أثبتت القوات المسلحة المصرية في تعاملها مع ثورة يناير انحيازها دائما الي الشعب المصري الذي هي منه. وحيث اقسم رجالها علي حماية الشعب الوطن من اي تهديد, الامر الذي ظهر جليا يوم28 يناير من العام الماضي بعد نزول الجيش المصري الي الشوارع والميادين بعد انسحاب قوات الامن وسط ترحاب شديد من ابناء الوطن وكان الهتاف الرئيسي وقتها الجيش والشعب ايد واحدة. استطاع الجيش المصري خلال تلك الفترة الماضية ان ينفذ كل الوعود التي اخذها علي نفسه من اجل تسليم البلاد الي سلطة مدنية. وبالرغم من الهجوم الشديد الذي تعرض له الجيش المصري والمجلس الاعلي للقوات المسلحة خلال المرحلة الانتقالية الا انه وقياداته العسكرية آثروا الابتعاد عن الجدل والصغائر حيث حاولت بعض القوي السياسية سحبهم إليها. ولم يقف دور الجيش المصري علي حماية الثورة المصرية والشأن الداخلي فقط بل انه استمر في تدريباته ومخططاته السنوية الدورية لرفع الكفاءة القتالية العالية للضباط والجنود, بالاضافة الي التدريبات المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة. ويمكن ان ترجع هذه الدرجة من الايجابية لدور المؤسسة العسكرية المصرية الي جملة من الاسباب. تكشف تطورات تلك الفترة والتي تمتد من تاريخ25 يناير تاريخ اندلاع الثورة المصرية حتي يوم الحادي عشر من قبراير تاريخ تنحي الرئيس مبارك عن الحكم الي سلوك المؤسسة العسكرية المصرية اقصي درجات التعاطي الإيجابي مع تطورات الأحداث علي ارض الواقع وذلك رغم الحساسية السياسية التي واجهت الجيش في ظل وجود الرئيس السابق في الحكم, وفي هذا الخصوص يمكن الاشارة الي موقف الجيش من القضايا التالية: توقف العديد من التحليلات عند وصف الجيش المصري بأنه الضامن للديمقراطية و الاستقرار وانه قادر علي قيادة البلاد نحو الديمقراطية رغم التحليلات التي كانت تحذر من الاطاحة بمبارك ويمكن فهم هذا التحليل في ضوء ماتحظي به المؤسسة العسكرية من مصداقية كبيرة لدي الرأي العام المصري مقارنة بالمؤسسات المدنية الاخري حيث يمثل الجيش الامل الاخير للنشطاء السياسيين في مصر لمقاومة خطط التوريث ويمكن القول ان بيان الجيش رقم واحد في10 فبراير ساهم في تكريس هذه النظرة تجاه دور الجيش خاصة وانه تحدث عن حماية تطلعات الشعب المصري وكذلك ماورد فيه من تأييد مطالب الشعب المشروعة وبحث مايمكن اتخاذه من اجراءات للحفاظ علي الوطن ومكتسباته وطموحات شعب مصر العظيم وبالتالي فقد قدم البيان الجيش المصري بأنه الحارس علي تنفيذ مطالب شباب الثورة المشروعة في اطار الشرعية. وقد باتت جهود المؤسسة العسكرية لتأمين وسلامة المتظاهرين محط اهتمام واعجاب العديد من التقارير الدولية والرسمية والاعلامية التي رأت ان الجيش لعب دور وسيط الخير في الأحداث ورفض استخدام العنف ضد الشعب وامتنع حتي عن التدخل كذلك توقف العديد من المصادر عندما أسمته بمشاعر الحب والتقدير التي ابداها المصريون تجاه الجيش عقب نزوله عقب حالة الانفلات الامني في28 يناير مبرزة شعار تلك المرحلة الجيش والشعب ايد واحدة وان الجيش حمي المتظاهرين. وكان رئيس الاركان الفريق سامي عنان قد اعلن أن الجيش يري مطالب المتظاهرين شرعية وانه لم ولن يلجأ الي استخدام القوة ضد الشعب نقطة مضيئة للجيش بل يمكن القول ان هذه النظرة ابرزتها المصادر الاسرائيلية التي روجت سابقا لرؤي سلبية حيث ذكرت تعليقات ان الجيش المصري برهن علي انه يعرف حدود القوة وان اصبعه ليست خفيفة علي الزناد مثل جيوش اخري وقد اثبت هذا الجيش الحكمة والتصميم والحساسية. عرفت فترة الثورة ومابعدها تكثيف جهود القوات المسلحة لمواجهة حالة الانفلات الامني بعد جمعة الغضب28 يناير وانسحاب قوات الشرطة من مواقعها. المزيد من مقالات جميل عفيفى