واصلت تركيا عرض «خدماتها» على روسيا مقابل تحسين العلاقات الثنائية بعد أشهر من التوتر. فقد اقترح وزير الخارجية التركى مولود شاوش أوغلو تعاون أنقرة مع موسكو فى محاربة تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا، ملمحا إلى إمكانية فتح قاعدة «إنجرليك» العسكرية التركية أمام القوات الروسية فى هذا الإطار. وقال شاوش أوغلو فى تصريحات لشبكة «تى آر تي» التركية : «سنتعاون مع كل من يريد محاربة داعش، ونحن نفعل ذلك منذ فترة، وقد فتحنا قاعدة إنجرليك الجوية لأولئك الذين يريدون الانضمام إلى الجهود الفعالة المبذولة ضد داعش». وأضاف : «لماذا لا نتعاون مع روسيا أيضا فى هذا الخصوص؟ داعش عدونا المشترك، ونحن فى حاجة لمحاربة هذا العدو». وفى موسكو، استقبلت روسيا هذه التعليقات بترحيب حذر، حيث قال ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن التصريحات التركية حول إنجرليك «مهمة للغاية»، غير أنه أكد أن بلاده لم تتلق اتصالا رسميا بهذا المعنى حتى الآن، وأضاف أن روسيا تولى اهتماما بتبادل المعلومات فى مجال محاربة الإرهاب. ولكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، حيث عاد وزير الخارجية التركى ليؤكد أن عرضه التعاون مع روسيا ضد داعش لم يشمل الحديث عن قاعدة إنجرليك. وأضاف : «لم أقل إن طائرات روسيا بإمكانها استخدام قاعدة إنجيرليك». وكان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان قد أعلن فى وقت سابق أن تطبيع علاقات أنقرة مع روسيا وإسرائيل «أزعج البعض فى الداخل والخارج». وقال أردوغان فى كلمة ألقاها خلال مأدبة إفطار أقامتها جمعية تركية باسطنبول إن الخطوات التى اتخذتها بلاده فى طريق تطبيع العلاقات مع روسيا وإسرائيل «أزعجت البعض داخل البلاد وخارجها، ومن بينهم أحزاب المعارضة التركية». واعتبر أن تحول تركيا إلى هدف مشترك لأكثر المنظمات الإرهابية دموية ووحشية فى العالم «مسألة تدعو للتفكر». وأضاف : «نحن ندرك جيدا الرسائل التى يراد لها أن تصل إلى بلادنا عبر المنظمات والعمليات الإرهابية، ونحن نرد على تلك الرسائل فى كل فرصة تتاح لنا»، مشيرا إلى أن العمليات الإرهابية التى تقع فى تركيا تعادل 1٪ أو 2٪ فقط من الأعمال التى تم منعها، ولافتا إلى بذل قوات الأمن وأجهزة المخابرات جهودا كبيرة فى ملاحقة تلك المنظمات. من جانب آخر، ذكرت وسائل إعلام تركية أن قوات الأمن ألقت القبض على عنصرين يشتبه فى انتمائهما لتنظيم داعش الإرهابى فى مطار أتاتورك بمدينة اسطنبول كانا يحملان جوازات سفر مزورة، ليرتفع بذلك عدد المعتقلين للاشتباه فى تورطهم فى هجوم المطار إلى 27 شخصا.