من بين أهم الكتب العالمية التى أثارت فى السنوات الأخيرة ضجة نقدية واسعة فى أوروبا وأمريكا كتاب "الفجر الكاذب" «False Dawn» لمؤلفه جون جراى الذى يستهل كتابه بالإشارة إلى أن إنجلترا كان لها السبق فى الأخذ بنظام السوق الحرة وهو ما أدى إلى مولد نمو اقتصادى جديد لم يكن معروفا من قبل أن تتغير فيه أسعار جميع السلع وتتغير معها أسعار الأيدى العاملة استنادا إلى قانون العرض والطلب ودون مراعاة البعد الاجتماعي. ثم جاءت الولاياتالمتحدةالأمريكية لكى تطور من فكرة السوق الحرة وتتجه للأخذ بالرأسمالية الديمقراطية فى إطار هدف أمريكى يقوم على إدماج اقتصاديات العالم المتنوعة فى سوق حرة عالمية واحدة تحمل اسم "العولمة"! ويصف الكاتب هذا الطموح الأمريكى بأنه نوع من "اليوتوبيا" التى لا يمكن أن تتحقق أبدا بل إن الإصرار على ترويجه خارج أمريكا بنفس القواعد والأسس الأمريكية قد أدى إلى إحداث تفكك اجتماعى واضطراب اقتصادى وسياسى فى غالبية دول العالم. بل إن "جون جراي" يشير إلى أن ما حدث فى الصين عند بداية نظام السوق الحرة يثير مخاوف كثيرة بعد أن تحول أكثر من 100 مليون فلاح صينى إلى عمال تراحيل وكذلك ما حدث فى روسيا قبل عشرين عاما من استبعاد عشرات الملايين من سوق العمل وانتشار الفوضى والجريمة! والحقيقة أننى لا أقصد أن أقدم عرضا لما يحتويه هذا الكتاب... ولكن هدفى أن أعرض ما استخلصته من بين سطور الكتاب بمنظور وطنى يتلاءم ويتواءم مع منهجنا المتوازن الذى قد يقبل بمسميات السوق الحرة والرأسمالية الديمقراطية والعولمة وكل سائر الأفكار والمناهج المتطورة ويضع فى الوقت نفسه خطوطا حمراء لا يصح تخطيها أو تجاوزها عندما يتعلق الأمر بالبعد الاجتماعى وحماية مصالح محدودى الدخل. خير الكلام: الفاشلون صنفان.. صنف يعمل دون أن يفكر.. وصنف يفكر دون أن يعمل! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله