فى تحد صريح لموجة الإرهاب الغاشم التى يقودها تنظيم «داعش» الإرهابي، علت تكبيرات العيد فى مختلف أنحاء العالم الإسلامى احتفالا بعيد الفطر المبارك وتأكيدا على وحدة المسلمين فى مواجهة التطرف والإرهاب الذى بلغ المسجد النبوى الحرام. ففى دمشق، أعلن الجيش السورى أمس الذى وافق أول أيام عيد الفطر «نظام تهدئة» لمدة 72 ساعة فى كافة الأراضى السورية. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» بيان الجيش الذى أكد فيه «يطبق نظام التهدئة فى جميع أراضى الجمهورية العربية السورية لمدة 72 ساعة اعتبارا من الساعة الواحدة يوم 6يوليو وحتى الساعة ال24 يوم 8 يوليو 2016». ولم يحدد البيان إن كان نظام التهدئة يشمل أيضا قتال عناصر داعش وجبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة فى سوريا. وللمرة الأولى، أدى الرئيس السورى بشار الأسد صلاة عيد الفطر خارج العاصمة دمشق، تحديدا فى حمص فى خطوة غير مسبوقة فى هذه المدينة الواقعة فى وسط سوريا. والصلاة التى نقلها التلفزيون الحكومى السورى مباشرة، جرت فى مسجد الصفا فى حمص التى يسيطر عليها النظام باستثناء حى فى محيطها يخضع لسيطرة مسلحى المعارضة الذين ابرمت معهم هدنة. والأسد الذى لا يغادر دمشق ولا يظهر علنا إلا نادرا، أدى الصلاة إلى جانب وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد ومفتى سوريا أحمد بدر الدين حسون. وتزامنت هذه التطورات مع تبنى داعش الهجوم الانتحارى الذى أوقع 16 قتيلا عشية عيد الفطر فى حى الصالحية فى مدينة الحسكة فى شمال شرق سوريا. وفى طرابلس، أدى رئيس حكومة الوفاق الوطنى فائز السراج صلاة عيد الفطر المبارك مع نازحى مدينة تاورغاء بطرابلس. ونشر المجلس المحلى لتاورغاء، عبر صفحته ب«فيسبوك»، صورا لرئيس حكومة الوفاق الوطنى فائز السراج، وهو يصلى العيد وأخرى وهو يهنئ المواطنين بعيد الفطر. وفى الوقت ذاته، قدم رئيس مجلس النواب الليبى المستشار عقيلة صالح عيسى التهنئة للشعب الليبى والأمة الإسلامية بمناسبة عيد الفطر المبارك. وقال المستشار الإعلامى لرئاسة مجلس النواب فتحى المريمى إن عقيلة يقدم التهنئة للشعب الليبى العظيم والأمة الإسلامية بمناسبة عيد الفطر المبارك، داعيا إلى»أن يتحقق النصر والتحرير وأن تنعم ليبيا بالأمن والأمان والسلام والاستقرار والتقدم». وفى طهران، حذر على خامنئى المرشد الأعلى فى إيران من أن الإرهابيين يريدون بإيعاز من أسيادهم إحلال «الإسلام الزائف والمختلق» محل «الإسلام الحقيقي»، وذلك فى إشارة إلى التفجيرات الإرهابية التى وقعت خلال الأيام الأخيرة فى العديد من الدول العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن هذه الجرائم هى نتيجة إعداد وتربية الإرهابيين من جانب أجهزة مخابرات أمريكية وبريطانية وإسرائيلية. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن خامنئي، قوله فى خطبة صلاة عيد الفطر فى طهران، إن «جريمة قتل الأبرياء فى المنطقة يتحمل مسئوليتها حماة الارهابيين التكفيريين وطبعا هؤلاء ينالون تدريجيا جزاءهم من الارهاب لكن إثمهم وجريمتهم هذه لن تمحى من الذاكرة». وأكد أن «الهدف الرئيسى للقوى الاستكبارية من إثارة الحرب والتدهور الأمنى والإرهاب فى المنطقة هو دفع القضية الفلسطينية إلى النسيان». وأضاف أن «النضال من أجل تحرير فلسطين هو نضال إسلامى وجماعي، وأن وضع القضية الفلسطينية فى إطار داخلى وعربى بحت، هو عمل خاطئ». وفى بنجلاديش، تعهد تنظيم داعش بمواصلة عملياته الإرهابية ووحشيته لحين تطبيق الشريعة الإسلامية فى البلاد مؤكدا أن «الاعتداء على مقهى الحى الدبلوماسى قبل أيام ما هو إلا لمحة لما هو آت». وكانت حكومة بنجلاديش قد رفضت ادعاءات داعش التى سارعت بإعلان مسئوليتها عن تفجير داكا، وأشارت بأصابع الاتهام إلى جماعات مسلحة محلية. وفى فرنسا، ندد إمام مسجد باريس بأعمال القتل والإرهاب التى ترتكب بإسم الدين، والتى وصلت إلى أعتاب الأراضى المقدسة بالقرب من الحرم النبوي. جاء ذلك فى خطبة عيد الفطر المبارك بحضور الآلاف من مسلمى فرنسا الذين توافدوا على مسجد باريس الكبير لأداء صلاة العيد وسط أجواء من الإيمان و الفرحة. وتساءل إمام المسجد عن أى جنة يبحث هؤلاء الإرهابيون باقتراف تلك الأفعال قرب المسجد النبوى وبمهاجمة وارهاب الأبرياء، داعيًا مسلمى فرنسا إلى إظهار الوجه الحقيقى للإسلام وإلى حسن معاملة جيرانهم وإعلاء قيم التعايش والمحبة والتسامح ليكونوا سفراء لله على الارض. كما أكد على أن الجالية المسلمة فى فرنسا تمارس شعائرها بكل حرية تحت رعاية السلطات المحلية وحماية قوات الشرطة والجيش وإلى تمكنها من بناء المساجد والمدارس القرأنية. وأضاف:» عليكم أن تفتخروا بكونكم مسلمين وتمثيل الإسلام كما ينبغي». من جانبه، توجه دليل بوبكر عميد مسجد باريس الكبير بالتهنئة لأبناء الجاليات المسلمة فى فرنسا.