على باب المستشفى ، رجال كثير ونساء وأطفال ، يبحثون عن علاج لآلامهم التى أرقت نومهم ، فتركوا مضاجعهم وجاءوا إلى الطبيب المداوى ، اصطفوا فى طوابير ، حجزوا أرقاما فى قائمة الانتظار ، انتظروا على أمل الدخول ، دخلوا ، فتداوى بعضهم ، وتلقى بعضهم اعتذارا غير واجب من الطبيب ، لضعف الإمكانيات المتاحة لعلاجه ، وتم تحويل آخرين لمستشفيات أخرى لتلقى خدمة محسنة ، ربما كان عليهم تحمل مشقة السفر الى قرى ومراكز أخرى لتلقى العلاج .. المرضى المثقلون بأوجاعهم وآلامهم كثيرون ، لذلك حق علينا السعى إلى المستشفيات والوحدات التى بحاجة إلى دعم ، ولا تدركها وكالات الإعلانات ،ولا التبرعات الكبيرة فى شهر رمضان الكريم. نبدأها بمرضى الفيروسات الكبدية فى السنبلاوين بالدقهلية ، حيث يضطر أهالى القرية إلى السفر إلى وحدات علاج الفيروسات فى المحلة الكبرى وشربين ومنية النصر ، لعدم وجود وحدة هناك ، د.عبد الحميد الموجى رئيس قسم الفيروسات بالمستشفى ، يقول لدينا مايقرب من 40 ألف مريض فيروسات يضطر للسفر إلى المحلة لتلقى العلاج ، وهو مايشكل عبئا إضافيا للمريض، مشيرا إلى أن المستشفى تقدم بطلب لإنشاء وحدة علاج فيروسات للمركز ،وتمت الموافقة على أن يقوم المستشفى بتجهيزه بالجهود الذاتية ، منذ شهر أغسطس الماضى ، ومازال المركز فكرة قيد الإنشاء فى انتظار التبرعات . ومن السنبلاوين إلى عيادة الأسنان بمستشفى أبو النمرس فى الجيزة ، العيادة لا تقدم سوى خدمة خلع الضروس والأسنان ، باقى الخدمات معلقة لحين توافر المستهلكات ، فالمريض بحاجه الى "حشوات" يتم تحويله إلى مستشفيات قصر العينى وأم المصريين ، فالمريض الذى بحاجه إلى حشو ضروسه عليه أن يأخذ مواصلة إلى المنيب وأخرى منها إلى الجيزة للذهاب ألى ام المصريين أو الذهاب الى مستشفى قصر العينى ،بسبب عدم توافر مستهلكات ، د.مها نصر طبيبة أسنان بالمستشفى ، تقول العيادة بدون جهاز إكس راى لأشعة الأسنان ، ولا جهاز إيرموتور لتحضير الأسنان للحشوات ، ولا كومبريسور لتشغيل وحدة الأسنان ، والمستهلكات التى تشمل الحشوات غير موجودة . د.أمجد ابو يليا نائب مدير مستشفى أبوالنمرس يقول المستشفى بحاجه الى جهاز روترى اللازم لحشوات الأسنان ،حتى نتمكن من علاج المرضى دون تحويلهم الى مستشفيات أخرى ، وعلى الجانب الآخر فقسم الجراحة يستقبل مالايقل عن 70 مريضا يوميا ، بحاجة الى منظار جراحى ، تفتقده المستشفى ، فيتم تحويلهم أيضا الى مستشفيات أخرى ،كما أن مرضى الباطنة والنساء والولادة أيضا الذين يزيدون عن 200 مريض يوميا ،يتم تحويلهم أيضا إلى مستشفيات أخرى بسبب تعطل جهاز السونار الوحيد بالمستشفى ، وغرف العمليات بالمستشفى البالغ عددها 3 غرف ،ترابيزات العمليات بها قديمة تحتاج لتحديث وهناك كشاف واحد جانبى بالمستشفى لجميع غرف العمليات ،كما أن غرفة الغسيل الكلوى تعمل على جينراتور واحد ، كثير الأعطال ، وفى حال الانقطاع المفاجئ للكهرباء فى وحدة الغسيل الكلوى ستحدث كارثة والمرضى المقدمون على عمليات جراحية ،يطلب منهم عمل تحليل غازات للدم ،إلا أن المستشفى لا يتوفر بها الجهاز وفى مستشفى أبو الريش ،يقول د.محمد عبد الفتاح أستاذ مساعد بالمستشفى التعليمى ،يقول لدينا 16 سريرا بالمستشفى ،نهدف لإيصالها إلى 36 سرير لنتمكن من علاج عدد أكبر وإلغاء قوائم الانتظار ،السرير الواحد يتكلف 900 ألف جنيه ، ونحن نعتمد على التبرعات بشكل كبير ، لكنها أقل من المطلوب بنسبة 30 : 40 % ويضيف عبد الفتاح: مستشفى أبو الريش ،شارك فى علاج مايقرب من 30 مليون طفل فى مصر والعالم العربى ،منذ تأسس من 64 عاما ، ويؤدى خدماته العلاجية لملايين الأطفال سنويا ،من مختلف محافظات مصر ، منهم 60 % من مطروح ومرسى علم وأسوان ، و 40 % من القاهرة ، مشيرا الى أنه تم البدء فى تطوير إنشاءات المستشفى الأعوام الماضية ،والآن نسعى لدعم التشغيل وهو مايحتاج الى تمويل دائم ،والمستشفى يستطيع أن يقدم خدمة أكثر تميزا لتوافر فريق طبى كبير ومؤهل ، فقط ينقصنا التمويل المالى ، والمستشفى يتبع وزارة التعليم العالى وليس وزارة الصحة ،فحجم الدعم المقدم من الدولة لا يفى بربع نفقات المستشفي الفعلية ،والباقى تبرعات ، هذا بخلاف البنية الأساسية المتهالكة والصيانات المعطلة والأحلام الكبيرة فى علاج الأطفال على القياس بالخارج ، وليس لدينا سبيل فى ذلك سوى دعم الهيئات والأفراد. وطرحت مستشفى أبو الريش مشروع كفالة سرير ،ويقصد بها المصاريف اللازمة لعلاج الأطفال المرضى لمدة شهر من كانيولات وسرنجات وأدوية وأشعة وفحوصات ،وتمريض مدرب ، وبرامج تأهيلية ،ويتاح للمتبرع كفالة شهر أو سنة ، وتوضع لافتة باسم المتبرع على السرير الذى يكفله لمدة عام ، وتتيح المستشفى التبرع ب10 % من نفقات السرير وتكون قيمة السهم 100 جنيه، أو ب 50 % من نفقات السرير بتكلفة 500 جنيه، او الكفالة الكاملة لمدة شهر وهى 1000 جنيه. بينما تقول د.كريمان جمعة طبيبة بقصر العينى ،المشكلة الكبيرة فى نقص المستهلكات ،مستشهدة بحقنة بذل النخاع ، قائلة نواجه عجز شديد فيها، بعد اختفاء الحقنة الأصلية ،التى كانت تستخدم حتى 6 أشهر لأنها تخضع للتعقيم ، الآن البديل هو شراء حقنة استخدام واحد ،سعرها 150 جنيها للحقنة الواحدة، والبديل الذى يخضع للتعقيم ويمكن استخدامه لعدة مرات، سعرها 4500 جنيه، وبسبب نقص تلك الحقنة ،تقول كريمان" أقسم بالله بنجمع فلوسها من بعضنا ونشتريها "، ويلتقط عمرو جمعة طبيب بوحدة الغسيل الكلوى خيط الحديث ، فيقول لدينا عجز فى فلاتر ولاين الغسيل فى استقبال طوارئ الباطنة بوحدة الملك فهد فى قصر العيني.