من أروع ما شاهدت بالتليفزيون المصرى خلال الإحتفال بعيد الميلاد المجيد فيلم «رحلة العائلة المقدسة» للمخرجة المبدعة سميحة الغنيمى وهو الفيلم الذى تحدث عنه العالم فى التسعينيات مع أول عرض له على عدة شاشات مصرية وعربية ودولية، وقتها كانت الإعلامية القديرة الراحلة سهير الأتربى هى رئيسة التليفزيون وهى من شجعت الغنيمى وطالبتها بصناعة هذا الفيلم الرائع، وأتذكر فرحتها المغامرة بردود الأفعال ليست المصرية فقط ولكن العالمية، كما قال البابا شنودة للغنيمى وقتها: أشعرتينا بالفعل بأن المسيح يسير ويتحرك. فيلم «رحلة العائلة المقدسة» نموذج للعمل التسجيلى البديع الذى يحمل خيالا وفكرا ومضمونا يصل لقلب وعقل ووجدان المشاهد، وفى تصويره بالقدس قابلت الغنيمى الكثير من العقبات وكادت أن تتعرض للموت مع فريق عملها فى أثناء تجولها بكاميرتها بمواقع عديدة منها دير المحرق وكنيسة المهد وكنيسة هيرودوس وغيرها من المواقع الحقيقية التى ولد ومر فيها المسيح ولم تتوقف عند أى خطر قابلته بل أصرت على تقديم فيلم تميز بالبراعة والإتقان فى كل عناصره وسيعيش على مر السنوات يعرضه ويتباهى به التليفزيون ويشيد به كل من يشاهده. المبدعة سميحة الغنيمى نموذج للتفانى والإخلاص فى العمل وتعد أفلامها لوحات فنية تحمل خيالا وإبداعا، وهو ما يدعونى للمطالبة بالحفاظ على أفلامها التى تزخر بها مكتبة التليفزيون، وفى نفس الوقت يؤسفنى ما يحدث للأفلام من تقطيع لمشاهدها واقتباس منها فى برامج تليفزيونية وآتساءل أين حقوق الملكية الفكرية فيما يحدث لهذه الأفلام؟، وأتذكر أن الإعلامية الراقية زينب سويدان كانت قد أصدرت توجيها لدى رئاستها للتليفزيون بالحفاظ على أفلام الغنيمى وعدم استعارتها للأخذ من مشاهدها وذلك بقرار مكتوب وهو ما حافظ عليها لفترة وهو ما أطالب به عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون ومجدى لاشين رئيس التليفزيون، لأن أقل تقدير للمبدع هو الحفاظ على إبداعه، وأعلم أن الأمير ولاشين يعيان قدر تلك الأفلام ويرفضان فكرة «هلهلتها» فى برامج أخرى بتمزيق مشاهد ولصقها فى البرامج ولكن الأمر يحتاج لقرار. [email protected] لمزيد من مقالات فاطمة شعراوى