل خلال هذا الصيف حوالى خمسة آلاف يهودى فرنسى وهم على قناعة أى الوكالة اليهودية انه لا يوجد يهودى فرنسى لا يفكر فى الهجرة إلى إسرائيل. وهناك مزايا تقدمها وزارة الهجرة لتشجيع اليهود على الهجرة منها مساعدة كل أسرة ب 800 شيكل شهريا فى إيجار السكن واستيعاب اطفال المهاجرين مجانا فى دور الحضانة. والأمر لا يقتصر على يهود فرنسا فقط فالحكومة الإسرائيلية بالتعاون مع الوكالة اليهودية تسعى لتهجير يهود العالم خاصة الغربى إلى الدولة العبرية وتسلك فى سبيل ذلك طرقا عديدة آخرها تنظيم برنامج خاص باسم «رحلة» للاقامة لفترة معينة فى الدولة العبرية لتشجيع يهود أوروبا خاصة الشباب على ترك دولهم والهجرة إلى إسرائيل. لكن يبدو أن طريقة تفكير الشباب تختلف عن طريقة تفكير الآباء والامهات فمن يخططون لعملية التهجير لديهم إشكالية وهى رفض كثير من الشباب اليهودى ترك الدول التى نشأوا فيها للانتقال للإقامة فى إسرائيل، وقد طرحت صحيفة معاريف سؤالاً يقول: لماذا يرفض جيل الشباب اليهودى فى اوروبا الهجرة إلى إسرائيل؟ وكتبت الصحيفة تقول ان هؤلاء الشباب الذين تعرضوا لموجة من الكراهية أو ما يسمى بمعاداة السامية فى الغرب صرحوا بأنهم لا يرون سبباً منطقيا يدفعهم لترك اوروبا. وهو ما دفع بعض خبراء إسرائيل للمطالبة بضرورة تطوير وسائل الجذب ووضع خطة هجرة تهتم بالاحتياجات الفعلية للمهاجرين فلا يمكن الادعاء ان احداً يعانى فى اوروبا فالحياة هناك اكثر راحة من اسرائيل . الصحفى اليهودى بمجلة أتلانتك جيفرى جولدبرج نشر تحقيقا صحفيا بعنوان «هل اليهود فى حاجة إلى مغادرة أوروبا»؟ استطلع فيه رأى العديد من الشباب اليهودى حول مستقبلهم كيهود وجاءت إجابة أحدهم وتدعى ياعيل لوبيز ياقطين 25 سنة من هولندا كالتالى: مستقبلى يمكن ان يكون فى امستردام أو فى تل ابيب لكن هذا لا يتعلق بمعاداة السامية انا ساختار المكان الذى احبه فأنا يهودية وهولندية لذا سأظل فى هولندا ولن اغادرها وإذا كان الآخرون يريدون الهجرة فهذا شأنهم، أما بورشا لوكوش 28 سنة من بودابست بالمجر فتقول انها مستعدة للخيارين وهما إما الهجرة إلى إسرائيل أو البقاء فى المجر، وإذا قررت الهجرة لاسرائيل فإن هذا لن يكون بسبب ما يسمى بمعاداة السامية أما مارك توملينسون 24 سنة من بريطانيا فيقول انه لا يشعر بأى قلق وانه يخطط للبقاء والحياة فى بريطانيا لأنه يحيا حياة جيدة للغاية فى بريطانيا وانه لا يرى سبباً يدفعه لمغادرتها أو مغادرة اوروبا. ويعلق جيفرى جولدبرج على ذلك بقوله : اعترف بان إجابات الشباب كانت مفاجأة لى ليس هذا فقط بل ان احاديثى مع بعض الاسر اليهودية فى اوروبا اكدت انهم أيضا لا يرغبون فى الهجرة إلى إسرائيل خاصة من يعيشون فى دول مثل بلجيكا والسويد والدانمارك . وقد طرح مسئولو برنامج رحلة سؤالا على الشباب المشاركين فى البرنامج وهو هل يوجد مستقبل لليهود فى الدول التى تعيشون فيها ؟ لوبيز ياقطين قالت نعم يوجد مستقبل للطائفة اليهودية فى امستردام وهو نفس ما ذهب اليه توملينسون حول يهود بريطانيا فالحكومة البريطانية على حد قوله تحافظ على حقوق اليهود فيها وهو نفس ما أكدته لوكوش حول يهود المجر حيث تقول ان هناك مائة ألف يهودى يعيشون فى المجر اليوم لا يشاركون فى نشاط الطائفة اليهودية وعدد كبير منهم لا يعلم عن جذوره اليهودية شيئاً وهو عكس ما ذهب اليه الدكتور ديف ميمون وهو باحث فرنسى من أصل يهودى حيث يرى انه خلال 15 عاما سيهاجر 50 % من يهود أوروبا بسبب ما يسمى معاداة السامية فلا يوجد مستقبل جيد لليهود فى اوروبا .