منذ خمسة الآلاف عام لم يحظ المصريون بفرصة اختيار حر ونزيه لمن سيحكمهم, فيما بدا وكأنه كان عقيدة لا تتغير لدي المصريين منذ زمن الفراعنة. لكن لا شك أن هذه العقيدة قد انتهت الآن مع وقوف ملايين الناخبين أمام لجان الاقتراع لاختيار حر للمرة الأولي لمن سيحكمهم مما يدشن تحولهم أخيرا نحو الديمقراطية.ويصف تقرير لصحيفة الواشنطن بوست الأمريكية, المزاج المصري العام حول الانتخابات الرئاسية بأنه مكهرب ولكنه يستعيد قدرا من التفاؤل الذي كان يسود بين المصريين في الأيام الأولي التي أعقبت الإطاحة بالرئيس مبارك, حيث سيكون اختيار رئيس الجمهورية هو اكبر مردود عن الثورة التي أخرجت الديكتاتور وجعلت المصريين فجأة غير خائفين.ويشير إلي أن بعض الناخبين المصريين يشعر بعدم الارتياح, إن لم يكن المرارة, نتيجة لعام ونصف تقريبا من الاضطرابات التي أدت إلي توسيع الانقسامات وخلق حالة من التوتر علي النسيج الاجتماعي للبلاد خلال فترة ما بعد الثورة, ومع انه يصعب التنبؤ بالنتائج, إلا أن السباق الرئاسي وفقا للصحيفة يعد سباقا بين من يريدون قيادة إسلامية وأولئك الذين يؤيدون دولة ليبرالية. ولا يتوقع التقرير أن يكون هناك تزوير علي نطاق ما كان يحدث علي مدي عقود لضمان تحقيق انتصارات ساحقة للحزب الوطني الديمقراطي بزعامة مبارك, ولكن الناخبين والمرشحين عبروا علي حد سواء عن قلقهم من وقوع مخالفات محتملة, قال احد المواطنين لمراسل الصحيفة وهو يضحك إننا لم نصوت أبدا في حياتنا, وربما99 في المائة من المصريين لم يصوتوا لمبارك لكنه كان يحصل مع ذلك علي99 في المائة من الأصوات أما صحيفة حريت دايلي نيوز التركية فنشرت تحت عنوان, مصر تصعد نحو الديمقراطيةأن المصريين يتجهون إلي صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد, بعد ستين عاما من سيطرة الديكتاتورية و الحكم العسكري, وانه من الصعب توقع فائز واضح حتي الآن, الأمر الذي ستحسمه انتخابات الإعادة, وأبرزت الصحيفة, أن استطلاعات الرأي التي أجريت في مصر لم تكن دقيقة, ولم تقدم للناخب رؤية واضحة, لكن الانتخابات ستكون هي المحطة الأخيرة في فترة انتقالية مضطربة ستنهي حكم الجنرالات الذين تعهدوا بتسليم السلطة قبل الأول من يوليو القادم.في حين خصص موقع البي بي سي البريطاني, عددا من التقارير حول الانتخابات في مصر, احد هذه التقارير كان حول ما إذا كانت أصوات المصريين في الريف ستحسم نتائج التصويت؟ ووفقا للتقرير فان الحقول والقري المصرية, تري أن الاستقرار بعيد المنال, في بلد يعيش تغييرات جذرية, يجاهد المرشحين للرئاسة لمواكبتها.في الأيام الخوالي, كان الحزب الحاكم أو رب الأسرة أو إمام المسجد, يفرض علي المصري اختيار مرشحه, أما اليوم, فقد أصبح المصريون يعبرون بحرية عن كل ما حاربوا من اجله, وان عليهم الدفاع عن أصواتهم وانه لم تعد هناك مسلمات, لم يعد هناك اتفاق بالإجماع علي شخص بعينه لم تعد هناك استفتاءات شعبية ولم تعد هناك إملاءات, لقد انتهت هذه الحقبة, يري التقرير أن أصوات أبناء الريف, خارج القاهرة هي التي ستحسم نتائج التصويت علي الأرجح, حيث ما زال يعيش غالبية المصريين.وفي تقرير آخر للبي بي سي جاء انه, ربما جلبت الديمقراطية معها الكثير من المشاكل لمصر حتي الآن, لكنها جلبت معها أيضا حالة من عدم القدرة بشكل مؤكد علي التنبؤ فيما يخص السياسة, ناهيك عن حداثة مفهوم انتخابات حقيقة, لكن مهمة اختيار الفائز ليست سوي عنصر واحد في بناء الديمقراطية, والتغييرات التي تحدث في المناخ السياسي المصري, والطاقة التي تحملها عملية الانتخابات الرئاسية تحمل مؤشرات تدعو للتفاؤل حول المستقبل, أيا كان الفائز.