الصدقة في اللغة والعرف والشرع عطيّة يخرجها الإنسان من ماله على نحو التبرّع يراد بها المثوبة من الله تعالى، وقد حرص نبيّ الإسلام محمّد صلى الله عليه وسلم، على الحثّ عليها وبيان فوائدها وآثارها على الفرد والمجتمع. ويذكر لنا التاريخ الحرص الشخصيّ للنبيّ صلى الله عليه وسلم على أداء الصدقات للفقراء والأيتام بشكل شخصيّ وفي مختلف المناسبات. قال تعالى:» خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا». وهي من الأمور التي حثّ عليها الإسلام ضمن أعمال شهر رمضان. ومن آثارها, أنّ الصدقة تقع في يد الله، وأنّها تطفئ غضب الرب، وأنّها تدفع البلاء، وتزيد في العمر وتدفع ميتة السوء. وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنّ الصدقة لتطفئ غضب الربّ». وللصدقة آثار دنيوية تنعكس على المتصدِّق في الحياة الدنيا، وآثار أخروية وَعَدَ الله بإيفائها لهم في الآخرة وأهمها: دفع البلاء: روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «الصدقة تدفع البلاء، وهي أنجح دواء، وتدفع القضاء وقد أُبرم إبراماً، ولا يذهب بالأدواء إلاّ الدعاء والصدقة»، وطول العمر ودفع ميتة السوء، وتطفئ حرّ القبور فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، انه قال: «إنّ الصدقة لتطفئ عن أهلها حرّ القبور، وإنّما يستظلّ المؤمن يوم القيامة في ظلّ صدقته» .ولقد أكدت الروايات على استحباب إعطاء الصدقات للأرحام والأقارب قبل غيرهم، وجاء في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم: «وصلوا أرحامكم،... ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه،...».