ترك وجدان الدنيا كلها علي ذلك البيان الأسود في ليلهم الأسود حين تطاولوا علي المساس برسول الله صلي الله عليه وسلم، أشرف خلق الله أجمعين، النبي العربي الذي بدأ بدعوته طبقاً لنصوص القرآن الكريم «وأنذر عشيرتك الأقربين» ومنه امتد شعاع شمس الإسلام ليعم العالم أجمعين شرقه وغربه شماله وجنوبه ودق أبواب الصين وسارت أشعة الكون العظيم علي كل محيطات العالم، فكانت رسائله صلي الله عليه وسلم إلي جميع حكام العالم في بلاغة أخاذة إلي حاكم الروم وحاكم الفرس وحاكم الحبشة والمقوقس حاكم مصر مخاطباً إياهم في رحمة قائلاً: «اسلم تسلم»، فكان الإسلام وكانت مبادئه عن الرحمة وعن المساواة وعن الإنسانية جمعاء وعن تكريم الإنسان كأعظم صورة لمبادئ حقوق الإنسانية التي يتغني بها كل مؤتمرات العالم أجمع. محمد رسول الله في ميزان الحق والعدل علي رأس «أهم الشخصيات المئوية وأولهم» كما قال قائل منهم، رسول الله ذلك اليتيم الخالد الذي تكلم عنه برنارد شو في كتابه تحت عنوان «النبي محمد» حينما قرر عبقرية محمد بأنه ذلك النبي الذي إذا ما جلس ذات صباح علي حصيرة والصحراء من حوله استطاع بعبقريته أن يحل مشاكل العالم أجمعين، ونفس الأمر قال به الفيلسوف برتراند راسل عن النبي صلي الله عليه وسلم في طفولته وشبابه وإعلائه صرح المبادئ الإنسانية كافة، والتي يعيش في ظلها كل المواثيق الدولية المعاصرة وافتحوا أبواب ما كتب في كل العلوم الإنسانية وصفاً وتقييماً لعبقرية النبي الهادي الأمين ونحيل فيها إلي ما سجله باقتصار شديد الكاتب العملاق عباس العقاد عن عبقرية محمد صلي الله عليه وسلم، وأيضاً الكاتب العالمي توفيق الحكيم، وقال في كثير من الندوات في قلب باريس حيث كانت دراسته هناك: «محمد رسول الحرية» وبإيجاز شديد كل المواثيق والمعاهدات الدولية كتبت بمياه النور في ضوء التعاليم الإسلامية «ولقد كرمنا بني آدم». ما حدث اليوم وقد تردد صداه بين جميع شعاب العالم وكانت الغضبة الكبري: القبطي قبل المسلم واليهودي قبل المسلم لأن النبي صلي الله عليه وسلم «رحمة مهداة» وعنه وعن النبي صلي الله عليه وسلم قال الأديب العالمي جبران خليل جبران في قلب الولاياتالمتحدةالأمريكية «وهو القبطي» قال: «أنا أسكن محمداً في حشاشتي وأسكن المسيح في الجزء الآخر»: متضامنون علي الجهاد فلا تري إلا مسيحياً يؤازر مسلماً هش المقدس للمؤذن داعياً وحنا الهلال علي الصليب وسلما وفي ضوء هذه المقدمة فإن مؤذن الفجر وهو يؤذن لصلاة الفجر أعلن غضبه واستمعت إليه الدنيا قاطبة ونفس الغضب دقت به أجراس العالم قاطبة. وأتذكر الآن صوتاً آتياً من وراء الزمن عن الوحدة القبلية الأولي التي بدأها النبي وهو يدخل يثرب (المدينة) «وكأنني أسمعها ترتيلاً آتياً من السماء»، الوحدة بين الأوس والخزرج «طلع البدر علينا من ثنيات الوداع أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع جئت شرفت المدينة مرحباً يا خير داع». وبعدها كانت والذي قال قائل منهم وهو يصاحب بفكره «هجرة النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم» وكيف كانت حكايته مع «الغار»: هل دري الغار أن نزيله سيزلزل الأرض بعد نجاته؟ هل دري الغار أن محمداً سيد الخلق (كان) من نزلائه «وإلا تنصروه فقد نصره الله». واندحر من أراد بمحمد صلي الله عليه وسلم وصحبه سوءا.. وأدبروا ووجوه الأرض تلعنهم كباطل من جلال الحق منهزم لولا يد الله بالجارين وما سلما وعينه حول ركن الدين لم يُقم تواريا بجناح الله واستترا ومن يضم جناح الله لا يُضم وآخر دعوانا: لماذا هذا الإفك في هذا الوقت بالذات حينما رأوا الربيع العربي الإسلامي زهوره فواحة في عبق لكل مشاكل العالم؟