حسنا فعلت وجميل ما استقبلت صحيفة «الاهرام» والمتمثلة في الملحق الاسبوعي العدد الماضي قراءها ونحن في مستهل الشهر الكريم وفي سبق صحفي غير مسبوق في تاريخ الصحيفة تفرد الملحق بعرض موجز شامل وممتع لسير مشاهير قراء القرآن الكريم بعنوان «إقرأ باسم ربك» وهو ما لاحظته من الأقبال الشديد لشراء جريدة الأهرام لما بلغ جمهور القراء في المجتمع من نشر هذا الإبداع المتميز لهؤلاء المشاهير وبداية نسجل ملاحظة: أن جميع مشاهير التلاوة من مصر . .................................................................... ولم نسمع أو نقرأ لأي أحد من مرتلي القرآن في أي إذاعة عربية أو أجنبية يضاهي ويساوي براعة واتقان قرائنا المشاهير من مصر وهذا اثبت مدي تفرد مصر بالريادة في أغلب الأشياء مثل « المهندس المصري والطبيب والجندي والمدرس والفلاح المصري .... الخ» ولذا نري أن أي شيخ من هؤلاء المشاهير في العالم الخارجي مدرسة بمفردة في الأقطار العربية والإسلامية فتري مدرسة الحصري ومدرسة وعبد الباسط والبنا والمنشاوي ... الخ وكل من أراد أن يتعلم ويتلو القرأن بطلاقة لا بد أن يعود لسماع هؤلاء المشاهير وقلما نجد صوتا يضاهي هؤلاء المشاهير الذين يقرأون القرأن يومياً في الاذاعات والفضائيات المختلفة من حيث تشرق الشمس في اليابان إلي غروبها علي شواطيء أمريكاالغربية . ونعود ونسجل ونحيي كل محرري هذا الملحق الوثائقي المتفرد الذين بذلوا جهداً كبيراً لتخرج المقالات المختلفة في ابهي وأجمل صورة من الغلاف إلي الغلاف . وقد نوه الملحق إلى عبقرى التلاوة الشيخ مصطفي إسماعيل وهو معشوقي ومعشوق المستمعين في مصر وشتي الأقطار العربية والإسلامية والذي كان يلقب بمقرئ الملوك والسلاطين وهو المقرئ الفذ والذي كان يتقن اختيار الآيات المناسبة من القرآن ليقرأها في مناسبتها المدعو إليها وفي هذا الصدد قص لي احد المهندسين والذي كان يعمل فى إنشاء السد العالي أنه حضر حفل افتتاحية السد، وأنه عندما افتتح الرئيس جمال عبد الناصر مشروع السد العالي كان الكثير من المدعويين رؤساء وسفراء من جميع دول العالم خاصة الدول الاشتراكية والشيوعية حينذاك وكان علي رأس المدعويين الرئيس السوفيتي خروتشوف وحضر أيضا أكثر من 500 من الصحفيين ومراسلي الصحف الأجنبية وكان من ضمن المدعوين لقراءة القرآن كبار مشايخ التلاوة في القطر المصري وعلي رأسهم الشيخ مصطفي إسماعيل والذي أثار انتباه خروتشوف وجميع الحاضرين معه وكانت تنقل لهم ترجمة معانى الآيات مباشرة - وهو يقرأ ويتلو سورة القمر إلي أن وصل إلي الآيات من الآية (10) إلي الآية (16) والتي تقول «فدعا ربه أني مغلوب فانتصر ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقي الماء علي أمر قد قدر وحملناه علي ذات الواح ودسر تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر . ولقد تركناها أية فهل من مدكر فكيف كان عذابي ونذر» واخذ الشيخ يضغط علي هذه الآيات ويعيد ويزيد حتى أن الكثير من الحضور والمدعوين الأجانب أثارت لديهم هذه الآيات الكثير من علامات الاستفهام والاعجاب ورددوا وقالوا أن هذا الكلام الذي يقوله الشيخ كأنه مؤلف علي موقف الرئيس عبد الناصر من قضية السد العالي ومعركته مع البنك الدولي ودلاس حيث يقول «أني مغلوب فانتصر» أما بقية الكلام علي حد قولهم فمؤلف ويخص السد العالي، وهو يتحدث عن تفجير الأرض عيونا وافتتاح أبواب السماء بماء منهمر والتقي الماء علي أمر قدر» ونحن نردد ونقول هل بعد هذا الإبداع أبداع ثم لم يطو وينه الملحق الوثائقي صفحاته دون أن يذكرنا بسيد المداحين الشيخ سيد النقشبندى والذي يطربنا ويشجينا يوميا في إذاعة القرآن الكريم ويمتعنا أيضا علي مائدة الافطار يومياً وبعد أذان المغرب في شهر رمضان حيث يقول – مولاي يا مولاي - لغة الكلام علي فمي خجلي ولولا الحب لم اتكلم يا مظهر التوحيد حسبي انني – أحد الشداه الهائمين الحوم – ولا يفوتنا أيضا أن نقول إن جميع هؤلاء المشاهير لم يدخلوا ولم يتعلموا في معهد القراءات وإنما كانت الموهبة والتلقي في كتاب القرية والتعلم من الاستماع المستمر حتى يذكر أن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد كان يمشي أربعة كيلو مترات في قريته المراعزة مركز ارمنت بالصعيد ليستمع إلي قارئ القرآن في الراديو الوحيد في القرية حينذاك، ولا أجد أجمل ولا أعذب من الختام بالاستدلال بقول الصحفي الجميل المرحوم محمود السعدني في كتابه والذي كان أيضاً من سباقى البحث في الملحق: «وزمان كان لكل صوت سمة خاصة وملامح مميزة . وكل قارئ كان له لون وله طعم وكانوا مثل الأشجار المثمرة في جنة فواكه فإذا كان صوت الشيخ محمد رفعت هو التفاح فالشيخ مصطفي إسماعيل هو العنب البناتي والشيخ عبد الفتاح الشعشاعي هو الرمان والشيخ عبد الباسط هو الخوخ والشيخ الحصري هو الجوافة والشيخ المنشاوي هو البلح الزغلول والشيخ عبد العظيم زاهر هو الكمثري والشيخ محمد صديق المنشاوي هو التين البرشومي والشيخ محمود عبد الحكم هو الموز المغربي. قاربت السطور علي الانتهاء ولا يسعنا إلي أن نقدم جزيل الشكر والعرفان لكل من بدأ بفكرة هذا البحث الإيماني الروحي الرائع ولأسرة تحرير الأهرام وكل من أسهم تصويرا واخراجاً وشكرنا أيضاً إلي أبناء هؤلاء المشاهير الذين امتعونا بحوارهم عن ذويهم وكل عام وأنتم بخير.