شهد الأسبوع الماضي زخماً ونشاطاً كثيفاً في عالم كرة القدم.. انشغلت الجماهير الرياضية وعلي مدار الثلاثة أيام الأخيرة منه في القاهرة والمحافظات عروضاً متنوعة في مسابقتي الدوري وكأس مصر وجرت بين مختلف الأطراف والأطياف.. ثلاث من سواقط ومؤجلات المسابقة الأعرق.. وعشر من الدور ال23 لكأس مصر.. انتهت جميعها بنتيجة إيجابية.. بعضها واكبه غزارة تهديفية عندما فاز الاسماعيلي علي سموحة المستأسد 3/2.. وفاز الزمالك علي بني عبيد 6/صفر.. وتعادل الاتحاد مع الأهلي 2/2.. أما المباريات الأخري فقد اكتفي أحد طرفيها بالتفوق علي الطرف الآخر حتي وإن جاء تفوقه إجبارياً كما حدث في بني سويف عندما أقصي ضيفه الإنتاج الحربي بضربات الترجيح بعد أن انتهي اللقاء بتعادل الفريقين سلبياً وهو ما يدخل في نطاق المفاجآت التي لا يمكن أن تخلو الأدوار الأولي منها.. واكتملت المفاجآت بخروج المصري العريق لاحقاً بالإنتاج بعد خسارته بهدف نظيف من مضيفه بترول أسيوط.. وكان النصر قد أقصي قرينه مصر المقاصة عندما فاز عليه بهدفين نظيفين لتكتمل أضلاع المثلث المودع لبطولة كأس مصر مبكراً من أندية الدوري الممتاز بينما يتأهل علي حسابها الأندية الأقل درجة وهي: بني سويف وبترول أسيوط والنصر. ولحق بركب الفائزين المقاولون الذي تغلب بهدفين نظيفين علي منتخب السويس والجونة علي دمنهور 2/1 وبتروجت علي طنطا 3/1 وإنبي علي الرباط والأنوار 2/1.. كما فاز حرس الحدود علي الشرطة بهدف نظيف وتعادل الاتحاد مع الأهلي 2/2. ولابد وقبل أن ننهي هذا الموجز وندخل في التفاصيل أن نشهد للأسبوع بالغزارة التهديفية حتي وإن جاءت من أخطاء دفاعية ساذجة وعيوب في الأداء وقلة العطاء وندرة التعاون والتفاهم وتواضع مستوي حراس المرمي وكلها أمور واردة في الكرة المحلية.. غير أن المعدل العالي الذي ناهز ثلاثة أهداف لكل مباراة يجب أن نشيد به ونعتبره مؤشراً طيباً قد يضاعف التفاؤل ويبشر ببعض الخير. نتيجة قياسية رغم أنها كانت المباراة قبل الأخيرة من حيث موعدها.. غير أنها كانت المثيرة وصاحبة المحصلة التهديفية الغزيرة، فاز الزمالك فيها بستة أهداف نظيفة وظهر كالعملاق أمام ضيفه بني عبيد المشتاق.. ولم يكن بين الطرفين أية ندية أو تكافؤ.. اكتفي الضيوف بالفرجة علي أقرانهم من موهوبي الزمالك يتحركون بسرعة ويتناقلون الكرة بدقة ويصعدون الخطورة ويهزون الشباك.. وتألق الفارس الأسمر شيكابالا وأثري اللقاء بلمحات فنية وأضاف علي الأداء لمسات إبداعية وكأنه يغري الآخرين بالالتفات إليه والاعتراف بموهبته والإقرار بضرورة تواجده.. ولابد ونحن نشيد بالنتيجة الكبيرة أن نشير إلي أنها لم تكن قياسية إذا ما تمت المقارنة والمفاضلة بين الطرفين الزمالك الأفضل والأمهر والأسرع والأخطر.. وبني عبيد الذي نستطيع أن نؤكد افتقاره لمقومات الفريق.. حارس ضعيف.. ودفاع هزيل.. ووسط عليل.. وهجوم كسيح.. واكب أداء الضيوف أخطاء سازجة لا يمكن أن تصدر من لاعب كرة مبتدئ.. ولذلك فإن الزمالك أهدر فرصة سانحة لتحقيق نتيجة قياسية كان يمكن له أن يسجلها ويدونها في التاريخ الأبيض. استفاقة فنية استفاق حرس الحدود مؤخراً وحصد ثلاث نقاط ثمينة وعزيزة تقدمت به للمركز العاشر ولايزال يطمع في مزيد من الرقي مع اكتمال مبارياته حيث لايزال له إحدي المؤجلات وإن كانت مع الأهلي.. فوز الحرس جاء ثميناً لأنه مقرون بالقوة والسرعة والتفوق.. وشهد اللقاء رغبة أكيدة من أصحاب الأرض للخروج من الكبوة التي تمثلت في العديد من العروض الضعيفة والنتائج غير الجيدة.. وكان بمقدور لاعبيه زيادة ومضاعفة النتيجة لو صادف مهاجمه الدولي أحمد حسن مكي التوفيق في الانفراد الكامل بالحارس محمد خلف غير الموفق والذي يتحمل المسئولية الكاملة عن اهتزاز شباكه لأنه هيأ الكرة أمام أحمد عيد فسددها الأخير داخل المرمي.. ورغم أن مكي المهاجم لم يستفق مع ناديه غير أن مكي المدافع عاد بعد غياب طويل وعودة أحمد.. لم يعوض الشرطة غياب كل من عصام عبدالعاطي ورضا العزب للإصابة ولم يشفع له نشاط صلاح عاشور وخشونة أيمن سعيد ولا تواجد الدوليين محمد نجيب وأحمد دويدار الذي أسهم في الهزيمة بإضاعته لضربة جزاء. وعلي نفس المستوي الاستفاقي.. واصل الاسماعيلي انتفاضته وحقق فوزاً عزيزاً علي سموحة الذي احتل مؤخرة الدوري مرة أخري بأقل الأرصدة - تسع نقاط - بالرغم من أدائه الهجومي الذي تمكن من خلاله من إحراز هدفين ولولا قلة الحظ لأحرز الثالث وتعادل مع أصحاب الأرض بجدارة.. الاسماعيلي خطف ضيفه وأحرز ثلاثية في زمن لا يتجاوز ربع ساعة مع البداية.. ولاعبو سموحة بعد أن قام حمزة الجمل بتغييره المبكر الخططي وفي التشكيل أظهر بعض الندية خاصة في الشوط الثاني وضاعت منه بعض الفرص الثمينة.. محمد صبحي حارس الدراويش يزود عن شباكه ببسالة رغم وقوعه في أخطاء فادحة حتي ولو كانت قليلة.. عودة حمص تحتاج للمزيد من الجهد .. ووجود جودوين ضروري لأنه يربك بسرعته وليس مهارته المدافعين .. والاسماعيلي رغم اختفاء عبدالله السعد والشحات هو أقرب وأفضل المنافسين علي المقدمة مع إنبي والشرطة. اللقب يتغلب التعادل المستحق الذي انتزعه الاتحاد السكندري مع الأهلي بهدفين لكل ينبئ عن خطورة محدقة علي مسيرة حامل اللقب في مشوار الحفاظ علي لقبه.. ورغم أن المتبقي من الدوري أطول مما فات غير أن الأمور الفنية في صفوف الأهلي غير مطمئنة أو مبشرة.. كل اللاعبين بلا استثناء يسودهم البطء الشديد.. وكل التمريرات تفتقر للدقة وتتسم بالعشوائية وتنقلب إلي هجمات معاكسة علي مرمي أبو السعود الذي يبدو أنه متأثراً بشدة من قلة تركيزه لاستعادة مركزه الدولي فيخطئ ويتحمل جانباً كبيراً من المسئولية عن هز الشباك .. ولا يوجد لاعب وحيد في الأهلي يؤدي بكفاءة ومهارة تبشر بالقدرة الجماعية للفريق علي العودة للمنافسة من جديد علي القمة التي تنفلت رويداً رويداً من تحت أقدامه.. والفارس الأحمر يقبع بالمركز الخامس برصيد 02 نقطة وبعيد عن الأول الزمالك بسبع نقاط.. صحيح له مباراتان مؤجلتان لكنهما مع هذه الحالة المتواضعة غير مضمونة خاصة أنهما مع الحدود المستفيق والزمالك المتحفز.. لم تمثل عودة معوض وشهاب وفضل أي إضافة فنية.. ويشكل بطء محمد سمير ومعتز إينو علامة استفهام كبيرة وربما أشار علي قربهما من الابتعاد عن قائمة الفريق أما حسام غالي ومحمد أبو تريكة ووائل جمعة فهم يمرون بأسوأ حالاتهم الفنية.. ويحتاج أحمد فتحي وشريف عبدالفضيل لترشيد في الأداء وتعزيز وتنقيح في العطاء.. غدار لابد أن يتم إهداؤه لأي راغب حتي ولو بدون مقابل.. الاتحاد لو أدي لاعبوه بنفس الروح والقوة والإيجابية لما احتل المركز ال41 ولكان موقعه المناسب وسط الجدول.. مهاجمه أوتو يونج هو الأسرع ومارك مبواه هو الأخطر.. وكان النجم الأول في المباراة هو هاني العجيزي الذي نجح في إثبات خطأ المسئول الذي استغني عنه حتي ولو كان جوزيه نفسه.. كما نجح بعض أقرانه كابراهيم سعيد وعطية البلقاسي في تقديم أنفسهم لإثبات وجودهم في التشكيل الأساسي.