اليوم وقد مر علي تولي الرئيس لمنصبه عامان سبقتهما هذه الفترة تحديات غير مسبوقة مرت بها السياسة الخارجية المصرية في مقدمتها سعي دول الي وقف دعمها لمصر والوقوف معها في المرحلة العصبية بل وصل الأمر الي وقف المساعدات العسكريةوالوقوف مع مصر في حربها علي الإرهاب كما قامت أخري بالتشكيك في ثورة03 يونيو,وقام الاتحاد الإفريقي بتعليق عضوية مصر, ووقع علي عاتقوزارة الخارجية الدفاع عن الثورة فعملتعليصياغة سياسة خارجيةتستند عليرؤية إستراتيجية واضحة طويلة الأجل تحقق التوازن بين عناصر التغييرالتي تفرضها الثورة. إفريقيا.. مفهوم جديد للتعاون بعد تولي الرئيس السلطة في يونيو من العام قبل الماضي كان قرار الاتحاد الأفريقي بعودة مصر الي تفعيل عضويتها في الاتحاد بعد تعليقها في أعقاب ثورة03يونيو, حيث قامت الدبلوماسية المصرية بجهد كبير لإعادة مصر إلي مكانتها في القارة الأفريقية بشكل عام, ودول حوض النيل بشكل خاص, وكانت المشاركات المتواصلة للقيادة السياسية في قمم الاتحاد الأفريقي والجولات الدائمة التي تقوم بها الدبلوماسية المصرية الي دول القارة, حيثتضطلع مصر بدور ملموس علي صعيد وضع أسس السلم والأمن بالقارة. ويعتبر توجه مصر في إفريقيا توجها استراتيجيا, فلا غني لمصر عن أفريقيا ولا غني لأفريقيا عن مصر, وبالتالي كان هناك اهتمام وسعي لبناء علاقات أفريقية علي أسس جديدة تقوم علي تحقيق المصالح المشتركة دون الإضرار بمصالح أي طرف وتبني قضايا القارة دوليا, كما سعت مصر لفتح صفحة مع أشقائها الأفارقة تعتمد روح التعاون, وتحركت مصر مع إثيوبيا وتوصلت الدولتان لتوقيع الاتفاق الإطاري, وهو ما أكد التوجه المصري, حيث وقعت كل من مصر وإثيوبيا والسودان اتفاقا إطاريا بشأن سد النهضة, بالإضافة إلي التحضير لاتفاقات تعني بقواعد تشغيل السد وتحفظ حقوق مصر المائية وحق إثيوبيا في التنمية علي أساس مبدأ المكاسب المشتركة للجميع وتتواصل الاتصالات والاجتماعات الثلاثيه والسداسية سواء لوزراء الخارجيه او بالاشتراك مع وزراء الري من أجل وضع كافه الدراسات,كما تأسست الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في يوليو2014لدفع علاقات الشراكة والتعاون مع الدول الأفريقية من خلال تقديم الخبرة الفنية في مختلف التخصصات. وعلي هامش القمة الإفريقية الأخيرة تم انتخاب مصر عضوا في مجلس السلم والأمن الإفريقي لمقعد الثلاث سنوات(20192016), عن إقليم الشمال, وذلك بتأييد47 دولة من دول الاتحاد الإفريقي. مصر عضوا بمجلس الأمن وفي احد أهم النجاحات للدبلوماسية المصرية فازت مصر منذ عدة أشهر بمقعد غير دائم في مجلس الأمن بأغلبية971 صوتا هو ما عكستأكيد ثقة المجتمع الدولي في مصر وقدرتها علي تحمل مسئوليتها في حفظ السلم والأمن الدوليين, وعلي الدفاع عن القضايا الإفريقية والعربية وقضايا دول العالم الثالث داخل المجلس,حيث قاد وزير الخارجية سامح شكري حملة دبلوماسية لفوز مصر بمقعد شمال إفريقيا في مجلس الأمن الدولي للمرة الخامسة في تاريخ المجلس وتسلمت مقعدها منذ بداية يناير الحالي وتتصدر اهتماماتها القضايا الإفريقية والإقليمية وتترأس3 لجان في مجلس الأمن وتتمثل اللجان الثلاث في اللجنة المعنية بمكافحة الإرهاب, واللجنة المعنية بمتابعة نظام العقوبات الخاص بالعراق, واللجنة المعنية بمتابعة نظام العقوبات الخاص بالكونغو الديمقراطيةكما ترأست مصر أعمال المجلس خلال شهر مايو الماضي وقام وفد من أعضاء مجلس الأمن بزياره لمصر. مكافحة الإرهاب طالبت مصر في أكثر من مناسبة بضرورة تكاتف المجتمع الدولي لمحاربة التطرف والإرهاب, ونجحت في وضع قضية مكافحة الإرهاب علي أجندة المجتمع الدولي بقوة نظرا لأن ما شهدته المنطقة من أحداث إرهابية علي مدار الفترة الأخيرة أكد صحة الرؤية المصرية ودقتها فيما يتعلق بأولوية مكافحة الإرهاب, وضرورة عدم التفرقة بين تنظيمات وأخري. كما تمكنت مصر من خلال عضويتها في التحالف الدولي ضد داعش من إبراز خطورة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة و الدعوة للوسطيةوتقدم مساهمات كبيرة علي مستوي محاربه الفكر المتطرف وقطع التمويل. وتعاملت وزارة الخارجية مع ظاهرة الإرهاب علي عدة مستويات شملت المستوي الثنائي والإقليمي والدولي, وإبراز التجربة المصرية في مواجهة الإرهاب, وخاصة في المجال الفكري والتوعية الدينية من خلال الدور الرائد الذي تضطلع به مؤسسة الأزهر. العلاقات المصرية العربية علاقات مصر العربية تزداد يوما بعد يوم قوه وتناميا, حيث عادت مصر لتحتل دورها العربي الإقليمي, وكان الالتفاف من جانب غالبية الدول العربية حول مصر ما بعد ثورة30 يونيووالدعم المعنوي والمادي الهام الذي تم تقديمه عقب تولي الرئيس السيسي مقاليد الرئاسة, كما ترأست مصر القمة العربية التي عقدت في شرم الشيخفي ظل التحديات التي تواجه الأمة العربية. العلاقات المصرية الأمريكية شهدت العلاقات المصرية الأمريكية حالة من الاضطراب عقب ثورة30 يونيوواستمر هذا الاضطراب لفترة الي ان تم انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي وتحولت الحالة الي الاستقرار حيث تنظر مصر للولايات المتحدةالأمريكية علي أنها شريك مهم تجمعها به مصالح مشتركة علي مدار العقود الأربعة الأخيرة في الوقت الذي تعددت اللقاءات والزيارات المتبادلة بين الجانبين المصري والأمريكي ممثلا في وزيري الخارجية كما تم إطلاق الحوار الاستراتيجي بين البلدين بعد توقف دام خمس سنوات, واتخذت الإدارة الأمريكية إجراءات برفع القيود التي كانت مفروضة علي برنامج المساعدات العسكرية. روسيا والصين والنمور الأسيوية والتوجه نحو الشرق نوعت مصر علاقاتها الدولية من خلال العديد من الشراكات المهمة مع دول محورية في مقدمتها روسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية و اندونسيا وماليزيا. فعلي صعيد العلاقات مع روسيا, فإنها تمر حاليا بحالة من النشاطودعمتها الزيارات المتبادلة لزعيمي البلدين وعقدت لقاءات دبلوماسيه أظهرت التوافق بين البلدين بما أسهم في إيجاد مساحة كبيرة مشتركة تلاقت فيها الاتجاهات حيال عدد من الملفات الإقليمية. وقد بدأ علي أرض الواقع تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين من خلال اللجان المشتركة. وعلي الرغم من حادث سقوط الطائرة الروسيه فوق سيناء إلا أن مجالات التنسيق والتعاون في أفضل حالاتها. وتنظر روسيا لمصر باعتبارها مركز صناعة القرار في الشرق الأوسط والبقعة الجيوستراتيجية الأساسية في المنطقة, رافضة كافة مساعي نقل مركز الثقل التقليدي للمنطقة إلي الأطراف الأخري, وتؤكد موسكو هذه النظرة في كل المناسبات, كما لن ننسي دعم العلاقات بشكل أوسع فيما يتعلق بالاتفاق المصري الروسي بشأن إقامة محطة الضبعة النوويه. الدائره الأوروبية.. نحو شراكة حقيقية تحركات هامه قامت بها مصر ودبلوماسيتها علي مستوي القاره والدائره الأوروبية,حيث كانت محورا هاما من محاور عمل الخارجية المصرية, كما لعبت الزيارات التي قام بها الرئيس الي عدد من دول الاتحاد الأوروبي دورا في التقارب. وقدقامت وزارة الخارجية بتحرك كثيف مع الاتحاد الأوروبي لتصحيح المعلومات الخاطئة لديهم عن الأوضاع الداخلية في مصر, كما كانت الجولات التي قام بها وزير الخارجية علي مستوي القارة في التأكيد علي أهمية التعاون المصري الأوروبي علي المستويات السياسية والاقتصادية والمشاركة في معظم الفعاليات والتنسيق السياسي في مختلف الملفات الاقليمية والدوليةوفي مقدمتها الإرهاب.