لم يعد الأهلي الفريق المخيف للأندية الأخري, أو حتي المطمئن لجماهيره بأنه الفريق الذي يخرج من أي لقاء فائزا, واهتزاز الصورة. بلا شك يرجع لأسباب فنية واضحة مقارنة بما يحدث في الزمالك الذي تحول فجأة من فريق مريض بالخسارة إلي فريق قادر علي تحقيق الفوز ويتقدم رويدا رويدا نحو المقدمة, وحتي لا يفهم البعض التفسير خاطئا, فإن المسألة ليست تعبيرا عن المنافسة علي لقب الدوري, ولكنها بناء علي حسابات فنية منطقية, بعيدا عن الأحداث العاصفة بالدوري! لا يختلف أحدا بأن الأهلي أصبح يفوز بصعوبة في كل مبارياته, وفقد الكثير من النقاط في الدور الثاني للمسابقة, وهذا أمر لا يستطيع أحد انكاره, في حين يسير الزمالك بخطي ثابتة يلازمه الفعل فاز بعد أن بحث عنه سنوات كثيرة سابقة, وذلك يرجع إلي عدة نقاط تلخصها النواحي الفنية للفريقين فيما يلي: (1) ثبات التشكيل: كان التشكيل الثابت علامة مميزة في الأهلي خلال السنوات الماضية, وقبل أي مباراة تجد أي مشجع قادر علي أن يتوقع بسهولة من سيلعب في كل مركز, ولكن هذا الموسم لم يعد أحد يعرف شيئا, حتي وائل جمعة نفسه يجد بجواره تارة شريف عبد الفضيل وفجأة يظهر أحمد السيد, ثم يعود محمد سمير من ركن الاحتياطيين وأصبح التناوب مستمرا علي مركز الجناح الأيسر بعد اختفاء جيلبرتو وعدم استمرارية سيد معوض, وأحمد حسن يبدأ تارة ويأتي مع البدلاء تارة أخري, ومرة يلعب فرانسيس وثانية يكون فضل, بالاضافة إلي عدم وضوح الرؤية فيما يتعلق بالمكان الذي يلعب فيه محمد بركات, وهذا ما يوجد عدم الانسجام في الفريق ولاسيما بين محوري الارتكاز الثابت فيهما حتي الآن حسام عاشور ويتناوب علي اللعب بجواره مصطفي شبيطة وعبد الله فاروق, ويفتح هذا بدوره الطريق لضغط المنافس علي دفاعات الأهلي, وتظهر الأخطاء أمام ضآلة خبرات حراس الأهلي, وقد تكون هناك ظروف اضطرارية لذلك مثل الاصابات أو الايقافات ولكن هل الظروف في كل هذه المراكز؟.. كما أنه من الطبيعي أن يجهز المدير الفني بديلا مناسبا في الموقع المطلوب عند الحاجة وهذا دوره! وفي المقابل يحدث العكس عند الزمالك ويكفي أن الهيكل الأساسي له أصبح ثابتا ويتمثل في9 لاعبين علي الأقل ثابتين في التشكيل وهم عبدالواحد السيد في المرمي وأمامه الصفتي فتح الله ويسارا عبدالشافي ويمينا أحمد غانم ومعهم حسن مصطفي وشيكابالا وحسين ياسر وأحمد جعفر. (2) غياب الأجنحة: لم يعد يعرف الأهلي طريق الكرات العرضية والانطلاقات يمينا ويسارا كما كان يحدث سابقا, وكم كانت كرات جيلبرتو فلافيو سببا في أهداف كثيرة وبطولات للأهلي, ولكن الآن غابت هذه الأمور مع انضمام أحمد فتحي هو الآخر إلي لاعبي الوسط وعدم اجادة أحمد علي لهذا الدور وغاب بركات الطائر بعد وجوده دائما يخترق من العمق, ولهذا غابت حلول البطل في البحث عن الأهداف وأصبحت تتأخر كثيرا وتأتي بصعوبة وربما بعد أن يسبقه المنافس في التقدم, لأن التكتل الدفاعي يصعب المهمة والاختراق من العمق أصعب الطرق لاحراز الأهداف, وللأسف كل التسديدات الحمراء تخرج طائشة وتحتاج تدريبا لم ينتبه إليه الجهاز الفني حتي الآن لأنها تتكرر بنفس الطريقة وفي نفس الاتجاه سواء من أحمد فتحي أو حسام عاشور! وفي الزمالك تم استغلال صحوة عبد الشافي في كأس الأمم الأخيرة بأنجولا مع المنتخب وتم تثبيته ومنحه الحرية في التحرك وأيضا ارتفع شأن أحمد غانم سلطان وأصبح التناوب بين شيكابالا والمحمدي في اليمين والشمال يفتح مجالا جديدا لظهور بعض التمريرات العرضية وسحب المدافعين لافساح المجال لأحمد جعفر في العمق! (3) دور النجوم: علي عكس ما توقع الجميع, فإن التفاؤل في عودة أبو تريكة وبركات للأهلي ووجود أحمد حسن لم يؤت ثماره حتي الآن, ففي الوقت الذي اكتملت فيه صفوف الأهلي لم تظهر كرامات النجوم أمام نجاح الزمالك معتمدا علي توليفة صنعها الجهاز الفني بنفسه, ولم يتأثر برحيل عمرو زكي وميدو إلي انجلترا, فهل وجود النجوم يحمل أدوارا سلبية في ظل وجود مدربين شباب؟! (4) قراءة المباريات: يحسب لمانويل جوزيه المدير الفني السابق للأهلي ذكاؤه الفني في بعض الأوقات الحرجة عند دفعه بورقة معينة تساعده علي الفوز, واعتدنا دائما أن الأشواط الثانية من المباريات هي تعبير عن فكر المدربين ورأينا كيف تعامل الايطالي كابيلو مدرب انجلترا مع منتخب مصر في مباراتهما الودية باستاد ويمبلي بداية شهر مارس الماضي, وقلب النتيجة والأداء بلاعبين فقط هما كراوتش ووليامس, وهذا مثال بسيط لا يحتاج إلي مزيد من الشرح والمعني واضح ومفهوم بما يحدث من حسام البدري!! (5) عصبية المدرب: تحول فجأة حسام البدري الهاديء إلي مدرب عصبي أمام كاميرات التليفزيون ينفعل علي كل لعبة ومن كل موقف, وتتمتم شفتاه بعبارات كثيرة لكل لاعب يخطئ في تسديدة أو تضيع منه فرصة وهذ أمر يضر أكثر مما يفيد نفسيا للاعبين, والأمثلة كثيرة سواء مع فرانسيس أو أحمد عادل عبد المنعم أو أحمد شكري وغيرهم, بعكس ما يشجع أبو تريكة أو بركات أو متعب بعد أي فرصة ضائعة ولابد أن ينتبه لذلك! أما عصبية حسام حسن فهي لا تظهر مع اللاعبين وإنما دائما للاعتراض علي قرارات التحكيم, فهي ضد الآخرين ولكن ليست ضد لاعبيه وكلاهما مرفوض بالتأكيد سواء في الأهلي أو الزمالك, ولكن المقارنة فقط للتوضيح أن من العصبية ما يضر أبناءك! ولكن ربما يخشي علي حسام حسن من وجود توءمه إبراهيم إلي جواره فهو الذي قد يقلب الطاولة وربما يكون الشرارة التي قد تدمر كل ما يفعله حسام حسن مع الزمالك! يبقي التأكيد مرة أخري علي أن هذا التوضيح الفني الهدف منه الاجابة عن سؤال مضمونه لماذا يتراجع الأهلي وأصبح يفوز بصعوبة وكيف تحول الزمالك إلي فريق مختلف ومرعب بعيدا عن مسألة النقاط ومن يفوز بالدوري؟!