اختار التليفزيون المصرى الفيلم التسجيلى (مناجاة الرسول) لعرضه فى الإحتفال العام الهجرى الجديد، وما أن عرض الفيلم وبدأت بعده الإتصالات التليفونية تنهال على استوديو الهواء بالتليفزيون مطالبة بإعادة عرضه مرة أخرى، وحسنا فعلت القناة الأولى وأعادت عرضه فى نفس الليلة. هذا المشهد يؤكد أن العمل الجيد يفرض نفسه ويتفوق على منافسيه، ويؤكد أيضاً أن التليفزيون المصرى يمكنه الوصول لمشاهديه إذا اختار وانتقى ما يعرضه على شاشته، فقد اختار فيلما للمخرجة المبدعة سميحة الغنيمى التى تفوقت على نفسها فى صناعة الفيلم التسجيلى فأوصلها دأبها وإخلاصها لفنها واهتمامها الشديد بأفلامها إلى العالمية، بل وأصبحت المخرجة الأولى فى عالم الفيلم التسجيلى على مستوى الوطن العربى وأثبتت فى أفلامها أنها صاحبة فكر ورؤية، تعى جيدا مفردات العمل الناجح ككل أفلامها التى تعد خير سفير لمصر فى الخارج. قدمت الغنيمى فيلم (مناجاة الرسول) والذى ناجت فيه نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام رسول السلام فأوصلت من خلاله رسالة السماحة فى الإسلام وكيف كان الرسول (ص) سمحا محبا للسلام وداعيا له فى كل وقت ومهما تعرض لصعاب وظلم، فتخلل الفيلم الذى استغرقت مدته 10 دقائق مشاعر وروحانيات نحتاجها فى زماننا وانسابت موسيقى الشحن فى سلاسة لأذن المشاهد، فاستمتع بصره ووجدانه وتغذى عقله بسيمفونية عذبة عزفتها المبدعة سميحة الغنيمى التى ستظل روائعها التسجيلية خالدة، وهنا تجدر التحية لعصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وأحمد صقر رئيس قطاع الإنتاج الذى أنتج العمل وكل من ساهم فى خروج هذه القيمة للنور فقد علمت أن الغنيمى قامت بعمل مونتاجه بقطاع الأخبار بعد موافقة صفاء حجازى رئيسة القطاع، وبرغم التكلفة الضئيلة والإمكانيات الضعيفة التى توافرت للعمل إلا أنه خرج بصورة مشرفة ليضيف نجاحا جديدا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون ولمخرجته المبدعة صاحبة الموهبة والتى تحدت أى صعاب واجهتها إيمانا منها برسالة وقيمة فيلم عن الرسول الكريم (ص) وتسامحه وأخلاقه كقدوة للبشر. [email protected] لمزيد من مقالات فاطمة شعراوى