القرآن الكريم نزل بمكة وكتب باسطنبول وقرئ بمصر، هذه المقولة المشهورة ترسي دعائم دولة التلاوة العظمي في مصر.. وبعد أن استقرت مدارس التلاوة المصرية في وجدان الأمة الإسلامية لم يعد مستغربا أن تشيد صروح ومراكز دولية للتلاوة علي تراث مصر خاصة بدولة إيران التي افتتحت أكثر من 01 مراكز لتحفيظ القرآن وتجويده يحتل كل شيخ مصري رئاسة قسم فيها يسمي باسمه.. فما هي حكايتها؟ في كل المؤتمرات الدولية وعلي شاشة التليفزيون الإيراني يمكن أن تستمع في عجب عشرات بل مئات الأصوات لشباب إيراني يقلدون في إبداع تلاوة قراء مصر حتي لاتكاد تفرق بين الأصل والمقلد. بعد تلاوة الافتتاح لمؤتمر دعم الانتفاضة الفلسطينية الذي تابعنا فاعلياته منذ أسبوعين فقط شاهدت دموع الوفد المصري خاصة السفيرين عبدالله الأشعل ومحمد رفاعة الطهطهاوي بعدما تفاعلا مع القارئ حسين ناردي الذي قدم تلاوة طبق الأصل من الشيخ مصطفي إسماعيل، التقيته عبر مترجم إذ إنهم رغم التلاوة القرآنية لايجيدون العربية علي الإطلاق لماذا لا أعرف! وسألته كيف وأين حفظت القرآن الكريم؟ قال حسين: عندنا في إيران وفي كل إقليم محافظة أكثر من مركز متخصص لتحفيظ القرآن الكريم، وفي كل مركز عدة أقسام تسمي بأسماء قراء مصر، فمثلا : قسم الشيخ محمدرفعت وقسم الشيخ عبد الباسط وقسم الشيخ مصطفي إسماعيل وهكذا باقي الأقسام تحمل أسماء قراء آخرين من مصر.. ومن مصر فقط لأننا هنا نعتبر دولة التلاوة القرآنية في مصر وحدها. وكل هؤلاء الأعلام تقريبا زاروا إيران في رمضان والاحتفالات الكبري وقرأوا أمام جماهير غفيرة فتركوا أثرا رائعا في وجدان الشعب الإيراني حتي بات حلم أكثرنا أن نكون تلاميذ في مدارس هؤلاء، وبالفعل واتتنا الفرصة عندما أنشئت هذه المراكز عندنا وتبدأ بطلب يتقدم به الطالب لحفظ القرآن وفي مدة عامين أو ثلاثة علي الأكثر ينتهي من حفظه كاملا بفضل الله. وهنا أشير إلي أن الحفظ يصاحبه دروس في التجويد بحيث يتخرج الطالب حافظا مجودا ببراعة ويحصل علي شهادة رسمية بهذا للعمل أو الاعتماد كقارئ بالإذاغة والتليفزيون. دولة التلاوة مصرية ❊❊ وماهي حكاية الأقسام هذه؟ يقول حسين ناردي : كما أشرت كل قسم يحمل اسم الشيخ وكل طالب يري في نفسه حبا وعشقا وقدرة علي تقليد الشيخ يطلب الانتساب إليه وقد ينتسب إلي شيخ آخر بحيث يصبح مقلدا لشيخين فعلا. ❊❊ من هم شيوخك من المصريين؟ كلهم تقريبا.. ولكني انتسبت لشيخين.. مصطفي إسماعيل والشحات محمد أنور. نفسي اقرأ في الأزهر وفي جلسة ختام المؤتمر ظهر قارئ آخر اختار الآيات القرآنية المناسبة للقدس وشهداء فلسطين وقدم تلاوة خاشعة مؤثرة أبكت كثيرا من الحاضرين وقد جمع بين أسلوب وطريقة الشيخين مصطفي إسماعيل ومحمود صديق المنشاوي ببراعة عجيبة إنه القارئ علي الحسيني طالب الهندسة الذي التحق بمركز القرآن بمشهد وتفوق حتي حصل علي جائزتين دوليتين من ماليزيا وإيران. ❊❊ سألته عن شيوخه المصريين؟ قال مصطفي إسماعيل، ومحمد أحمد شبيب والشحات محمد أنور والشيخ سيد متولي. ❊❊ كيف تقلد صبغة الصوت لكل شيخ؟ موهبة من الله أولا وعندنا مدرسة مجانية لدراسة الأصوات والسلم الموسيقي وفيها نتقن كل شيء. ❊❊ وماهي أمنياتك الآن؟ أن أقرأ ولو مرة واحدة في الجامع الأزهر الشريف.