حرصا على ادماج ذوى القدرات الخاصة فى المجتمع، قامت وزارة التربية والتعليم بادخال نشاط جديد للطلبة من الصم لتنمية مواهبهم وزيادة انتمائهم لوطنهم حيث قامت د.هالة عبد السلام خفاجى رئيس الإدارة المركزية للتربية الخاصة بافتتاح البطولة الأولى لكرة القدم الخماسية لطلبة المدارس الاعدادية من الصم تحت اسم البطولة الأولى لكأس الهلالى الشربينى للصم وضعاف السمع، وذلك فى القرية الشبابية بابى قير بالأسكندرية. وقد شاركت فى البطولة فرق من كل ربوع مصر. وفازت مديرية الفيوم بالمركز الأول، ومحافظة الدقهلية بالمركز الثانى، أما الثالث ففازت به محافظة الاسكندرية، كما تم تقديم كأس أفضل لاعب من حيث المهارة والأخلاق لطالب من البحيرة. تشير د.هالة عبد السلام الى أن وزير التعليم الدكتور الشربينى يولى اهتماما خاصا بمحور ذوى الاعاقة، ومن ثم أردنا أن نقدم شيئا جديدا من نوعه للشباب من الصم حيث أن الأضواء دائما ما تسلط على متلازمة داون دون غيرها من الاعاقات سواء فى الأوليمبياد الخاص أو المصرى، خاصة أن هؤلاء عقلهم سليم بنسبة كبيرة ولا ينقصهم سوى السمع والكلام، ومن هنا رأينا أن نلقى الضوء على هذه الفئة لنؤكد أن الشخص الأصم يستطيع أن يكون فاعلا فى المجتمع كلاعب أو عامل أو مبرمج كمبيوتر أو أى عمل آخر طالما تعلم لغة الاشارة. وتضيف: تم مخاطبة كل المديريات لترشح الفرق المشاركة بعد عمل تصفيات بين المدارس، وكذلك المشرفون ثم تم تصميم جدول للمباريات ولجان تنسيقية للاعلام والتسكين والمراسم والتحكيم، وشكلت كلها من العاملين بالوزارة. وأود أن أشير الى أن الوزارة قد تحملت التكلفة الكاملة للبطولة، كما أشيد بدور وزارة الشباب والرياضة لما قدمته لنا من خصم 50% مما سمح باتاحة الفرصة لعدد أكبر للمشاركة. وأحب أن أشيد بالدور التطوعى لمترجم الاشارة الأستاذ على خميس مدير ادارة التربية الخاصة بأسيوط، والذى قام بترجمة كل فاعليات البطولة للشباب سواء التوجيهات أو التعليق أو غيرها، كما أشكر د.كريم المصرى مدير البطولة ومسئول التربية الفكرية فى الادارة المركزية وكذلك اللجنة الاعلامية والتنظيمية. يقول أشرف سيد المدير الفنى لفريق شمال سيناء : سعدت بتكوين فريق للمشاركة فى البطولة رغم الظروف السياسية التى تمر بها مدينتنا، وهم 5 شباب من العريش و2 من الشيخ زويد بالاضافة الى مشرف تربية خاصة، ونجحت بفضل الله فى خلق انسجام فيما بينهم جعلنا من ضمن أحسن 8 فرق. وأؤكد أن المشاركة فى هذه البطولة كان لها تأثير ايجابى كبير على تواصل المشاركين بشكل أعمق مع أقرانهم ومع الأشخاص الأسوياء أيضا حيث استطاع الأصم أن يعبر عن نفسه بشكل أفضل، عرف أنه ليس عالة على المجتمع ولكن اضافة له، وهو الهدف المنشود من اقامة مثل هذه التجمعات الشبابية لأنها مجال خصب لظهور الطاقات والمواهب وتحقيق التعارف والتواصل. وبشكل عام البطولة فى تجربتها الأولى لها ايجابيات وسلبيات أتمنى تلافيها فى الأحداث القادمة. والدة محمد أبو الفتوح من الدقهلية سعيدة جدا بمشاركته فى هذه البطولة لأنها المرة الأولى له، ولن تتردد فى ارساله مرة أخرى لأى أحداث رياضية فى المستقبل خاصة انه كان محاطا بزملائه فى المدرسة، وبالتالى فهو لم يشعر بخوف أو قلق من المشاركة، بل على العكس كان سعيدا عندما وقع عليه الاختيار من مدرس التربية الرياضية بالمدرسة. أما والدة مينا عصام من البحر الأحمر فقد كانت فى شدة القلق حتى عاد ابنها من رحلته رغم انها المرة الثانية التى يسافر فيها ليشارك فى حدث رياضى، وكانت تتساءل ما الذى سيعود عليه بهذه المشاركة، ولكن كل مشاعر الخوف تبددت عندما عاد وشعرت بمدى سعادته بالمشاركة. وتقول أخت علاء أحمد من محافظة الوادى الجديد أن أخاها يشعر بسعادة غامرة منذ عودته، أولا لأنها المرة الأولى التى يشترك فيها فى حدث رياضى، وثانيا لأنه مغرم بكرة القدم وأنشطتها وبالتالى جاءت هذه الفرصة ليحقق طموحه، ورغم أن المسافة الى الاسكندرية بعيدة الا اننا لم نستطيع أن نقف أمام تحقيق حلمه.