2 - منعا لأى التباس أؤكد أن ثورة يوليو حدث عظيم وأنه مهما قيل عن أنها واصلت لسنوات طويلة الانتصار للشرعية الثورية ولم تعط اهتماما كافيا للشرعية الدستورية فإن الإنصاف للحقيقة يحتم الاعتراف بأن الشعب لم يخاصم للحظة مبادئها العظيمة وظلت أحلامها حية وملهمة يعكسها الالتفاف الجماهيرى حول قيادتها فى الانتصارات والانتكاسات على حد سواء. وليس من المبالغة أن أقول: إن ثورة يونيو 2013 جاءت لتؤكد أن ثورة يوليو 1952 مازالت موجودة ومبادئها مازالت قائمة وأحلامها مازالت ملهمة ولكن بفكر جديد وصياغة جديدة ومنهج جديد يرتكز على تعدد الرؤى وحرية الإبداع تحت رايات الديمقراطية التى كانت من بين المبادئ الستة الأساسية لثورة يوليو ولم تأخذ طريقها للتحقيق لأسباب متعددة بعضها نتيجة لتلاحق تحديات الخارج تباعا. ولست أظن أن أحدا يملك أن يشكك فى ولاء وانتماء جيلى بأكمله لثورة يوليو وهو الجيل الذى تفتحت عيونه على الدنيا مع ثورة يوليو ثم انخرط بأكمله تقريبا فى صفوف القوات المسلحة المصرية عقب نكسة يونيو 1967 ضمن أوسع عملية إعادة بناء للجيش المصرى الذى نال فى زمن قياسى شرف غسل عار النكسة متدرجا من الصمود الوقائى إلى الصمود الإيجابى إلى حرب الاستنزاف ثم إلى مرحلة العبور فى أكتوبر 1973. إن هذه الثورة العظيمة بإنجازاتها العظيمة كانت لها أيضا سلبيات اعترف عبد الناصر نفسه بها بعد نكسة يونيو 1967 وأوردها صراحة فى بيان 30 مارس 1968 وأهمها أن الثورة عجزت عن أن تنشئ تنظيما شعبيا يحمى مبادئها وينتصر لأفكارها ويضمن الاحتفاظ المستقبلى لحلمها ومشروعها. بل إن عظمة عبد الناصر نفسه أنه كان مدركا لهذه الحقيقة ولكن لم تسعفه الظروف وتوازنات السلطة فى أن يستكمل بناء التنظيم السياسى المعبر عن أفكارها. وغدا نواصل الحديث خير الكلام: الود لا يخفى وإن أخفيته .. والبغض تبديه لك العينان! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله