عبدالناصر.. نجومية رغم الرحيل(4) أعتقد أن هذا الحب الجارف لشخصية جمال عبد الناصر واستمرار هذا الحب بهذه الدرجة من العمق وهذا القدر من التدفق رغم مرور41 عاما علي رحيله هو أبلغ رد علي كل الادعاءات الكاذبة سواء من جانب الناقمين عليه بغير حق... أو من جانب من يعتبرونه قديسا وليس بشرا يصيب ويخطيء وينجز ويتعثر! وصحيح أن المشهد الراهن في ربيع الثورات العربية قد أسهم إلي حد كبير في إغلاق كثير من ملفات الجدل التي كانت تثار عن عمد- سنويا- بهدف التشكيك في دور جمال عبد الناصر وقيادته لثورة يوليو حيث قالت جماهير الأمة العربية كلمتها في أنها لا تعرف ولا تعترف سوي بجمال عبد الناصر مفجرا لثورة يوليو التي ألهمت كل الانتفاضات والثورات العربية منذ عام1952 وحتي اليوم... ولكن الأهم من ذلك كله أن ما كشف عنه النقاب من فساد بعض الأنظمة العربية وتورطها في تجاوزات وانتهاكات لحقوق الإنسان يجعل من الذي قيل مماثلا عن فترة حكم جمال عبد الناصر شيئا هينا خصوصا مع القراءة الموضوعية لطول فترة الشرعية الثورية وضخامة التحديات الخارجية وهي قراءة قد تساعد علي الفهم ولكنها لا تعني إخلاء المسئولية وهو ما أقر به جمال عبد الناصر وسعي إلي درئه في محاسبة زوار الفجر قبل نكسة يونيو1967 وفي قضية تجاوزات المخابرات عام.1968 إن النقد حق مشروع بل هو واجب ومسئولية تمارسه الشعوب الحية باستمرار ولكن النقد شيء والافتراء شيء آخر, لأن الافتراء يعني الاختلاق الذي يرتكز إلي الأكاذيب, ويؤدي إلي البلبلة, ويسمم العقول ويزيد من صعوبة العبور من شواطيء الشك وعدم الثقة إلي شواطيء الحقيقة والاطمئنان للغد. ويحسب لجمال عبد الناصر أنه امتلك كل أدوات الشجاعة في بيان30 مارس عام1968 عندما اعترف في معرض حديثه عن نكسة يونيو1967 بوجود سلبيات عديدة أهمها أن الثورة المصرية عجزت عن أن تنشيء تنظيما شعبيا يحمي مبادئها وينتصر لأفكارها ويضمن الاحتفاظ المستقبلي لحلمها ومشروعها. ويقينا فإن عمق مصداقية الرجل وثقة الملايين في حسن نياته ومقاصده النبيلة هي التي أبقته حتي اليوم نجما لا ينازعه أحد في نجوميته السياسية والإنسانية رغم مرور41 عاما علي رحيله. وغدا نواصل الحديث