الآن لابد أن تكون لنا وقفة بعد عامين من حكم السيسى وإنجاز المستحيل لوضع هذا الوطن على مدار الاستقرار والأمن ومنظار شرعية الإنجاز عبر خوض مشروعات التنمية الكاملة والمستدامة وتفجير طاقات ملاحم صروح عملاقة لمشروعات ستدخل هذا الوطن فى الأجل القريب من أوسع أبواب التاريخ، حيث سيكون القادم أفضل مهما تعالت أصوات الكارهين والمرتجفين والمشككين. الآن فقط حان الوقت لوضع هذا الوطن (مصر) على خريطة عودة الدور والقرار فى الإقليم لابد من توسيع دائرة الحركة والرؤية لتسطع من جديد محورية القوة السياسية والدبلوماسية المصرية بغطاء عسكرى وقبضة قوية فى رسم معادلات الإقليم ووقف نزيف خرائطه ومزاحمة أدوار الهيمنة والتمدد والسيطرة على صناعة القرار فيه لنصبح لاعبا رئيسيا بفرض شروطنا واستحقاقاته على كل أطراف المعادلة فى الإقليم حتى يخشانا كل المتربصين وفرق قوى الشر التى توفر لها دول فى الإقليم مظلات حماية وأدوار وخطط شيطانية ومالا عابرا للقارات للانتقام وتكسير أقدام هذا الوطن وشعبه. لا يقل أحد لى إن كل ما يحدث من أزمات ونكبات تضرب هذا الوطن بين الفينة والأخرى هى من قبيل المصادفة، فيجب أن نكون صادقين مع أنفسنا ونعلى ثقافة الانكشاف ونقر ونعترف بان كل تلك الازمات التى تعرضت لها مصر مؤخرا من صنع المتربصين بنا من الخارج والداخل وبالتالى الأمر يحتاج إلى تغيير قواعد اللعبة وإطلاق يد أجهزة الرصد والمتابعة والاستخبارات فى الداخل والخارج لتنفيذ مهام استباقية لمنع تكرار مثل هذه المآسى والنكبات، وبالتالى توفير مظلات حماية لمصالح هذا الوطن وأمنه القومى. ولذا لابد لهذا البلد (مصر) ألا يعيش أسيرا للماضى والحاضر المؤلم طيلة الوقت، لابد أن نغادر مربع الخلل الذى يريد الأعداء والمناوئون تكبيل أقدامنا فيه كل يوم، لابد من مغادرة هذا الواقع ولنخرج سريعا من حالة الانكفاء على الذات والانغلاق على الداخل لنستعيد جزءا من حيوية وقوة الدور والقرار المصرى فى الإقليم حتى يحسب لنا القريب قبل العدو الحساب، وبالتالى نخفف حجم المؤامرات وتفنيد خطط ضرب الاستقرار والنجاح وعرقلة بناء وتشييد مشروعات القرن فى مصر حتى لا يظل هذا الوطن مأزوما مشتتا منقسما على نفسه فتضيع بوصلة الرؤية والمشروع، وبالتالى تتلاشى الإنجازات. منطق الأمور يقول لا مانع من السير بالتوازى على القضيبين، الأول توفير استحقاقات النجاح الأمنى والعسكرى والاقتصادى والتنموى وإطفاء حرائق الأزمات أولا بأول، ناهيك عن شل أيدى المتربصين وضرب غلاة الإرهابيين وفرق التخريب الجوال وسد المنافذ وإغلاق الشرعات فى وجه المتربصين والمخططين. والثانى طرح مبادرات خلاقة وتبنى خطاب سياسى واستراتيجية حكيمة وامتلاك رؤية ومشروع للدخول جريا على قضايا وأزمات الشرق الأوسط وتوسيع دائرة الحركة والتعاون السياسى والدبلوماسى والاستخباراتى والمعلوماتى لتوفير استحقاقات شرعية الاختراق لتلك القضايا، خاصة منها العربى بالأساس، حيث أولى أولويات أمننا القومى والاستراتيجى، وهذا ليس بغريب أو جديد علينا، حيث كان ومازالت لنا أدوار وأصوات مسموعة ودوى تحركات ومبادرات نافذة تحتاج إلى تفعيل الأدوات والقنوات حتى يحسب الحساب وقوة البأس لهذا الوطن، فإذا كانت هناك مشاريع لتركيا وإيران فى المنطقة تقوم على استراتيجية الفتنة والتقسيم والتمدد والتغلغل فى الأقاليم والأقطار العربية والشرق أوسطية، فليكن مشروع ورؤية مصر القادمة من الآن وليس غدا الإنقاذ وإطفاء تلك الحرائق المشتعلة فى أكثر دهليز عربى ولملمة أشلاء هذا العالم العربى وخلق مصدات تحصين ومانعة لوقف كل هذه الاختراقات. أنا أعلم أن التباينات فى العالم العربى والإقليم حادة للغاية، وأن من يقرر النزول إلى ملاعب الساحات العربية أشبه بالمتهور الذى يخوض فى حقول الألغام، لكن هذا قدر الرئيسى عبدالفتاح السيسى وقدر بلدى (مصر)، حيث إننا وأنت نعم نستطيع. لا يمكن أن يظل قدر مصر منكفئا الآن وعيون العالم شاخصة كل ساعة وكل يوم على القادم المريب فى القاهرة، هذا حادث قتل أمين شرطة لبائع شاى بسبب عدم تسديد الثمن أو أزمة مفتعلة بين الصحفيين ووزارة الداخلية ارتكب فيها البعض حماقات ما كان ولا ينبغى أن تجوز، وتلك حادثة اعتداء أمناء الشرطة على طاقم مستشفى المطرية أو تفجير هنا وتخريب هناك، هذه صور وتفلتات يجب أن نتجاوزها فى الحال، ولا يمكن أن تظل قامة ومداد هذا الوطن منكفئة على أحداث وأفعال حاقدة عابرة من هذا القبيل طيلة الوقت، هكذا هم يريدون لنا ذلك. ناهيك عن أن خوضنا مبادرات واستحقاقات تفاهم وحل وإنهاء مآسى الإقليم والمنطقة بدور مصرى ريادى وفعال سيجعلنا فى صلب اهتمامات العالم ونعيد لأنفسنا السمعة والمكانة وعندئذ ستعود القاهرة قبلة كل الزائرين والزعماء وصانعى التاريخ لخطب الود وتوسم طرح الحلول والمبادرات المضافة ومد يد التعاون والدعم لأذرع الدبلوماسية والدور المصرى، وبالتالى نخفف الضغط علينا ونتجاوز مرحلة الشرنقة والانكفاء ونصبح رقما صعبا وأصحاب قوة وبأس أكثر فى دوائر رسم سياسات الإقليم. السيد الرئيس استمر فى طرح مبادرة إنفاذ مسار التفاوض الفلسطينى الإسرائيلى وغيره من مبادرات لأزمات أخرى ولا تيأس بتعيين ليبرمان فى إسرائيل، فالسادات صنع السلام مع عتاة التطرف فى تل أبيب شيمون بيريز وويزمان وأرييل شارون. لمزيد من مقالات أشرف العشري