ترجع بدايات الطب علي مهنة التمريض الحديث إلي الربع الأول من القرن الماضي مع انطلاق مشروع محمد علي للتحديث. حيث إن أنشئت أول مدرسة للتمريض في مصر عام 1828 في أبي زعبل وانتقلت إلي القصر العيني بعد ذلك بتسعة أعوام (1838). الخطوة التالية - وهي خطوة صغيرة - كانت في بدايات عهد الاستعمار البريطاني حينما طور البرنامج الدراسي للمدرسة وسميت بمدرسة الحكيمات. وفي نهايات النصف الأول من القرن العشرين - ومع التوسع الرأسمالي وانتشار الخدمات الصحية العامة الحديثة - أصبحت أربع مدارس جديدة: مدرسة مستشفي عين شمس (1948)، مدرسة مستشفي كتشذر (شبرا العام حاليا)، مدرسة مستشفي كلية الطب بالإسكندرية (1949)، ومدرسة الإرسالية الأمريكية بأسيوط. نلاحظ هنا ارتباط مدارس الحكيمات بالمستشفيات الكبري لتوفير الاحتياجات من الممرضات في العملية الطبية. وفي ظل العهد الناصري حدث توسع هائل في أعداد الممرضات ليواكب توسع الخدمات الصحية وفقًا لمشروع رأسمالية الدولة الناصرية في التطوير الرأسمالي ورفع الإنتاجية. في عام 1964 تم تحويل مدارس الحكيمات - وعددها 33 آنذاك - إلي مدارس للتمريض بنظام الثلاث سنوات، مع تطوير في المناهج والنظم. وفي بدايات عهد السادات - عام 1972 - تقرر تحويل المدارس إلي مدارس ثانوية للتمريض مع تطوير المناهج ومع إضافة 66 مدرسة جديدة ومع تحويل 24 مدرسة مساعدات ممرضات ومساعدات مولدات إلي النظام القديم. والمستهدف كان تخريج 6000 ممرضة سنويا للوفاء بالاحتياجات المتوسعة (وهو ما حدث بالفعل مع أول دفعة عام 1975). علي جانب آخر، أنشأت الدولة الناصرية معاهد عليا للتمريض لتخريج ممرضات أكثر كفاءة وتخصصًا. أول معهد أنشئ هو المعهد العالي للتمريض بطب جامعة الإسكندرية عام 1954، وتلاه معهد القاهرة (1964)، ثم تتالي إنشاء المعاهد في العهد الناصري وما بعده حتي وصلوا إلي ثمانية معاهد في (1991) هذا إضافة إلي إنشاء المعاهد الفنية للتمريض (معاهد متوسطة)، وعددهم بالتحديد اثنان في الجمهورية كلها: واحد في القاهرة والآخر في الإسكندرية، إضافة إلي إنشاء المعاهد الصحية (وبها شعب لفنيات التمريض).