2 كل المراجع التاريخية والعلمية بمختلف لغات الدنيا تؤكد أن التاريخ الإسلامى والفقه الإسلامى ذاخر ومليء بمواقف عظيمة تؤكد عظمة الإسلام وسماحته وسبقه للجميع فى احترام حقوق الإنسان واحترام حرية العقيدة.. ولعل قصة القبطى مع والى مصر عمرو بن العاص خير شاهد ودليل على أن اختلاف الرعية فى المعتقد الدينى لا يصح أن يكون ذريعة للتمييز بينهم فى الحقوق والواجبات السياسية والاجتماعية والإنسانية وأنه مثلما ضرب ابن عمرو ابن القبطى بالسوط وجب القصاص منه بالأسلوب نفسه وعلى الملأ! وهنا يكون السؤال الضرورى والمشروع: لماذا يتجاهل المتحاملون على الإسلام ما يقول به التاريخ وما رصده كافة المستشرقين عن معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل الكتاب يهودا ونصارى فقد كان يزورهم ويكرمهم ويحسن إليهم ويعود مرضاهم ويأخذ منهم ويعطيهم. ويقول ابن إسحاق فى السيرة: « إن وفد نجران وهم من النصارى لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة دخلوا عليه مسجده بعد العصر فكانت صلاتهم فقاموا يصلون فى مسجده فأراد الناس منعهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «دعوهم فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم» وكان ذلك سنة أراد الرسول عليه الصلاة والسلام أن يستنها لتأكيد جواز دخول أهل الكتاب مساجد المسلمين وتمكينهم من صلاتهم بحضرة المسلمين وفى مساجدهم أيضا إذا كان فى ذلك عارض! والخلاصة أن الإسلام ليس كما يراد تصويره ظلما فى الغرب وإنما هو شريعة دين ودنيا تقوم على تثبيت دعائم العلاقات الطيبة بين جميع البشر لتوثيق التعارف وتبادل المنافع والإسهام المشترك فى تحقيق التقدم والرقى للإنسانية. وكفى متاجرة ومزايدة على الإسلام والمسلمين بشعارات حقوق الإنسان ودعاوى اضطهاد الأقليات لأن ذلك فيه إغفال متعمد إلى أنه فى أرض الإسلام نبتت أول دعوة لاحترام حقوق الإنسان وأول تشريعات صريحة لحماية حقوق الأقليات! خير الكلام: جاء الغياث فدين الله منتصر عالى اللواء وإفك الكذب منهزم! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله