ازدادت حالة الارتباك فى فرنسا أمس قبل أيام من انطلاق بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم «يورو 2016»، بسبب تحذيرات الإرهاب الأمريكية الغامضة واتساع حركة الإضرابات العمالية احتجاجا على تعديلات قانون العمل. فقد حذرت وزارة الخارجية الأمريكية رعاياها من مخاوف بشأن هجمات إرهابية تستهدف البطولة الأوروبية التى تستضيفها فرنسا اعتبارا من 10 يونيو الجارى ولمدة شهر. وأشار تحذير الخارجية إلى أن مواقع إقامة المباريات، ومراكز تجمع المشجعين، والأماكن الترفيهية التى تعرض وقائع المباريات فى فرنسا، بل وفى مختلف المدن الأوروبية، تشكل أهدافا محتملة للتنظيمات الإرهابية. ووردت تحذيرات الخارجية ضمن مراجعة للبيان الذى كانت قد أصدرته قبل فترة تطالب فيه مواطنى الولاياتالمتحدة بتوخى الحذر من هجمات محتملة قد تستهدف وسائل النقل وأماكن التجمع المزدحمة فى الدول الأوروبية. وأضافت الخارجية أن تدفق أعداد كبيرة من السائحين على المدن الأوروبية خلال أشهر الصيف قد يشكل هدفا " ثمينا" بالنسبة للتنظيمات التى تسعى إلى إسقاط أكبر عدد من الضحايا على مستوى أوروبا. وشهد المؤتمر الصحفى الذى عقده جون كيربى المتحدث باسم الخارجية الأمريكية تخفيفا من حدة التحذيرات، معتبرا أن التحذير لا يعنى الوقوف على معلومات دقيقة حول هجوم إرهابى محدد سوف يستهدف البطولة، وأضاف ردا على أسئلة الصحفيين أن الخارجية الأمريكية لا تسعى لأن يتوقف السائحون الأمريكيون عن زيارة القارة الأوروبية، ولكنها تريد أن يكونوا يقظين فى الوقت نفسه، على حد تعبيره. واستبعدت السلطات الفرنسية إلغاء البطولة الأوروبية المتوقع أن تستقبل حوالى مليونى زائر فى مختلف المدن الفرنسية. وكانت حكومة الرئيس فرانسوا أولاند قد مددت العمل بقانون الطوارئ الذى بدأ العمل بها عقب اعتداءات نوفمبر 2015 والتى أودت بحياة حوالى 130 شخصا. وانضمت هذه التحذيرات من تجدد الهجمات الإرهابية فى فرنسا إلى أزمة الاضرابات العمالية والمستمرة منذ ثلاثة أشهر فى تشكيل ضغوط مضاعفة على حكومة أولاند وإضعاف قدرته على التعامل مع التحديات الداخلية المختلفة. وتستعد فرنسا لمزيد من الشلل فى حركة قطارات السكك الحديدية مع استمرار الإضرابات واتساع نطاقها خلال الأيام القليلة المقبلة.