هل تذكرون أعزائي القراء أطباء مصر العظام الذين كانوا بالفعل ملائكة الرحمة والمودة ويعملون من أجل الحصول علي رضاء الله وحده..! هل يتذكر الجيل الجديد الذين تبلغ أعمارهم خمسين عاما فأقل سواء المرضي الذين يقال إنهم أكثر من ربع سكان مصر المحروسة ولا أعلم محروسة من إيه بالضبط؟! أو أطباء الجيل الجديد الذين يتخرجون في كليات الطب المنتشرة في مصر رافعين شعار "ثلاثة ع" يعني عيادة وعروسة وعربية ولا يكترثون بصحة المريض وانما ينظرون إلي محفظته وما فيها من أموال. أو كروت الفيزا والماستر..! إن المواطن المصري الذي عايش العهد البائد، تعامل مع مجموعة من البشر تشبه الانبياء، يعالجون الناس ويتعاملون مع المرضي بصرف النظر عن مستواهم المادي أو مركزهم الاجتماعي لأنهم كانوا يتعاملون مع حالة مرضية يريدون انهاء معاناة صاحبها ويكفيهم ذلك ويكفيهم رضاء الله عليهم ورضاء ضميرهم!! ان هؤلاء الناس انقرضوا ولم يعد لهم وجود مثلما انتهي عصر الرسل والانبياء وكان سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم هو خاتم الانبياء والمرسلين. انني اتذكر علي سبيل المثال، لا الحصر الدكتور مورو باشا والدكتور علي باشا ابراهيم والدكتور الكاتب وعائلة الشبراويشي هذا غير الباشاوات الذين تبرعوا من جيوبهم الخاصة لبناء مستشفيات علي أعلي مستوي من الرقي، وهم مثلا الشواربي باشا الذي بني مستشفي في قليوب والدمرداش باشا الذي أقام مستشفي الدمرداش والذي مازال يحمل اسمه وجمعية المواساة في الاسكندرية التي انشأت مستشفي المواساة، وغيرها.. وغيرها. وقد أسهمت الجاليات الاجنبية التي كانت تعيش في مصر، وأقامت مستشفيات علي أعلي مستوي من الخدمة الطبية لخدمة مواطنيها والمصريين ايضا مثل المستشفي الايطالي والمستشفي اليوناني والمستشفي الفرنساوي، وكل هذه المستشفيات أقيمت في حي العباسية في القاهرة والمستشفي الاسرائيلي الذي كان في حي غمرة ومستشفي الانجلو أمريكان في منطقة الجزيرة.. الاَن.. عندنا عشرات المستشفيات.. بل المئات واغلبها عبارة عن دكاكين.. وشقق.. والقصد منها نهب فلوس الناس.. يمارسون فيها عمليات القتل الرحيم أو حقن المرضي بإبر بنج منتهي الصلاحية والمفعول، ليموت المريض بدون أن يدري وبلا معاناة..!! أما المستشفيات الفندقية، فهي بالفعل عبارة عن مبان فخمة وجميلة وتشبه فعلا الفنادق، والشيء الوحيد الذي ينقصها لتكون في مستوي الخمس نجوم أن يكون بها ديسكو.. وبار ورقص افرنجي وراقصة شرقية..!! ولأن البنوك صارت هي الأخري طرفا في عمليات انشاء المستشفيات الاستثمارية، بإقراضها مبالغ ضخمة، وبما ان البنك لا يقامر بفلوس المودعين، فهو يعمل من اجل المكسب وتحقيق ارباح. وملاك المستشفي من الدكاترة أيضا يريدون تحقيق الارباح الخرافية.. والكل يجب أن يربح، إلا المريض الغلبان.. وقل علي الدنيا السلام.. وعليكم السلام.. وأخيرا أودعكم قائلا: ازي الصحة.. وازي الحال..!!