قال الشيخ محمد زكي رزق، الأمين العام للجنة العليا للدعوة بالأزهر، إنَّ الله "عز وجل" قد ضاعف الأجر والثواب للعمل الصالح في شهر رمضان، فقد ورد في صحيح ابن خزيمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ" والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم، مشيرًا إلى أن شهر رمضان مبارك، يبارك الله فيه كل الأعمال الصالحة وعلى رأسها الصدقة، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك قدوة وأسوة عملية، حيث كان أجود الناس فعن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجوَدَ الناسِ بالخَيرِ وكَان أجودَ مَا يَكُون فِي رَمَضانَ حِينَ يَلقاهُ جِبريلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكانَ جِبريلُ يَلقَاهُ ِفيكُلِ لَيلةٍ مِن رَمضانَ يَعرضُ عَليهِ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القُرآنَ، فَإذا لَقِيهُ جِبريلُ كَانَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجودَ بالخَيرِ مِن الرِّيحِ المُرسَلة. وأوضح أن الصدقة تدل على سماحة الإسلام وإنسانيته بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لَا يُؤْمِنُ أَحَد حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ"، مشيرًا إلى أن كلمة أخيه لا تعني فقط أخيه لأبيه وأمه، بل أخيه في الإسلام، لعموم قوله تعالى : {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}، فالإسلام هو دين الرحمة والإنسانية، فالصدقة على العاصي توفر له عملا شريفًا يقتات منه وينفق على أهله. كما أشار إلى أن للصدقة أثرًا على المتصدق وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ صَدَقَةَ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَإِنَّ صَنَائِعَ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السَّوْءِ، وَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ، وَتَقِي الْفَقْرَ. وَأَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ: لَا حَوْلَ وَلَا وَقُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ دَاءً، أَدْنَاهَا الْهَمُّ"، مشيرًا إلى أن الصدقة تكفر الذنوب، وتطفئ غضب الرب، وتفتح لنا أبواب الرزق، وهي علاج للأمراض، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: "دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَحَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، وَأَعِدُّوا لِلْبَلاَءِ الدُّعَاءَ"، فللصدقة آثار كثيرة على المتصدق في الدنيا ويجزل الله تعالى العطاء والمثوبة في الآخرة .