جاء فوز المخرجة المبدعة سميحة الغنيمى بجائزة الدولة للتفوق فى الفنون عن مجمل أعمالها، تكريما لمسيرة من الإبداع فى الفن التسجيلى استحقت عنها الكثير من التكريمات، فالغنيمى نموذج متفرد من الموهبة والتفانى والإخلاص فى صناعة الفن الراقى الذى اختارته فمنحته حياتها كلها وفضلته على كل الأمور، لتصبح أهم مخرجة تسجيلية فى العالم العربى، وتكون هى حلقة الوصل المضيئة بين الجيل السابق والمؤسسين لفن الفيلم التسجيلى، الذى وهبت حياتها له فأخرجت بكثير من الشاعرية أعمالا نالت بها ألقاب «شاعرة السينما التسجيلية» و«ساحرة الفيلم التسجيلى» لما تضمنته من لوحات فنية رائعة مثلتها أفلامها التى غذت عقل المشاهد بسيمفونية عذبة عزفتها بإبداعها، ومزجت فيها بين الثقافى والفنى والتاريخى والمعمارى، منها «رحلة العائلة المقدسة» و«حارة نجيب محفوظ» و«عاشق الروح» و«النيل» و«القاهرة» وسلسلة القصور التاريخية المصرية المبهرة، وغيرها من الأفلام التسجيلية التى أبهرت كل من شاهدها، فأصبح جمهورها العامة والصفوة معا، فاجتمعا على حب أعمالها التى صنعتها هى أيضا بحب لمصر وترابها وحضارتها فظهرت وطنيتها وعشقها لوطنها فى كل صورة فنية تعبر عن جمال بمصر. المبدعة سميحة الغنيمى تستحق التكريم بشكل آخر داخل بيتها التليفزيون المصرى، يأتى فى شكل عرض أعمالها الرائعة والحفاظ على أفلامها التى تزخر بها مكتبة التليفزيون، وحمايتها مما يحدث من تقطيع لمشاهدها واقتباس منها فى برامج تليفزيونية مشوهة، ولا أحد يدرى، وآتساءل أين حقوق الملكية الفكرية فيما يحدث لهذه الأفلام؟، وأتذكر أن الإعلامية الراقية زينب سويدان كانت قد أصدرت توجيها لدى رئاستها للتليفزيون بالحفاظ على أفلام الغنيمى وعدم استعارتها للأخذ من مشاهدها وذلك بقرار مكتوب وهو ما أتمنى أن يحدث بل وأطالب به قيادات التليفزيون حفاظا على هذه الكنوز التى يعى أهميتها المشاهدون. من الصعب الحكم على الأعمال الدرامية الرمضانية بعد 4 حلقات فقط، ولكننى أرى أن الفنان القدير عادل إمام فرض نفسه على الساحة منذ أول أيام رمضان بمسلسله «مأمون وشركاه» الذى صنع بهجة من اللحظات الأولى لعرضه. [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات فاطمة شعراوى