يمارس دوره الرائد ككعبة للطب في مصر منذ عام1827 قبل إنشاء وزارة للصحة في مصر, ليكون بذلك أول مستشفي في مصر وأفريقيا والشرق الأوسط. كان ذلك في عهد محمد علي باشا. حينما أراد إنشاء مستشفي في أبي زعبل للجيش, وأراد الأستعانة بمجموعة من الفرنسيين لإدارته, إلا أنهم أشاروا عليه بأن تكون للشعب المصري عامة.. وحينها تبرع أحمد باشا ابن العيني بالتكية( القصر) الخاصة به, وأهداها للشعب المصري فعلا لتكون مقرا للمستشفي ثم انتقل من أبي زعبل إلي مكانه الحالي في عام1837 ليصبح مستشفي قصر العيني. وفي سنة1928 ثم إنشاء كلية طب قصر العيني بعد أن تبرع لها الأمير أحمد فؤاد بمقر إسطبل الخيل الخاص به لتكون مقرا للكلية, ويصبح اسمها مستشفيات جامعة القاهرة التي تضم الآن9 مستشفيات من بينها ثلاثة للأطفال وأخري للنساء والولادة وثالثة للباطنة وأخري للجراحة العامة والتخصصية.. ملاذ المرضي الدكتور أشرف حاتم مدير مستشفي قصر العيني يشير إلي أن هذا التاريخ العريق للمستشفي هو الذي جعله ملاذا وملجأ طبيا لمليوني مريض سنويا يترددون عليه منهم400 ألف في الطوارئ والاستقبال بينما يوجد به190 ألف مريض, ويترد علي العيادات الخارجية مليون و600 ألف مريض سنويا, وتجري به60 ألف علمية جراحية من العمليات الكبري والمتقدمة التي تحتاج إلي كفاءة ومهارة عالية. كما يبلغ عدد الأطفال المترددين علي مستشفيات الأطفال950 ألف طفل سنويا, وعدد الأسرة الموجودة بمستشفي قصر العيني5200 سرير مجاني وبهذا الرقم يعد من أكبر عشرة مستشفيات علي مستوي العالم. وعلي الرغم من هذه الأرقام, ولها دلالتها الواضحة في الاعتراف بالمستشفي كملاذ طبي للملايين من المواطنين, إلا أنه في نفس الوقت يعبر عن مشكلة حقيقية تواجهنا هي أن مستشفي قصر العيني في واقع الحال يقدم مستوي الخدمة الطبية الثالث أي الذي يختص بالعمليات التخصصية الكبري مثل جراحات المخ والأعصاب والعظام والقلب المفتوح وغيرها من العمليات الجراحية التي لا توجد في المستشفيات المركزية. واقع الحال أيضا يؤكد أنه من بين المليوني مريض المترددين سنويا علي المستشفي يأتون لإجراء العمليات البسيطة والمتوسطة التي يمكن إجراؤها في المستشفيات المركزية وبالقطع لا يمكننا رفض استقبالهم نظرا لأن40% منهم يأتون من الصعيد ومحافظات القاهرة الكبري.. ناهيك عن أن50% من هؤلاء المرضي ومنهم جميع الأطفال في مستشفي أبو الريش.. مؤمن عليهم بالقانون ولكنهم يلجأون إلي المستشفيات الجامعية أو قصر العيني لتوافر الخبرات والخدمات التي قد لا يجدونها في التأمين الصحي.. وهو ما تؤكده الأرقام أيضا حيث تستقبل المستشفيات الثلاثة للأطفال التابعة لقصر العيني1500 طفل يوميا في العيادات الخارجية ويوجد بها800 سرير. وربما يضيف رسخ في ذهن الكثير من المواطنين أن الطب والعلاج بالنسبة لهم يقترن فقط بقصر العيني فضلا عن أنه يضم3700 عضو هيئة تدريس وأساتذة هم القوة الضاربة من صفوة الأطباء المصريين الذين تخرج علي أيديهم الآلاف من الأطباء في مصر والشرق الأوسط والدول العربية وأفريقيا. ومن أهم المشكلات التي تواجهنا المشاكل المادية حيث إن الميزانية المخصصة لنا من الدول هي146 مليون جنيه سنويا وهي لا تغطي سوي50% أو60% من حجم احتياجاتنا السنوية بينما النسبة الباقية تغطيها التبرعات حيث حصلنا علي سبيل المثال في العام الماضي علي62 مليون جنيه من حصيلة التبرعات من المستشفيات بالبنك المركزي رقم9/450/87815/5 أو حساب9047 جمعية أصدقاء قصر العيني في بنك مصر فرع المنيل الجامعي.. أين التبرعات؟ هنا نرغب في أن نشير يضيف د. أشرف حاتم إلي أن مشكلتنا في التبرعات تكمن في أن الكثيرين من المواطنين يتبرعون بالأجهزة كصدقة جارية وبالقطع نحن في حاجة إلي الأجهزة ولكننا نحتاج إلي تكاليف التشغيل في المقام الأول وأهمها علي سبيل المثال نقص عمال النظافة حيث توقفت الدولة عن تعيينهم منذ4 سنوات وطالبتنا بالتعاقد معهم فقط مقابل أجر شهري هو230 جنيها وبالتالي فالعامل يهرب من مستشفياتنا. وبالقطع فإن وجود أموال من التبرعات يتيح لنا منح حوافز مجزية للممرضات العاملات تكاد تقترب من القطاع الخاص وكذلك زيادة رواتب عمال النظافة ويسهم ذلك دون شك في تحسين خدمة المريض وهو الهدف الرئيسي لنا.. وفي واقع الأمر نحتاج سنويا إلي أجهزة تكلفتها(20 40 مليون جنيه) لملاحقة التطور العلمي والتكنولوجي وكذلك لعمل الإحلال والتجديد للأجهزة الحالية, وكذلك نحتاج إلي60 مليون جنيه مستلزمات طبية.. بينما نحصل علي الأجهزة إما من التبرعات أو من وزارة التعاون الدولي. ويكفي أن نشير يتابع إلي أن إنشاء سرير للعناية المركزة بكافة تجهيزاته تصل تكلفته إلي مليون جنيه ويحتاج في نفس الوقت إلي مبلغ يتراوح ما بين400 جنيه و500 كمستلزمات ومستهلكات طبية يوميا. ويضيف لدينا200 طفل يتراكمون سنويا ويحتاجون إلي إجراء جراحة القلب المفتوح حيث إن هناك4000 طفل يولدون سنويا في حاجة إلي هذه الجراحة ويتم إجراء جراحة ل50% فقط منهم سنويا في المستشفيات الجامعية ومنهم800 حالة سنويا في مستشفي أبو الريش. وكذلك الحال هناك قائمة انتظار في بنك العيون حيث لا يوجد الآن في مصر سوي بنك العيون الموجود في مستشفي قصر العيني وحده حيث يتم إجراء عمليتين فقط لزراعة القرنية يوميا وتوجد قائمة إنتظار لمدة5 سنوات لذلك نرغب في تشجيع البنوك الأخري في مستشفي روض الفرج والمستشفيات الجامعية مثل عين شمس والمنصورة. وفي مستشفي قصر العيني يوجد24 سرير رعاية مركزة للمخ والأعصاب وإصابات الرأس ويتردد حوالي15 مريضا يوميا في الوقت الذي تستلزم الحالة بقاء المريض داخل العناية لمدة6 إلي10 أيام! وبالتالي تظهر المشكلة التي تختلف كثيرا عن قائمة الانتظار في قسم العظام التي تضم30 مريضا يوميا, وتتزايد في الأعياد والمناسبات إلي60 80 حلة يوميا! ومن إجمالي قوائم الانتظار السابق ذكرها تضح مدي الحاجة إلي التبرعات المادية التي قد تتجاوز قيمتها مائة مليون جنيه سنويا لكي يتمكن مستشفي عريق بهذا الحجم من أداء رسالته علي الوجه الأكمل..